أكد رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، الأحد، أن حكومته تضع معركة إنهاء الانقلاب الحوثي في سلم أولوياتها، وتسخر كل طاقاتها المالية والسياسية والعسكرية لإسناد الجبهات، مشددا أن الانقلاب لن يدوم طويلا وسينهزم قريبا.

جاء ذلك في افتتاحية صحيفة الجيش "26سبتمبر"، بعنوان" ذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر ليست للاحتفاء فقط".

وقال رئيس الوزراء "تعود علينا الذكرى الـ 59 لثورة 26 سبتمبر والـ 58 لثورة 14 أكتوبر المجيدتين، ليس لنحتفي بهما فقط، وإنما لنستلهم عظمتهما وقيمهما ومبادئهما، ونجسدهما واقعاً ملموساً ونحن نواجه تحديات تحاول إعادة اليمن بلباس إيراني إلى عهد الإمامة الكهنوتية البائدة التي أسقطها الشعب اليمني، ولن يقبل بعودتها مهما بلغت التضحيات".

وأضاف، "إن التلازم بين ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وتكامل نضالات اليمنيين شمالاً وجنوباً، نحن أحوج ما نكون إلى تمثلها اليوم وتوحيد الصفوف للقضاء على ما هو أخطر، الرجعية الكهنوتية البائدة، والتي تحاول العودة حاملة مشروع ملالي إيران التوسعي المهدد لأمن واستقرار اليمن والخليج والمنطقة العربية، ويسعى لإيجاد موطئ قدم له في مهد العروبة".

وأوضح عبدالملك أن انتصار نضال اليمنيين في ثورتي سبتمبر وأكتوبر، فيه الكثير من العبر والدروس، حيث لا يمكن تصور أن تنتصر اليمن شمالها وجنوبها لو لم يكن الشعب اليمني موحداً في المقاومة.

وشدد رئيس الوزراء على أن ذلك "يستدعي منا الوقوف بمسؤولية، ونترفع عن كل الخلافات والمشاريع الصغيرة حتى ننتصر لوطننا وشعبنا الذي يعاني الويلات منذ الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً على السلطة الشرعية في العام 2014م".

وتابع: "لن ندس رؤوسنا في الرمال، بل علينا أن نعترف بشجاعة أن استمرار الانقلاب الحوثي ليس بقدراتهم أو من يدعمهم، بل إنه يتغذى على خلافاتنا ويستفيد منها، وذلك لن يدوم طويلاً، فمشروعه العنصري والطائفي مرفوض مجتمعياً وسينهزم قريباً".

وقال إن "لا مكان للتخاذل أو التراجع عن هدفنا وغايتنا في استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، بدعم وإسناد أخوي من أشقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، فالمعركة لم تعد معركة اليمنيين وحدهم بل هي معركة مصيرية ووجودية للعرب جميعاً، فإما نكون أو لا نكون".

وأضاف: "الواقع يستدعي منا أن نعيد ترتيب الصفوف والتلاحم ونبذ الخلافات في هذه المعركة التي يقف فيها الشعب اليمني سداً منيعاً ضد تطييف المنطقة، وأمام المشروع الإيراني المدمر، ويخوض معركته المصيرية حماية لأمن وعروبة المنطقة بالكامل.

واستدرك: "نعمل بتعاون وثيق مع تحالف دعم الشرعية على مضاعفة التنسيق لتحقيق الانتصار الكامل والناجز، فأعيننا على العاصمة صنعاء وكل شبر في الوطن، وما يحدث من اختراقات في هذه الجبهة أو تلك لن ينال من همتنا أو عزيمتنا".

وأكد رئيس الوزراء أن مأرب وشبوة لن تكون إلا مقبرة للكهنوت، وصمودهما واستبسالهما هو بوابة النصر إلى صنعاء وذمار وإب وصعدة، وكل المناطق التي ما زالت تحت سيطرة المليشيات الانقلابية.

وقال "نؤكد لكم أن الحكومة تضع معركة إنهاء الانقلاب الحوثي في أولى أولوياتها، وتسخر كل طاقاتها المالية والسياسية والعسكرية لإسناد الجبهات ودعم الأبطال من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل والشعب اليمني، وتقف معهم صفاً واحداً في معركة لا مجال فيها أمامنا إلا الانتصار".

وأضاف، بعزيمة والتزام واضح نقولها: "لن نخذلكم يا أبطالنا الذين تجودون بدمائكم وأرواحكم دفاعاً عن الثورة والنظام الجمهوري والثوابت الوطنية، ونعمل في الحكومة بتوجيهات رئيس الجمهورية، على الاستجابة لكل الاحتياجات العسكرية واللوجستية والمالية لأبطالنا المرابطين في الجبهات، والاهتمام بالجرحى ورعاية أسر الشهداء.

واختتم رئيس الوزراء قائلا: "نقول للمجتمع الدولي إن السلام لن يتحقق بالأمنيات والوعود وقد جربتم ذلك كثيراً مع مليشيا لا تفي بأي عهد أو اتفاق، وعليكم أن تدركوا أن السلام والاستقرار لن يتأتى إلا بانكسار المشروع الإيراني في اليمن"