رغم مرور سبعة أشهر على رحيل صالح من كرسي السلطة إلا أنه ما زال حاضرا في المشهد السياسي اليمني بشكل شبه يومي، وإن بطرق مختلفة وقنوات مختلفة وأماكن مختلفة، رغم جراحاته البليغة واحتياجه لنحو 16 عملية جراحية خارج اليمن، حيث أصبح منزله القديم في منطقة حدة مزارا يوميا له يقصده أتباعه ومريدوه .
قد يعجبك أيضا :
وأثبت صالح أنه مستمر في القفز فوق الجراحات ومكابدة الآلام والظهور الجماهيري بمساعدة المنشطات والعقاقير الطبية التي يتناولها قبل كل ظهور جماهيري ليشعر الآخرون بأنه ما زال قويا وقادرا على إدارة الأمور، وأنه ما زال رقما صعبا رغم كل المتغيرات التي حدثت في البلاد وأطاحت به مطلع العام الجاري من السلطة .
صالح المحترف البارع لفن (المناورة السياسية) الذي حكم البلاد مدة 33 سنة راقصا فوق رؤوس الثعابين وتحول إلى ثعبان في نهاية المطاف، استطاع الاحتيال على المبادرة الخليجية بشأن الانتقال السلمي للسلطة في اليمن، حيث خرج من السلطة لكنه لم يخرج من المشهد السياسي وهو ما دفع السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين إلى القول الأربعاء الماضي ان صايغي المبادرة الخليجية ارتكبوا (خطأ فادحا) وهو عدم تضمينهم المبادرة الخليجية لبند يلزم صالح بالتوقف عن ممارسة النشاط السياسي، ظنا منهم بأن خروجه من السلطة سيخرجه من المشهد السياسي .
لم يكن الظهور الجماهيري لصالح محاولة منه للعودة للسلطة مرة أخرى، فهذا أمر مفروغ منه ولكنها محاولة لتجريع خصومه الذين أطاحوا به من السلطة 'الويلات' حتى لا يتمتعوا ويهنئوا بالسلطة في حياته، بالإضافة إلى محاولة مستميتة منه للابقاء على (توريث) جزء من السلطة لنجله وافراد عائلته .
العديد من المصادر السياسية ذكرت أن صالح سعى جاهدا خلال فترة حكمه إلى تمهيد الملعب السياسي لتوريث نجله الأكبر العميد أحمد علي الرئاسة بـ(طبق من ذهب) غير أن ثورة الربيع العربي أطاحت به وبمشروعه السياسي على حد سواء .
ويحاول حاليا الاستماتة من أجل الاحتفاظ بجزء من هذا الطبق الذهبي لتوريث نجله بعضا من السلطة عبر بوابة الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2014 نهاية الفترة الانتقالية، مستعينا بذلك بما تبقى لديه من قوة عسكرية وهي الحرس الجمهوري التي يقودها نجله أحمد علي .
*المصدر: القدس العربي