تزامنا مع بدء فعاليات المؤتمر الرابع لحزب الإصلاح كان رئيس الجمهورية يقوم بزيارة تفقدية لمدرسة الحرس الجمهوري بصنعاء أكد خلالها أن القوات المسلحة والأمن مؤسسة وطنية ولاءها لله والوطن والثورة والوحدة والحرية والديمقراطية, وليست مؤسسة حزبية.
الأربعاء الفائت كان شارع الستين مزدحما ولم يعد واسعا كما هو حاله فالسيارات المبعثرة حول مركز أبولو كثيرة ويقترب عددها من الأربعة آلاف قريبا من قوام أعضاء المؤتمر، ذلك المشهد يوحي بأن الإصلاح لم يعد ذلك الحزب «الغلبان» فهو غني بأعضائه يستمد قوته وحيويته منهم.
ما أن تصل بوابة الضيوف الخارجية لقاعة أبولو حتى يستقبلك سعد الربية وأنصاف مايو رئيسا مكتبي الإصلاح بالضالع وعدن وأيضا محمد ناجي علاو وصالح السنباني، وفي بوابة الضيوف الداخلية يتربع محسن باصرة وعبد الرحمن بافضل على رأس المستقبلين إضافة إلى عبدالحافظ الفقيه رئيس إصلاح تعز وعدد من أعضاء مجلس النواب، لقد رسم مبدعو الإصلاح لوحة فنية أجادوا توزيع الألوان والكتل في توازن دقيق ومدروس يشبع رغبات المتابعين والمهتمين. أربعة آلاف ونيف يمثلون اليمن بتنوعه وتفاصيله وتبايناته في صورة تختزل قصة حزب كبير.
وفي لفتة لطيفة تذكر الحاضرون من غيبهم الموت وقد كانوا أعضاء في الدورة الأولى للمؤتمر الحالي منهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ومحفوظ سالم شماخ ومحمد فرحان عبدالسلام ومحمد أحمد مشعوف الأسلمي وعلي صالح بدر وغيب المرض الأستاذ ياسين عبدالعزيز وآخرين لا نعرفهم.
وفي حفل الافتتاح الذي بث عبر الانترنت حاز الأوبريت الذي ألقي باللغة الانجليزية على إعجاب الحاضرين، رغم الامتعاض الذي بدا على وجوه البعض، أما المرأة فكانت حاضرة بدءً من اللافتات وانتهاء بالأطروحات. وهو الحضور الذي فرض نفسه على أغلب مفردات المؤتمر وبسببها توترت أعصاب الإصلاحيين لكن القضية حسمت في اللحظات الأخيرة لصالح استحداث دائرة المرأة بالأمانة العامة للإصلاح.
اليدومي -رئيس الاصلاح: السلطة فوتت على اليمنيين فرص البناء المؤسسي للدولة
قال محمد اليدومي -رئيس الهيئة العليا للإصلاح- إن السياسات غير الرشيدة التي انتهجتها السلطة خلال الفترة الماضية أنتجت جملةً من الاختلالات الخطيرة طالت مختلف جوانب الحياة، وأضاف :»لقد فوتت السلطة على اليمنيين فرص البناء المؤسسي للدولة الوطنية القادرة على إنجاز عملية التنمية الشاملة والعادلة وإدامتها، والتي طالما حلم اليمنيون بها، وناضل الثوارُ والأحرار في سبيل تحقيقها حيث جرى تكريس الممارسة الفردية على حساب دور المؤسسات الدستورية، وحلت الولاءات والمصالح الضيقة محل الشراكة الوطنية المتساوية، وجرى التضييق على التعدد السياسي الوطني وتهميشه ومحاصرته لصالح آخر جهوي وغير جهوي تتغذى فيه ومنه المشروعات اللاوطنية.
