في خطوة تهدف إلى تخفيف معاناة سكان العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي عن خطة إسعافية لتأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء خلال شهر رمضان المبارك.

تأتي هذه المبادرة في ظل أزمة الكهرباء المستمرة التي تعصف بالمدينة، مما يجعل هذه الخطوة بارقة أمل للسكان العدنيين الذين يعانون من الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي.

تفاصيل الحل الإسعافي المعلن:

أعلنت اللجنة الرئاسية، التي تم تشكيلها بتوجيه من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، عن توفير كميات إسعافية من الوقود لمحطات الكهرباء في عدن.

اللجنة، التي تضم وزيري الكهرباء والنقل ومحافظ عدن ورئيس مؤسسة موانئ خليج عدن، أكدت أنها تعمل على استكمال الإجراءات الفنية والمالية للاستفادة من مبلغ الاعتماد المستندي المخصص لدعم المشروع الكهربائي.

ووفقًا لما نقلته وسائل الإعلام المحلية، فإن الكميات الإسعافية المطلوبة تشمل نحو 18 ألف طن من مادة الديزل و13 ألف طن من مادة المازوت.

هذه الخطوة تهدف إلى ضمان استمرار عمل محطات الكهرباء خلال شهر رمضان، مع تأكيد اللجنة على ضرورة اتخاذ الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي تدابير إضافية لتأمين الوقود لفصل الصيف المقبل.

أزمة الكهرباء في عدن وتأثيرها على السكان

تعاني مدينة عدن منذ أشهر من أزمة خانقة في قطاع الكهرباء، حيث تشهد معظم محطات التوليد خروجًا متكررًا عن الخدمة بسبب نفاد الوقود. هذا الوضع أدى إلى ارتفاع ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى أكثر من 16 ساعة يوميًا في العديد من المديريات، مما زاد من معاناة السكان، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

السكان يعبرون عن استيائهم من استمرار الأزمة، مشيرين إلى تأثيرها السلبي على حياتهم اليومية وعلى القطاعات الخدمية والاقتصادية في المدينة. ومع غياب حلول جذرية من الجهات الحكومية، أصبحت هذه الأزمة تمثل تحديًا كبيرًا يثقل كاهل المواطنين في عدن.

قرارات وزارة الكهرباء وتأثيرها على الوضع الحالي

في سياق متصل، أصدرت وزارة الكهرباء والطاقة في الحكومة اليمنية قرارًا بإنهاء عقود شراء الطاقة الكهربائية العاملة بالديزل، مطالبة الشركات المشتراة بإخلاء مواقعها وتسليمها. هذا القرار جاء بسبب عدم قدرة الحكومة على توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات، بالإضافة إلى الأعباء المالية المرتبطة بالتعاقدات السابقة.

القرار أثار جدلًا واسعًا بين المواطنين والخبراء، حيث يخشى البعض من تفاقم الأزمة نتيجة فقدان الطاقة المشتراة التي كانت تسهم بشكل كبير في تغطية جزء من احتياجات المدينة. ومع ذلك، يأمل آخرون أن يكون هذا القرار بداية لإيجاد حلول مستدامة لأزمة الطاقة في عدن.

في الختام، يمثل الحل الإسعافي الذي أعلنه المجلس الانتقالي الجنوبي خطوة إيجابية نحو التخفيف من أزمة الكهرباء في عدن خلال شهر رمضان. ومع ذلك، فإن التحديات ما زالت قائمة، مما يتطلب جهودًا مستمرة من الحكومة والجهات المعنية لتأمين حلول طويلة الأمد تضمن استقرار خدمات الكهرباء في المدينة وتخفيف معاناة سكانها.