يشير مصطلح الدروع البشرية في عالم الجريمة إلى استخدام الجسد البشري كدرع وقاية من المخاطر والحامي من كل أشكال الاختراقات الأمنية المختصة باكتشاف المجرمين، واكتشاف المحتوى المحظور الذي يتسترون عليه، ويخشون انكشافه.
ويوجد في عالم الإرهاب، مثلاً، بعض المطلوبين للعدالة، فيلجأون إلى الاحتماء بمنازل يسكنها الأطفال والنساء، وحين ينتقلون على متن سياراتهم يستخدمون ذات الغطاء البشري للتمويه على وجودهم، وتضليل رجال الأمن.
وفي عالم المخدرات يستخدم تجارها النساء بكثرة كدرع بشري خصوصاً في عمليات نقل المخدرات من مكان إلى آخر وتحديداً عندما تتخلل الطريق نقاط تفتيش أمنية.
ولطالما صادف رجال الأمن في المناطق الشمالية، والذين يتمركزون على الطريق الذي يربط بين الشمال والجنوب وتحديداً في مواقع نقاط التفتيش في هذا الطريق، منذ بداية الحرب في اليمن، الكثير من حالات نقل المخدرات باستخدام الدروع البشرية، وبعد التقصي الواسع والتحقيق المستفيض حول هذه الظاهرة اتضح أن التجار يشترطون على كل سائق ينضم للعمل في شبكتهم أن يخصص له عددا من النساء لمرافقته بالتناوب خلال رحلات النقل بالسيارة التي يقوم بها من الجنوب إلى الشمال للاحتماء بهن من شكوك رجال الأمن في نقاط التفتيش والتعمية عليهم بهذا الدرع البشري الناعم.
ومن جملة الأسباب التي يعرفها تجار المخدرات ويفهمونها جيداً لتبرير استخدام هذه الدروع البشرية أثناء عمليات نقل المخدرات وفي تجارتها وترويجها ويعرفها السواد الأعظم من الناس أيضاً، هي أن المجتمع اليمني شأنه شأن معظم المجتمعات يقدس المحارم، ولا ينتهك لأي رجل حرمته عندما تكون برفقته امرأة أو أطفال حتى ولو كان مطلوباً للعدالة.
استغلال القيم الإنسانية
إنه استغلال للقيم الإنسانية، وللعادات والتقاليد المحافظة التي يقدسها أبناء المجتمع واستغلال للثوابت واللامتغيرات البنيوية المقدسة لدى كل المجتمعات بلا استثناء، وللحياء الذي يتمتع به رجال الأمن شأنهم شأن أبناء المجتمع اليمني تجاه النساء وعدم التعرض لهن أو لمن يرافقهن بل ونصرتهن والتهافت على تقديم الخدمة لهن ومنحهن الأولوية في المرور والانتباه الكبير لعدم مضايقتهن.
وتعتبر وسائل النقل العامة والخاصة المأهولة بالناس نساءً وشباباً وشيوخاً وأطفالاً درعاُ يناسب بشدة عمليات النقل للممنوعات بدون أي احترازات من الأجهزة الأمنية.
ويتعمد تجار المخدرات إلى تبني مجموعة واسعة من بنات الهوى والبغاء لخدمة تجارتهم واستخدامهن كدروع بشرية، بل إن أهم شرط على أفراد الشبكة وقيادة المركبات المحملة بالممنوعات هو اصطحاب امرأة معهم أثناء القيام بعمليات نقلهم للممنوعات والسفر بها والمرور بها خلال نقاط التفتيش، بل إن الكثير من سائقي المركبات الخاصة بنقل الممنوعات يعمدون إلى إبرام عقود زواج عرفية مع بنات الهوى والبغاء لاستخدامهن كدروع بشرية أثناء عمليات النقل بدون مضايقات أو الوقوع في موقع الاشتباه من قبل الأجهزة الأمنية أثناء نزولهم في الفنادق أثناء السفر أو أثناء عبورهم من النقاط الأمنية الخاصة بالتفتيش، وحيناً آخر يعمد الناقل للممنوعات لاستئجار درع بشري مكون من رجل وعائلته، زوجة وأطفال بحيث يرافقونه في رحلته مقابل مبلغ مالي محدد يتم الاتفاق عليه بينهما. وثمة طريقة أكثر شجاعة حيث تستخدم المرأة ذاتها في هذه التجارة المحرمة كمروجة وتاجرة، فهي تمثل درعاً بشرياً لا يمكن الشك فيه أو حتى التجرؤ عليه في أسوأ الأحوال فتؤدي بذلك مهمة مزدوجة الأولى هي تاجرة مخدرات، والثانية درع بشري وغطاء لهذه التجارة المحرمة.
وفي معظم الحالات تستخدم الدروع البشرية دون أي علم لها بما هي فيه وبما تقوم به، وليست هي شغوفة بالعلم بما يحدث فهي غالباً تكون منشغلة بالرحلة التي تقوم بها مع ناقل الممنوعات ومنشغلة بمتعتها بتلك اللحظات التي تقضيها في سفرها وترحالها.
كما أن الثمن الذي تقبضه النساء التي تستخدم كدروع بشرية في الغالب هو زهيد جداً مقارنةً بما يجنيه ناقل المخدرات وتجار الممنوعات، وهي في الغالب لا تكترث كثيراً لما سوف تحصل عليه قليلاً كان أو كثيراً ويكفيها تغطية نفقات الرحلة بسخاء من قبل السائق ناقل الممنوعات التي هي برفقته بالإضافة إلى الحصول على مبلغ بسيط نهاية الرحلة ساعة الوصول فيكون شكرها للناقل على ذلك جزيلاً وافرا.
وأما الثمن في الحالات الأخرى ذات الكثافة البشرية أثناء استخدام وسائل النقل العامة البرية تحديداً كوسيلة لإرسال ونقل الممنوعات على متنها فهو مجاني لأن ركاب هذه الوسائل لا يعلمون شيئاً عن هذه التجارة ولا عن مضمون ما تحمله وسيلة النقل التي يركبونها.
استخدمت أختي كدرع فهل ستسامحني؟
(س. ب) مواطن من أهالي قرية الظهرة محافظة البيضاء، حدّثه أحد أبناء قريته ويعمل في تجارة المخدرات يدعى (أ.ظ) عن موضوع العمل في نقل كميات المخدرات من المحافظة إلى العاصمة صنعاء واستطاع إقناعه بالعمل معه ولكنه اشترط عليه أن ترافقه عائلة أثناء قيامه بنقل المخدرات (حشيش مخدر) والمقابل مبلغ 6000 ستة آلاف ريال سعودي في كل حملة يقوم بها. يقول (س. ب): فكرت في من سأصطحبه معي في رحلتي إلى العاصمة وأخبرت أختي (ش. ب) بأن ترافقني من أجل أن أجري لها بعض الفحوصات في صنعاء، واستفدت من كونها أجرت عملية جراحية لأكياس دهنية منذ قرابة شهر فوافقت، ثم اتفقت أنا وتاجر المخدرات (أ.ظ) على أن يأتي إلى بيتنا في القرية في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ليأخذ سيارة والدي التي استخدمتها في التنقلات ويحملها بكمية الحشيش المخدر ثم يعيدها لي، وقد فعل ذلك وعاد في الساعة الرابعة صباحاً ثم تجهزت وأبلغت أختي بأن تتحضر للسفر ولكنها لم تكن تعلم بأني استخدمها كدرع بشري يحميني من التعرض لأي عملية تفتيش في النقاط الأمنية، كما فهمت من (أ. ظ) عندما استفسرته عن سبب أهمية اصطحاب عائلة معي في التي سأقوم بها.
