الرئيسية / تقارير وحوارات / مقاومة صالح للتقاعد يعرض العملية الإنتقالية في اليمن للخطر (فيديو)
مقاومة صالح للتقاعد يعرض العملية الإنتقالية في اليمن للخطر (فيديو)

مقاومة صالح للتقاعد يعرض العملية الإنتقالية في اليمن للخطر (فيديو)

27 سبتمبر 2012 11:01 صباحا (يمن برس)
لم يستقر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح و يتقاعد بهدوء.

يستضيف الموالين خلال شهر رمضان، و يدعو الزعماء القبليين للإجتماعات و ينتقد بقسوة إخفاقات الحكومة الإنتقالية، إنه ما زال لاعب فاعل في الساحة السياسة اليمنية، بعكس الزعماء العرب الآخرين الذين أطيح بهم، فمنهم من يعيش في الآن في المنفى، و منهم من هو في السجن، و منهم من قد مات. و بعد أشهر من تنحيه عن الحكم عقب الإحتجاجات الجماهيرية الحاشدة، ما يزال إبنه و إبن أخيه يتقلدان مناصب عسكرية رفيعة.

يقول أحد القياديين في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، في محافظة تعز الجنوبية، فؤاد علي، البالغ من العمر 36 عاماً، عقب زيارة لصالح خلال شهر رمضان "لقد مررت بنفس اجراءات التفتيش الأمنية التي كنت أواجهها عندما كنت أزور صالح لتقديم التهاني له حين كان رئيساً. إنه يتصرف الآن تماماً كما كان يفعل حين كان حاكماً."

إن عودة صالح السياسية قد تعمل على تقويض المبادرة المدعومة من السعودية و الولايات المتحدة لإستقرار اليمن، تلك البلاد التي تستخدمها القاعدة كمنطق لهجماتها على كلتا الدولتين، و تقويض عملية إنعاش أكثر إقتصادات الشرق الأوسط فقراً. إن إنقسام الجيش بين مؤيدين الرئيس السابق، و خلفه في الحكم، عبدربه منصور هادي، ينبأ بخطر تجدد العنف الذي شهدته البلاد العام المنصرم، عندما تصاعدت الإحتجاجات لتصل إلى ما يشبه الحرب الأهلية، في بلاد تقع على عتبة أكبر مصدر للنفط في العالم.

"إنه يحاول أن يبقي أسرته و أصدقائه في السلطة" كما يقول خالد الدخيل، بروفيسور العلوم السياسية في جامعة الملك سعود بالرياض. و يضيف الدخيل "لديه شبكة إجتماعية و إقتصادية و سياسية ضخمة في كل أنحاء اليمن و يريد أن يثبت أنه ليس خارج الصورة. إنه ذكي جداً."
 
التطلع إلى المانحين
وفقاً لما قاله صندوق النقد الدولي فإن إقتصاد اليمن تقلص بمعدل 10.5 بالمائة العام الماضي، أكثر من أي مكان آخر في العالم، بإستثناء ليبيا، حيث أدت الحرب الأهلية إلى توقف إنتاج النفط. إنتاج النفط الخام في اليمن تباطئ مع الإعتداءات المتكررة على خط أنبوب مارب، و عانت البلاد من إنقطاعات منتظمة للتيار الكهربائي و أصيبت ميزانيتها بالعجز.
 
و لوقف إستمرار الإنهيار، تقود السعودية و الولايات المتحدة جهوداً لتقديم المساعدات لإعادة الإعمار، حيث وصلت الإلتزامات المقدمة من قبل المانحين إلى 6.4 مليار دولار، و سيجتمع المانحون مرة أخرى في نيويورك في 27 سبتمبر. و التزمت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات لليمن هذا العام تقدر ب 345 مليون دولار و هي أكثر من ضعفين ما كانت تقدمه في السابق، بحسب راجيف شاه، مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

و قال شاه للمراسلين في آخر إجتماع للمانحين الذي إنعقد في الرياض في 4 سبتمبر "لن يكون هناك تنمية من دون الأمن، و لن يكون هناك إستثمارات خاصة و لن تستطيع معالجة البطالة التي تبلغ 40 بالمائة بين الشباب."
 
حصانة كاملة
و حصل صالح على حصانة قضائية كاملة بموجب المبادرة التي ترعاها السعودية، كما حصل عليها اقربائه و موالين له بإستثناء التهم المتعلقة بالإرهاب. هادي الذي ينتمى مثله سلفه إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، تم إنتخابه بالتزكية في فبراير لقيادة الحكومة الإنتقالية لمدة عامين.
 
و في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط في لندن، دعى هادي اليمنيين إلى نبذ الخلافات و الإنخراط في حوار الوحدة الوطني، قائلاً أنهم قضوا عقوداً في صراعات و حروب لا نهاية لها.

و قال أنه تم إحراز تقدماً في اليمن، بخطوات ثابتة و بطيئة في بعض الأحيان، نتيجة لحساسية الوضع الداخلي "إنها مثل قيادة مركبة في طريق رملية، حيث يتوجب على السائق الوقوف من وقت إلى آخر لإزالة الرمال عن عجلات المركبة."

يقول هادي أنه متفائل بشأن مستقبل اليمن و أن اليمنيين تجاوزوا الكثير من العقبات، من بينها خطر الحرب الأهلية.
 
محاربة القاعدة
اليمن، المجاورة للعربية السعودية و عمان، في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، تصارع للقضاء على مسلحي القاعدة، و الحركات الإنفصالية مثل جماعة المتمردين في الشمال، و التي خاضت إشتباكات مع القوات السعودية. و أستخدمت الأراضي اليمنية لشن هجمات على الولايات المتحدة، من بينها محاولة تفجير طائرة متجهة إلى ديترويت في 2009.
 
و ندد صالح بإدارة هادي للعملية الإنتقالية. في خطاب القي في 3 سبتمبر في صنعاء بحضور الآلاف من أنصاره بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، شن صالح أعنف هجوم على الحكومة.

و تساءل صالح في أول خطاب جماهيري له منذ محاولة الإغتيال التي تعرض لها في يونيو العام الماضي "ماذا قدمتم حتى الآن؟ هل تمكنتم من القاء القبض على المسئولين عن تفجير أنابيب النفط، أو المسئولين عن قطع التيار الكهربائي عن المناطق السكنية؟"

مجلة بزنس ويك
تقرير جلين كاري و محمد حاتم
ترجمة مهدي الحسني


شارك الخبر