وقال الأخ الرئيس " انتم تعرفون جميعا أن اليمن ذهب الى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ووقع عليها وفي ضوء ذلك تم تشكيل حكومة من المعارضة ومن الحزب الحاكم خمسين في المائة بخمسين في المائة، ورئيس الوزراء يكون من المعارضة، ثم بعد تسعين يوما اجرينا انتخابات رئاسية مبكرة وتم انتخاب رئيس الجمهورية ليتولى قيادة اليمن خلا المرحلة الانتقالية والتي مدتها سنتين " .
وتابع " وفي هذه المرحلة سيتم اجراء حوارا وطنيا بمشاركة جميع القوى السياسية الموجودة في اليمن لتناقش على طاولة مستديرة كل القضايا اليمنية بما في ذلك القضية الجنوبية والمشكلة في صعدة وقضايا تهم الشباب والمرأة ".. مبينا انه سيشارك في هذا الحوار جميع الاطراف بما فيها الاحزاب التي لم توقع على المبادرة الخليجية وكذلك منظمات المجتمع المدني .
واشار الاخ رئيس الجمهورية الى انه تم تشكيل لجنة للتحضير للحوار الوطني وهي الان مستمرة في عملها تمهيدا لبدء الحوار الوطني قبل نهاية العام الحالي ، موضحا ان الحوار سيستمر ما يقارب الخمسة شهور الى مايو القادم .
وقال :"إن هذا الحوار سيخرج بمنظومة حكم جديدة فيها دستور جديد وتجسيد اهداف ومبادئ الحكم الرشيد ".. متمنيا من الإصدقاء في الاتحاد الاوروبي والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ودول مجلس التعاون الخليجي بان يدعموا اليمن بسخاء حتى يخرج من الوضع الصعب الذي يعيشه حاليا .
ولفت الى ان اليمن اذا لم ينجح في ترجمة المبادرة الخليجية وانجاح العملية السلمية الجارية حاليا سوف يذهب الى حرب اهلية، واذا ذهب اليمن الى حرب اهلية ستكون مشكلة على اليمن والمنطقة والعالم .
وذكر بان اليمن يواجه حروبا وليست احداث عادية كما حدث في بعض دول الربيع العربي وعلى وجه خاص في تونس او مصر .
وقال:" اليمن يواجه حروب مع القاعدة والقراصنة في خليج عدن وهناك مشاكل كثيرة في مقدمتها مشكلة الفقر, إلى جانب أنه يوجد في اليمن حاليا ما يقارب من مليون ومائتين الف نازح من الصومال، كما أن لدينا نحو ستة ملايين من الشباب الذين اعمارهم تتراوح مابين خمسة عشر سنة واقل من عشرين سنة وكذا ستة ملايين شباب من العاطلين عن العمل، واكثر من ستمائة الف جامعي من خريجي المعاهد العليا الذين تخرجوا ما قبل عشر سنوات وهم الى اليوم بدون عمل ".
من جانبه رحب رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو في كلمته بالرئيس عبد ربه منصور هادي .. مهنئاً اياه على انتخابه في فبراير الماضي .
وحسب وكالة الانباء اليمنية الرسمية " سبأ" فقد اثنى رئيس المفوضية الاوروبية على جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادته الشجاعة لليمن خلال الأوقات العصيبة.
وقال: "نعلم جيداً أن الطريق أمامكم شاق لكننا نؤكد أنكم لستم وحيدين في هذا المسار, وسنكون داعمين لجهودكم ".
وعبر رئيس المفوضية الأوروبية عن سعادته البالغة للحرص الذي ابداه الرئيس هادي لزيارة أوروبا وإدراجها ضمن أولوياته.
وأردف: " نعتبر هذه الزيارة لحظة تاريخية مهمة, وفرصه لنا لكي نجدد إشادتنا بجهود الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني في اليمن وما يقومان به من مهام ودور رائع رغم التحديات المعقدة".
وأكد باروسو دعم الاتحاد الأوروبي بشكل كامل لعملية الانتقال السلمي والمنظم في اليمن , معتبرا هذه العملية مرحلة تحول سياسي هامة تتجاوب مع تطلعات الشعب اليمني المشروعة لمستقبل أكثر أمناً وسلاماً وديمقراطية وازدهاراً.