في صباح يوم الجمعة الباكر تحركت بصحبة أختي من مدينة البيضاء باتجاه العاصمة وقد مر الأمر كما تم التخطيط له في بداية الرحلة وتجاوزنا النقاط الأمنية في مدينة البيضاء ورداع، وظننت أن الأمر قد تم حيث النقاط الأمنية في هذه المناطق هي الأكثر تشديداً. وبعد أن وصلت إلى أول نقطة أمنية على مدخل مدينة ذمار نقطة الأفلاك، تم إيقافي من قبل أفراد النقطة الأمنية وطلبوا مني وأختي النزول من السيارة، وكنت متفاجئاً من عدم اكتراثهم لكوني بصحبة عائلة وعندما قاموا بتفتيش السيارة وجدوا على متنها (100 قالب/كيلو) من مادة الحشيش المخدر. وبصدق أنهم لم يتجاوزوا الخطوط العرفية والقبلية الحمراء فلم يتعرضوا لأختي بسوء وبعد أن تم التحقيق معي اتضح لهم بأني استغليت مرض أختي في الأمر وأنها لا تعلم عن الأمر شيئاً وقاموا بالتصرف وفقاً للأخلاق التي يعرف بها أهل اليمن، فأخذوا مني رقم والدي واتصلوا به لأخذ أختي من غرفة التوقيف معززة مكرمة ويعيدها إلى البيت ويتركني لأواجه مصيري خصوصا بعد أن علموا بيقين أنها لا تعلم شيئا عما كان محملا على متن السيارة من كمية المخدرات. ولكن ما لا يعلمه أحد غيري الندم وتأنيب الضمير على ما جنيته في حق أختي عندما استغليت مرضها في عملية نقل المخدرات، والأمرّ من ذلك أنني لا أستطيع تخيل كيف يمكنها أن تسامحني على ما فعلته أو تقبل بالنظر في وجهي، وكل ذلك لم يكن ليحدث لولا الطمع وقبول العمل في هذه التجارة المحرمة.
من الأمن السياسي إلى التهريب
عمل (ي.ح) من أهالي مدينة حجة في جهاز الأمن السياسي سابقا، وبسبب الحرب وانقطاع الرواتب ترك العمل وانخرط في نقل وتهريب المخدرات من المحافظات الجنوبية في اليمن إلى المحافظات الشمالية وذلك منذ بداية الحرب العام 2015. وقد اشترط عليه تاجر المخدرات الذي عمل كسائق وناقل لديه قبل أن يبدأ العمل أن ترافقه عائلة أثناء عمليات النقل للمخدرات من منطقة العبر بمحافظة حضرموت إلى صنعاء.
فكر (ي.ح) مليا في مسألة اصطحاب عائلة معه واحتار في ذلك كثيراً، ولإنه لا يرغب في الانغماس في العلاقات المشبوهة مع النساء من خلال اصطحاب بعضهن في رحلات النقل ، وعرض الفكرة على صديقه المعاق (أ. ش) بعد أن أفهمه أنه يسافر إلى المحافظات الجنوبية من أجل تجارة السيارات وأعمال التخليص الجمركي. وبالطبع وافق الصديق على العرض وبدأ السفر مع (ي.ح) مصطحبا معه زوجته التي رحبت بالأمر بالإضافة إلى طفليهما والمقابل الذي سيحصلون عليه من السائق مقابل مرافقتهم له هو مبلغ 100 ألف ريال يمني مقابل كل رحلة بالإضافة إلى مصاريف الإقامة في الفندق ونفقات المأكل والمشرب.
يقول (ي.ح): “اتفقت مع وكيل تاجر المخدرات الذي يدعى (م.ش) على نقل كميات المخدرات التابعة لموكله تاجر المخدرات (ح. ر) والذي يسكن في محافظة مأرب وهو من أهالي محافظة الجوف مقابل 5500 ريال سعودي لكل كمية (100 قالب/كيلو) أقوم بنقلها على متن السيارة التابعة لهم بشرط الاحتماء بدرع بشري يرافقني لغرض ضمان أكبر لوصول شحنات المخدرات، وقد كان الأمر بغاية السهولة، حيث كان صديقي المعاق (أ.ش) يحضر زوجته وطفليه معه ونسافر معا وعند وصولنا إلى منطقة العبر أتركهم في الفندق ثم أذهب بمفردي على متن السيارة وأقوم بتحميل كميات المخدرات واخفاءها في خزان الوقود الاحتياطي في منتصف السيارة تحت الكرسي الأوسط، ثم أعود وآخذهم من الفندق ونعود إلى صنعاء، وبدون أن يعترضنا أحد أثناء مرورنا في نقاط التفتيش الأمنية والسبب وجود العائلة برفقتي.