واستطرد :»لقد استفحلت الأزمات في مجمل أوضاعنا حلقاتها، وأطبقت بفكيها على حاضرنا ومستقبلنا وما لم تتداع كل القوى والقيادات السياسية والاجتماعية لكسر حلقات واستحكامات الأزمة فسيكتوي بنارها الجميع لا قدر الله». محملا السلطة المسؤولية كونها تقاعست عن توفير الأجواء والظروف لتحقيق ذلك أو تسهيل تحقيقه على الأقل، أو يمكن أن يجنب البلاد الكثير من الإشكالات، ويقطع الطريق أمام المشاريع المشبوهة، الأمر الذي تعاظمت فيه مسئولية المجتمع بكل مكوناته في تحمل أعباء التغيير السلمي الديمقراطي.
اليدومي وهو يتحدث من منطلق أمانة المسئولية «التي حملناها على عاتقنا تجاه أنفسنا وشعبنا وأمتنا، وعاهدنا الله على القيام بها والوفاء لها وما استطعنا إلى ذلك سبيلاً»، قال: «ندرك وبكل تواضع وصدق مع النفس أن الطريق ما زال طويلاً لكننا وبحمد الله سائرون»، وأضاف: «وأن الكثير من الأعمال الطيبة والإنجازات البناءة التي تمكن الإصلاح بفضل الله وعونه من تحقيقها في مسيرته خلال ما يقرب من عقدين من الزمان لازلنا نراها ومن منظور ما يجب علينا وينتظر منا قليلة».
وكرر في خطابه مفردة النضال السلمي الذي لا يعني السهولة والدعة حد قوله، وأضاف :»فبدون الاستعداد للتضحية وامتصاص الصدمة يتحول النضال السلمي إلى شكل من أشكال المهادنة مع الظلم والفساد»، ولأن الاستفزازات كثيرة ومحاولات الاستدراج إلى العنف وسرقة الجهود وتوظيفها من قبل المشروعات المشبوهة ستأخذ أشكالا عديدة فقد نصح الإصلاحيون التحلي بالكثير من اليقظة والحذر لا التجميد والتوقف. مشيرا إلى أن قطار النضال السلمي تحرك ولن يتوقف بإذن الله حتى يتحقق الإصلاح السياسي والوطني الشامل والمنشود.
وقال: «إن ما توصلت إليه الأحزاب والتنظيمات السياسية من اتفاق على إجراء إصلاحات انتخابية وسياسية خلال الفترة التي تم فيها التمديد لمجلس النواب، وتأجيل الانتخابات النيابية الرابعة حولين كاملين يضعنا أمام تحديات ومسئوليات كبيرة»، معتبرا إهدار الوقت كما جرى سابقاً ستكون نتائجه وعواقبه وخيمة.
واعتبر الجهود التي بدأها خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت وما تمخض عنها من محاولة لرأب الصدع وجمع الكلمة بداية طيبة تحتاج إلى مواصلة الجهد واستمراره. متمنيا أن تكلل الجهود المصرية بالنجاح في تحقيق المصالحة الوطنية بين الإخوة الفلسطينيين وجمع كلمتهم.
الدكتورة أمة السلام رجاء: لا بد من تهيئة الظروف والقوانين لمشاركة فاعلة للمرأة في البرلمان
بعض الكيانات المعبرة عن المرأة اليمنية أصبحت كيانات تعبر عن السلطة
افتتحت الدكتورة أمة السلام رجاء -رئيس المكتب النسوي للإصلاح- كلمتها بقول الله عز وجل: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذين تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً).
وقالت: «التحديات التي تقف أمام المرأة المسلمة والعربية وأمام أمتنا بشكل عام، تجعل من حركة المؤمنة الواثقة بربها والمستمدة خطاها من دينها جهاداً بل وأسمى أنواع الجهاد». مضيفة: «إننا نعتقد أن اتساع القاعدة النسائية للإصلاح دليل على أن الإصلاح هو الخيار للمرأة التي تريد أن تنطلق لإثبات حقها دون أن تفقد هويتها»، مستدركة لكن سلبيات الواقع تجعل آليات الإصلاح أصعب وتفتح الباب على مصراعيه لكثير من الممارسات الخاطئة التي تنعكس على مجتمعنا وتؤثر بالطبع على المرأة كما تؤثر على الرجل.