وأشار إلى أنه تم إحراز تقدم ملموس منذ أن تولى الرئيس هادي مقاليد الحكم في اليمن أواخر فبراير الماضي .. مرحباً بالقرار الرئاسي لتشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار والخطوات المنجزة في هذا الجانب تمهيدا لتدشين الحوار الوطني خلال الفترة القليلة القادمة.
وقال:" يعتبر مؤتمر الحوار جزء لا يتجزأ من أدوات المرحلة الانتقالية الشاملة وبقيادة يمنية, و هذه هي الخطوات الصحيحة وفي المسار الصحيح ".
وأضاف: "من هنا أرغب في إرسال رسالة واضحة لكل الأطراف والأحزاب والقوى السياسية في اليمن بُغية دعوتها للقيام بدور بناء خلال عملية الإصلاحات التي ستشهدها البلاد وكذا الالتزام بالمبادرة الخليجية آليتها التنفيذية التي وقعت عليها في الرياض والحرص على العمل سوياً في سبيل مستقبل زاهر لليمن".
وأستطرد رئيس المفوضية الأوروبية قائلا :" سيدي الرئيس، نؤكد لكم اليوم إرادتنا السياسية القوية المساندة لجهودكم ومشاركتنا الفعالة لحماية طريق اليمن نحو الديمقراطية ".
وتابع :" لقد أعربنا عن تأييدنا القوي للمرحلة الانتقالية عبر تخصيص تعهدات مالية.. موضحا أن الاتحاد الاوروبي أعلن في الرابع من شهر سبتمبر الماضي حزمة مساعدات لليمن خلال مؤتمر المانحين في الرياض بـ 170 مليون يورو للفترة 2012 -2014 بهدف دعم الاحتياجات العاجلة والضرورية في اليمن على المدى القصير وعلى وجه خاص في قطاعات الحكم الرشيد والرعاية الاجتماعية والصحة والأمن الغذائي".
ومضى قائلاً:" كما خصصنا 40 مليون يورو من تلك المساعدات لمعالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة في 2012 بما في ذلك مجابهة مظاهر سوء التغذية والنازحين والأمن الغذائي" .
ولفت باروسو إلى أهمية تطوير آلية شراكة بين الحكومة اليمنية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لضمان نجاح البرامج المشار إليها أنفاً وبمايسهم في تحقيق الاهداف المنشودة وكذا ينعكس باثار ايجابية لتطوير مساعدات الاتحاد الأوروبي مستقبلا .
وقال :" ومن المهم أيضا أن يتبنى اليمن أجندة إصلاحات مبرمجة ومهيكلة ".. مضيفا :" ومن أجل المستقبل نحن مستعدون لدعم اليمن خاصة في مجال تأمين حقوق الإنسان والحريات الأساسية وإصلاح إدارة المالية العامة ومكافحة الفساد".
وتابع قائلا: " ندرك أن الرحلة بدأت الآن في عدد من الدول التي تأثرت بالربيع العربي.. وقد تكون هنالك انتكاسات ولكننا نراهن على الديمقراطية وسنظل متيقظين ضد أولئك الذين يسعون إلى إعاقة مسيرة الديمقراطية أواختطاف العملية الانتقالية".
ومضى رئيس المفوضية الأوروبية قائلا: "نعلم جيداً حجم التحديات الصعبة التي تواجه اليمن وأن هذا البلد يواجه مخاطر وتهديدات لا توجد في أي مكان آخر".
وأردف :" ولكننا ندرك في نفس الوقت أن الخيارات الآخرى هي الأكثر صعوبة وتعقيداً بل أنها خيارات ستكون مؤلمة للشعب اليمني".
وتابع قائلا :" ولهذا السبب أرغب مجدداً تكرار تبريكاتنا وتهانينا للشعب اليمني لاختياره المضي قدماً في مسار التحول والتطور والإصلاح " .
وأختتم رئيس المفوضية الأوروبية كلمته بالقول:" نؤكد لكم يا سيدي الرئيس، إن الاتحاد الاوروبي يقف إلى جانب اليمن, قيادة وحكومة وشعباً وأن أصدقاء اليمن سيغتنمون هذه الفرصة التاريخية لدعم مستقبل أكثر إشراقاً لليمن, ونجدد تقديرنا لجهودكم ومتابعتكم واهتمامكم ".