ويضيف: بعد أن حققت نجاحا كبيرا في نقل كميات كثيرة من المخدرات تضاعفت نسبتي المادية حتى وصلت إلى مبلغ 8000 ريال سعودي لكل كمية 100 قالب/كيلو وكل ذلك بفضل وجود صديقي الذي يرافقني هو وأسرته. وهكذا حتى تم إلقاء القبض علينا أثناء حملة تفتيش صارمة وتشديد كبير في إحدى النقاط الأمنية.
يقول (أ.ش) الذي يرافق (ي.ح) مع أسرته: “لقد اكتشفت أنني كنت مخدوعا وتم استغلالي أنا وأسرتي بعد أن تم إلقاء القبض علينا. ولعل السبب الأول في ذلك هو إعاقتي وعدم قدرتي على العمل بسهولة بالإضافة إلى فقرنا واحتياجاتنا المادية التي تضاعفت بسبب الحرب. وقد كنت غبيا عندما كنت أصدقه وهو يقول أنه يسافر بسبب تجارة السيارات ولم أكلف نفسي أن أسأله في أي رحلة عن ضرورة أن نرافقه أنا وأسرتي ما دام عمله هو تجارة السيارات؟ وبدلا من ذلك كنت أفرح بذلك المبلغ الذي كنا نحصل عليه مقابل مرافقتنا له. لقد تم استغلال حاجتنا الماسة للمال التي زادت بسبب الحرب وبأبشع صورة ممكنة لكن ما فائدة معرفة ذلك بعد وقوع المحذور؟ فقد أصبحت أنا وزوجتي الآن خلف القضبان ولكنه من المؤكد سيكون درسا للزمن.
ويضيف (أ.ش): “لقد كنت سعيدا أنا وعائلتي نتعاون في كسب قوتنا اليومي وتدبير احتياجاتنا بالطرق المشروعة والكسب الحلال نأكل من عرق جبيننا ونربي طفلينا، لكن الطمع أعمانا وجعلنا نصدق كذبة الحصول على لقمة سائغة سهلة مقابل أن نعمل لا شيء، ولم نكن نعلم أن غاية صديقي من مرافقتنا له نقل وتهريب المخدرات لحساب سيده التاجر الذي يعمل لديه.
من بيع الشاورما إلى نقل المخدرات
يحكي السائق (أ.ن) قصته في نقل وتهريب الحشيش ويقول: في البداية كنت أعمل في كافتيريا وفي يوم دخلت إلى صالون الحلاقة عند صديقي. وجدت لديه زبونا على وشك الإنتهاء من الحلاقة وكان يتحدث بعصبية في هاتفه مع سائق يعمل لديه كما فهمت من حديثه وعند إنتهاء المكالمة تحدثت إلى هذا الزبون وسألته “هل توظفني عندك: فقال، هل تعرف تسوق؟ فقلت نعم، وحينها بادر الحلاق بتزكيتي لدى زبونه وعرفني إليه وكان اسمه (م .ش). اتفقنا على العمل من اليوم التالي وسلمني بعدها سيارة وطلب مني أخذها إلى الورشة لفحصها وقمت بأول رحلة لي في نقل الحشيش المخدر وسافرت إلى منطقة العبر بحضرموت لوحدي على متن السيارة وقابلت أشخاصاً هناك قاموا بوضع كمية 100 قالب حشيش في خزان البترول المخفي تحت كرسي الوسط وعدت بها إلى صنعاء.