ونوهت بأن بعض الكيانات المعبرة عن المرأة اليمنية أصبحت كيانات تعبر عن السلطة مما أفقد المرأة عنصراً هاماً من عناصر قوتها المجتمعية، وهذا التراجع أوجد حالة من الجزر في التعاطي الرسمي مع ما يطرح من قضايا تخص المرأة كونها أصبحت حالة لدعم الولاء السياسي والحشد الشعبي للسلطة ليس إلاّ.
وذكرت بأن الإصلاح كان له دور رائد في دفع المرأة للمشاركة السياسية في العملية الانتخابية وأن هذا الدفع قد أحدث درجة من التنافس بين الأحزاب، مؤكدة أن الواقع يحتم ضرورة تهيئة الظروف والقوانين لمشاركة فاعلة للمرأة في المجالس النيابية وزيادة وعي أفراد التنظيم والمجتمع بأهمية المشاركة السياسية للمرأة.
مشددة على بذل الجهود لإحداث القناعات ولتغيير النظام الانتخابي ليصبح وفق نظام القائمة النسبية مما يفتح الباب لمشاركة النساء في ظل أجواء آمنة خلال مراحل العملية الانتخابية ويوم الاقتراع.
واستعرضت حضور المرأة الإصلاحية في البنى التنظيمية المختلفة من مشاركتها في مجلس الشورى والأمانة العامة ومجالس شورى المحافظات بعد أن تواجدت في المؤتمرات العامة والمكاتب التنفيذية وغيرها، مطالبة بمراجعة وضع المرأة ووضعها في الموضع الذي تستحقه في نظم الإصلاح ولوائحه بما يمكنها من إدارة العمل بكفاءة أعلى وبما يتناسب مع مسئوليتها وواقعها. مؤكدة باسم نساء الإصلاح ثقتها بقيادتها التي لم تستغل المرأة يوماً ولم تجعلها ورقة لأهداف ومكايدات سياسية.
العتواني -رئيس المشترك: لن يقبل المشترك أن يكون العامان القادمان تمديدا لعمر الفساد
أكد سلطان العتواني -رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك- أن التأجيل لا يعد حلا للأزمة داعيا كافة الأطراف السياسية إلى اغتنام الفرصة الوطنية التي أتاحتها مدة التأجيل للانتخابات لتحقيق إصلاحات وطنية رئيسية في النظام الانتخابي والنظام السياسي.
وتعرض للأزمة السياسية المتمثلة في التصويت على قانون الانتخابات النافذ والتي كانت ستؤدي إلى ازدياد المشاكل الوطنية حد تعبيره، مشيرا إلى أن أحزاب اللقاء المشترك لن تقبل أن يكون العامان القادمان تمديدا لعمر الفساد والاختلالات والانتهاكات الصارخة لحقوق المواطن والوطن ونهب المال العام وتبديد الثروة الوطنية.
وأشار إلى أن ما تحقق بين أحزاب اللقاء المشترك من تفاعل وتكامل أصبح نموذجا للعمل السياسي الوطني يفرض احترامه على الجميع، مخاطبا الإصلاحيين: «إن انعقاد مؤتمركم هذا ومؤتمرات بقية أحزاب اللقاء المشترك هي علامة واضحة على مدى التزامنا في أحزاب اللقاء المشترك بتطوير مؤسستنا التنظيمية ووثائقنا السياسية ووضع قراراتنا وتوجهاتنا الوطنية للنقاش والتمحيص الجماعي في أحزابنا». واعتبر أن الحركة السلمية التي يفتخر بها المشترك اليوم ويستطيع أن يطمئن إلى نتائجها لا تزال تحتاج المزيد من التماسك والتفاني مع هموم المواطنين والتعايش مع مطالبهم والدفاع عن حقوقهم المشروع في العيش الآمن والكريم حتى تتحقق هذه المطالب بإذن الله.
واستهجن حالة الخذلان العربي الرسمي المتواصلة لإخواننا الفلسطينيين في غزة داعيا إلى سرعة رفع الحصار عن هذا الشعب الأبي المدافع عن كرامة الأمة وجدد التذكير بمآسي الأمة العربية والإسلامية.
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |