أعلن معلق عسكري لصحيفة روسية أنه شاهد كيف أن صاروخ "إسكندر" أصاب مصباحا كهربائيا صغيرا يبعد عن موقع إطلاق الصاروخ بنحو 280 كيلومترا.

وقال المعلق فيكتور بارانيتس، وهو معلق صحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، في تصريحات صحفية تعقيبا على ما قالته شبكة "سوهو" الإخبارية الصينية إن صاروخ "إسكندر" يعتبر أفضل صاروخ من نوعه.

وقالت الشبكة الإخبارية الصينية إن نبأ ظهور صواريخ "إسكندر" الروسية في وسط أوروبا (في منطقة كالينينغراد الروسية) في عام 2018 كان نبأ سيئا لحلف شمال الأطلسي والدول الغربية. وذلك لأن منظومة صواريخ "إسكندر" هي اليوم أقوى منظومة صواريخ تكتيكية في العالم، وتصيب صواريخها أهدافها بدقة متناهية.

أفضل سلاح من نوعه

ولفت معلق الصحيفة الروسية إلى أن منظومة "إسكندر" تملك قدرات تثير فزع عسكريي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، منوها إلى أن منظومات صواريخ "إسكندر إم" و"إسكندر كا" و"إسكندر أ" تعتبر أفضل سلاح من نوعه.

وذكر المعلق أنه حضر ضمن الوفد المرافق لوزير الدفاع الروسي السابق سيرغي إيفانوف، المناورات العسكرية التي تضمنت فعالياتها إطلاق صواريخ "إسكندر" على أهداف تبعد بحوالي 300 كيلومتر، ورأى كيف أن أحد الصواريخ  أصاب مصباحا كهربائيا صغيرا على بعد 280 كيلومترا تقريبا.

مزاعم الغرب

ولا يمكن أن يزيد مدى صاروخ "إسكندر" على 500 كيلومتر لأن روسيا تلتزم بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية الذي لا يسمح لطرفيه بالاحتفاظ بالصواريخ المتوسطة المدى المنطلقة من الأرض التي يتجاوز مداها 500 كيلومتر.

وأكد معلق الصحيفة الروسية أن مدى صواريخ منظومة "إسكندر" لا يتجاوز 500 كيلومتر. ولأن هذا المدى يتيح لصواريخ "إسكندر" الوصول إلى أهداف تقع في أراضي دول أوروبية تنتسب إلى عضوية حلف شمال الأطلسي في حال إطلاقها من منطقة كالينينغراد فإن حلف شمال الأطلسي يعتزم اتخاذ "الإجراءات الدفاعية المناسبة" ردا على نشر الصواريخ في منطقة كالينينغراد وفقا لأمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ.

وليس هذا فقط بل يعبر حلف شمال الأطلسي عن قلقه زاعما أن أحد صواريخ منظومة "إسكندر 9 إم 729"، يتجاوز مداه 500 كيلومتر. وهناك في الولايات المتحدة من يدعي أن مدى هذا الصاروخ يبلغ 2000 إلى 2500 كيلومتر. ولهذا تنوي الولايات المتحدة إرغام الحلف على تعزيز أنظمة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ، فيما ألمح ستولتنبرغ إلى احتمال أن يكون صاروخ "9إم729" قادرا على حمل السلاح النووي.

ذكاء الصاروخ

وترتبت على هذه المزاعم اتهامات ظالمة تزعم أن روسيا تنتهك اتفاقية إزالة الصواريخ المتوسطة المدى التي تزيد مداها على 500 كيلومتر. وإزاء ذلك رأى معلق الصحيفة الروسية لزاما عليه أن يؤكد أن صواريخ "إسكندر" لا تصيب أهدافا على بعد يزيد على 500 كيلومتر، ولكنها تصيب أهدافها على بعد يقل عن 500 كيلومتر بدقة متناهية وكأنها بندقية القنص.

وأشار إلى أن صاروخ "إسكندر"يتمتع بالذكاء التقني الذي يمكّنه من اختيار الأهداف التي يجب ضربها عندما ينطلق نحو الهدف المحدد. فمثلا، إذا طار الصاروخ إلى نقطة ارتكاز العدو ولكنه رصد أثناء التحليق مركز اتصالات أو مقر قيادة أو صاروخًا بالستيًا فسوف يختار بنفسه الهدف الذي يجب تدميره أولا.

ومن يملك صواريخ "إسكندر" فهو كمن يسدد بندقية القنص على صدر العدو. وبالنسبة لروسيا يمكنها أن تصوّب صواريخها نحو قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا لتضربها بها في حال سارت إلى روسيا.

ويؤكد معلق الصحيفة الروسية أن روسيا لن تستخدم صواريخ "إسكندر" إلا لصد العدوان.