بعد أن سلمت الكمية لصاحب العمل (م.ش) اتفقنا على الرحلة الثانية بعد يومين وعندما وصلت إلى مدينة ذمار إتصل بي وقال لي لا تواصل الرحلة إلا ومعك إمرأة، فتوقفت واتصلت بصديقي المقرب جداً مني في صنعاء وأخبرته بالأمر وطلبت منه أن يبحث لي عن رفيقة في رحلتي من مدينة ذمار وانتظرت بعدها ثلاث ساعات ثم جائتني شابة في العشرينات بعد أن تواصلت معها بالهاتف وركبت معي وانطلقنا على خط رداع البيضاء إلى منطقة العبر.
في الطريق اتصلت بصديقي وطلبت منه أن يبعث لي عقد زواج فقام بتجهيزه بالفوتشوب وتعديل عقد زواج سابق باسمي وتعارفنا على الطريق انا والشابة، وأخبرتها باسم مستعار لي وعندما وصلنا منطقة العبر ذهبت إلى محل طباعة أوراق واستخرجت عقد الزواج ودخلت الفندق مع الشابة (هـ.ع) وانتظرنا معاً في الغرفة حسب توجيهات صاحب العمل (م.ش). بعدها جاءني إتصال في الصباح الباكر من اليوم التالي، فتركت الشابة في غرفة الفندق وخرجت لتحميل الحشيش وعدت لأخذها من الفندق وعدت إلى صنعاء وكنت أعبر النقاط الأمنية بكل سهولة بعد أن قامت الشابة بلبس نظارة شمسية وكشفت نقابها وبقيت بالحجاب فقط فكان شكله يبهر الجنود، ونعبر من كل نقطة بدون تفتيش أو توقيف حتى وصلنا مدينة ذمار فدفعت للشابة مبلغ خمسين ألف ريال يمني رغم أننا اتفقنا على ثلاثين فقط لكنها مفيدة جداً وسهلت لي الرحلة والعبور من نقاط التفتيش وواصلت رحلتي إلى صنعاء وسلمت الكمية.
وفي كل رحله كان صديقي يقوم بالتنسيق لي مع فتاة من معارفه وظل الأمر هكذا حتى مللت فاقترحت على صديقي بأن أتزوج عُرفي لغرض عدم ارتكاب الحرام والشعور بالأمان أيضاً، وقد فعل ما أردته منه ووجد فتاة يتيمة سبق لها الزواج ووافقت على الارتباط سراً بي وبعقد زواج عرفي وكنت أستخدمها كدرع بشري يحميني أثناء سفري.
مع ازدهار العمل وتوفر السيولة المادية اقترحت على صديقي الزواج بفتاة أخرى بنفس الطريقة السابقة (عقد عرفي) وقد اختار لي فتاة أخرى. ومع الوقت زاد إعجاب رب العمل بي وبطريقتي في العمل فزاد لي من السيولة المادية أكثر وأكثر وهكذا. وهذه قضيتي مع الدروع البشرية التي استخدمتها في عملي وأثناء قيامي بنقل المخدرات من المحافظات الأخرى إلى العاصمة.
إدارة خفية
في السنوات الأخيرة ومنذ بداية الحرب في اليمن ازدادت عمليات ضخ المخدرات نحو المحافظات الشمالية قادمةً من محافظات الجنوب وبشكل يدعو للريبة حول خلفيات هذه العمليات وأسباب ازدهارها خصوصاً منذ بداية الحرب، وما يزيد الأمر ريبة، أن أسياد هذه التجارة المحرمة في محافظات الجنوب يسرحون بكامل حريتهم كأنما يملكون حصانة دبلوماسية تقيهم تعرض رجال الأمن لهم رغم أنهم معروفون شمالاً وجنوباً بنوع أعمالهم واشتغالهم في مجال المخدرات، إلا أن المؤكد أن ثمة إدارة خفية لقوى خارجية لتكون هذه الحرب حرباً ممنهجة يصبح كل شيء فيها مباحا حتى ولو كان على حساب القيم الإنسانية الأصيلة.