وفي حوار مع صحيفة الشرق الاوسط اللندنية دعا الرئﯾس الﯾمني الجنوبي اﻷسبق، علي ناصر محمد، الرئﯾس السابق علي عبد ﷲ صالح إلى إفساح المجال للرئﯾس الحالي، عبد رب? منصور ?ادي لﯾمارس صﻼحﯾات? دون تدخﻼت مطالبا صالح أن ﯾغادر الﯾمن لفترة مؤقتة ولﯾرتاح بعد سني حكم? الطوﯾلة التي امتدت ﻷكثر من 3 عقود.
وقال ناصر، في تصرﯾحات خاصة لـ«الشرق اﻷوسط» إن? ﯾنظر إلى التسوﯾة السﯾاسﯾة الجارﯾة في الﯾمن في ضوء المبادرة الخلﯾجﯾة بـ«تفاؤل حذر وارتﯾاب»، ﻷن?ا «تسﯾر إما نحو تطور إﯾجابي بما ﯾخدم التسوﯾة وإما أن تتحرك في الخط المعاكس بما ﯾنذر بفشل?ا أو ان?ﯾار?ا»، وأعرب عن اعتقاده أن اﻷزمة السﯾاسﯾة في الﯾمن «تتغور في عمق الوطن وتتغول في الجسد الﯾمني والوحدة الوطنﯾة».
وقال:«كلنا نعرف أن المبادرة الخلﯾجﯾة لم تتحدث عن الثورة وﻻ عن القضﯾة الجنوبﯾة بل ركزت على اﻷزمة ونقل السلطة ولذلك قامت التسوﯾة السﯾاسﯾة بﯾن فرﯾقﯾن وقعا علﯾ?ا وكنا نأمل أن تشمل التسوﯾة كافة الطﯾف السﯾاسي الﯾمني وأن ﯾكون الشباب الرقم اﻷبرز فﯾ?ا».
ولمح ناصر إلى أن ما ﯾجري في الﯾمن ?و أقرب إلى «نظام المحاصصة»، وقال: إن «استبعاد القوى المؤثرة كان ل? دور كبﯾر في خلق جو من المحاصصة والتقاسم غﯾر المفﯾد وإن ?ذا ﯾفسر المواج?ات المتنقلة سﯾاسﯾا ومﯾدانﯾا بﯾن بعض القوى».
وحول اﻻغتﯾاﻻت التي تعرض ل?ا عدد من المسؤولﯾن الﯾمنﯾﯾن ومحاوﻻت اﻻغتﯾال الفاشلة، اعتبر ناصر أن?ا تعد «مؤشرا خطﯾرا» وأن «ما جرى من محاوﻻت ﻻغتﯾال لكل من الدكتور ﯾاسﯾن سعﯾد نعمان، أمﯾن عام الحزب اﻻشتراكي واللواء محمد ناصر أحمد، وزﯾر الدفاع، والدكتور واعد باذﯾب، وزﯾر النقل وغﯾر?م ﯾست?دف جو?ر عملﯾة التغﯾﯾر والدولة المدنﯾة».
ودعا الرئﯾس الﯾمني الجنوبي اﻷسبق إلى تشكﯾل لجنة محاﯾدة من اﻷكادﯾمﯾﯾن والمستقلﯾن، الذﯾن لﯾس ل?م عﻼقة باﻷحداث السابقة، للتحقﯾق فﯾما جرى من صراعات منذ قﯾام ثورتي الﯾمن، شماﻻ وجنوبا، مطلع عقد الستﯾنات من القرن الماضي.
وأكد لـ«الشرق اﻷوسط» أن ?ناك من ﯾرفض الحصانة خاصة في صفوف شباب الثورة والحوثﯾﯾن والحراك الجنوبي وكذلك قوى أخرى لم تنخرط في إطار المبادرة الخلﯾجﯾة، ومن الغرﯾب والمؤسف أن من حصل على ?ذه الحصانة فوق إرادة الثورة والشعب (صالح)، ﯾتحدث في مؤخرا عن أحداث 1986. اﻹجرامﯾة على حد وصف?، وذلك، في المحصلة، ﯾمس أطرافا وقﯾادات كانت معنا ومع? وبﯾن?م رئﯾس الجم?ورﯾة الحالي وغﯾره من القﯾادات السابقة العسكرﯾة والمدنﯾة التي كانت محسوبة على ما كان ﯾسمى (الزمرة).
وقال ناصر لـ«الشرق اﻷوسط» إن اﻷ?م ?و «التحقﯾق في الجرﯾمة الكبرى التي ارتكبت بحق الوحدة من قبل الموقعﯾن علﯾ?ا عام 1990. والتي تحولت من حلم جمﯾل إلى كابوس مفزع وإلى قتل واحتراب وانقسام وتشظ وكرا?ﯾة وفساد»، وﯾرى الرئﯾس ناصر أن ما ﯾجري في الﯾمن ?و «ازدواجﯾة في السلطة»، وأن من «الواضح والطبﯾعي ﻷي مراقب للمش?د أن?، في السابق، تركزت السلطة بﯾد رئﯾس واحد وخرج الناس لتغﯾﯾره ولﯾس لتبدﯾل? بأكثر من رئﯾس وأكثر من جﯾش وأكثر من جماعة مسلحة وأكثر من فضائﯾة ناطقة باسم كل ج?ة، وحتى أكثر من فرع لتنظﯾم القاعدة».
وأعرب ناصر عن اعتقاده أن المطلوب أن ﯾمارس الرئﯾس ?ادي «كافة صﻼحﯾات? وفقا للدستور»، لكن? ﯾرى أن المشكل الرئﯾسي ?و «تعدد المرجعﯾات، فالمبادرة الخلﯾجﯾة باتت مرجعﯾة ﯾستند الرئﯾس في قرارات? علﯾ?ا و?ذا أمر ﯾعزز نوعا من الخلل البنﯾوي في وضع التسوﯾة السﯾاسﯾة الرا?نة»، وتقدم بنصح من جانب? ﯾدعو إلى «التوصل لمعالجة موضوعﯾة ل?ذا الخلل ومن جانب آخر أنصح اﻷخ الرئﯾس (السابق) علي عبد ﷲ صالح أن ﯾساعد الرئﯾس ?ادي الذي كان نائبا ل? في السلطة والحزب الحاكم من خﻼل التخلي عن اﻻزدواجﯾة وفسح المجال ل? لﯾمارس صﻼحﯾات? كاملة، وأن ﯾرتاح (صالح) بعد أن قضى ?ذه الفترة الطوﯾلة في الحكم، وأن ﯾغادر الﯾمن مؤقتا، فخروج? من السلطة والبﻼد ﻻ ﯾعني ن?اﯾة الحﯾاة فقد غادر السلطة والوطن قبل? كل من: الرؤساء المشﯾر عبد ﷲ السﻼل والقاضي عبد الرحمن اﻹرﯾاني وعلي ناصر محمد وعادوا إلﯾ? مرة أخرى في ظروف مناسبة».
وحول الغارات التي تشن?ا، بﯾن وقت وآخر، طائرات أمﯾركﯾة من دون طﯾار وتست?دف مقاتلﯾن من عناصر تنظﯾم القاعدة واللغط المثار حول اﻷمر بعد تأكﯾد الرئﯾس عبد رب? منصور ?ادي موافقت? الشخصﯾة على تلك الغارات، قال الرئﯾس ناصر، الذي ﯾعﯾش خارج الﯾمن منذ أكثر من عقدﯾن، إن اﻷمر «لم ﯾبدأ في ع?د الرئﯾس ?ادي بل ?و امتداد لما كان ﯾحدث في ع?د الرئﯾس صالح بحجة مﻼحقة العناصر اﻹر?ابﯾة، والذي كان ﯾقول: (اضربوا وﻻ تقولوا إننا وافقنا على الضرب)، أما الرئﯾس ?ادي فقد قال: (إن? ﯾصادق شخصيا على كل ضربة وطلعة ) وانا لا اتفق مع الأول ولا مع الأخير.
" الشرق الاوسط "