أشاد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء المصري، باختيار مجلة Engineering News-Record الأمريكية، المعروفة بـENR، محطة المحسمة لمعالجة وتدوير وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بالإسماعيلية، لتكون مشروع العام كأفضل عمل إنشائي في العالم في عام 2020، ضمن قائمتها التي ضمت 30 مشروعا من 21 دولة حول العالم، كما منحت جائزة الاستحقاق لمشروع محطة تحلية مياه البحر بالعلمين الجديدة في القائمة ذاتها، كأحد أفضل المشروعات في مجال المياه.
وأشار رئيس الوزراء إلى إشادة مسؤولى البنك الدولى، منذ يومين، ببرنامج خدمات الصرف الصحى فى المناطق الريفية، الذى يتم تنفيذه حاليا فى عدد من المحافظات. وفى تقرير استعرضه رئيس الوزراء، عما نشرته المجلة الأمريكية، في عددها الأسبوعي الصادر منذ أيام، فقد أشارت إلى أن الحكومة المصرية في إطار خططها لتنمية سيناء، وفي ضوء رغبتها في تنويع مصادر المياه بها، قامت، من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع شركة "خطيب وعلمي" استشاري ومدير المشروع، وتحالف "ماتيتو – حسن علام" للإنشاءات، ببناء واحدة من أكبر محطات معالجة المياه شرق قناة السويس واستطاعت إنجاز ذلك خلال عام، من خلال 2.5 مليون ساعة لم تسجل خلالها أي إصابات، وحدث ذلك بدون وقت ضائع.
وتأتي أهمية مجلة ENR الأمريكية في كونها متخصصة في تغطية أخبار، وصناعة تحليلات محترفة عن المشروعات الإنشائية على مستوى العالم، ما جعلها واحدة من أكثر الدوريات الموثوق بها في صناعة الإنشاءات، وتقوم المجلة الأمريكية سنويا بعمل تصنيف حول أكبر شركات المقاولات وشركات التصميمات الهندسية والمشروعات الإنشائية الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية وكذا حول العالم.
وبحسب الموقع الإلكتروني للمجلة التي صدر العدد الأول منها عام 1917: تمد قراءها بالأخبار المتعلقة بمجال الهندسة والإنشاءات، وكذا تقدم تحليلات وآراء يحتاجها المحترفون بقطاع الإنشاءات لتنفيذ مشروعاتهم بكفاءة.
وقبل إصدار عددها في 21 سبتمبر/أيلول الماضى، نوهت ENR، إلى أنه بعد عدة ساعات من التحليل والمناقشة، اختارت لجنة من الخبراء المشروعات الفائزة في المسابقة السنوية في نسختها الثامنة لاختيار أفضل المشروعات العالمية.
ونوهت بأن صناعة الإنشاءات حول العالم سجلت رقما قياسيا على الرغم من تداعيات جائحة كورونا، حيث فاز بالمسابقة 30 مشروعا في 21 دولة في 6 قارات حول العالم، حيث قامت اللجنة ببحث عدد من المعايير للمشروعات في عدد من الأسواق، وفحصت أداء الأمان بها، ومعدلات الابتكار، والتحديات والتصميم وجودة الإنشاء، ووضعت اللجنة في اعتبارها مدى الاستفادة المتحققة للمجتمع المحلي الواقع في نطاقه المشروع.
ونقلت المجلة الأمريكية على لسان المهندس حسن علام، رئيس مجلس إدارة شركة حسن علام للإنشاءات، أن محطة المحسمة ستساهم بقوة في دعم الموارد المائية في سيناء، وأنها ستغير من مجال معالجة المياه في القارة الإفريقية.
وبحسب ما أوردته ENR، قال ماهر كحيل، المسئول بشركة خطيب وعلمي، مدير المشروع: إن المشروع مثّل بالنسبة لنا تحديا منذ اليوم الأول لبدء العمل بهذا المشروع الضخم الذي بلغت تكلفته 100 مليون دولار، علاوة على أنه كان علينا نقل اللوجستيات الخاصة بالمشروع عبر قناة السويس، وكان علينا أيضا تدبير الإقامة الملائمة لأكثر من 3000 شخص يعملون في وسط الصحراء.
وأضاف أن الشركة استعانت بالعديد من الخبراء من دول كثيرة، من ضمنها اليابان، وسويسرا، وإيطاليا وإسبانيا، وألمانيا، ولبنان والإمارات، بالإضافة إلى الخبرات المصرية.
وتابع كحيل: نظرًا لأن قناة السويس يجب أن تظل مفتوحة أثناء إنشاء المحطة، تم نقل المواد - بما في ذلك 7860 طنا من الصلب - عبر القناة على جسور عائمة مؤقتة، تم بناؤها وتفكيكها عند الحاجة لذلك، فالحكومة أرادت أيضًا أن يكون المشروع جذابًا من الناحية المعمارية للسفن المارة عبر القناة.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الطاقة الإنتاجية للمحطة تصل إلى مليون متر مكعب مياه يوميًا، ستساهم في ري نحو 100 ألف فدان وسط سيناء، وقد تم تشييدها على مساحة 42000 متر مربع من الأرض، وتتكون من ثلاثة مبان رئيسية متجاورة، كل منها 2000 متر مربع، تضم وحدات المعالجة الرئيسية، بالإضافة إلى مبنيين خارجيين، ومبنى آخر مركزي لعمليات التطهير والترشيح.
محطة العلمين الجديدة
وفي سياق متصل، منحت مجلة ENR الأمريكية جائزة الاستحقاق لمشروع محطة تحلية المياه بمدينة العلمين الجديدة، لاحتلاله مرتبة متقدمة ضمن قائمتها لأفضل مشروعات المياه خلال العام الجاري على مستوى العالم.
وفي هذا الصدد، قالت المجلة إنه لتحويل فكرة إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه في مصر من مجرد فكرة إلى مرحلة التشغيل النهائي في غضون 30 شهرًا فقط ، واجه الفريق القائم على تنفيذ المشروع تحديًا لتنسيق استيراد مواد البناء، ومعدات معالجة المياه المتقدمة من شبكة عالمية من الموردين.
ووفقا لما أوردته مجلة ENR، فرغم هذه التحديات، لم يتم المساس بجودة المشروع أو سلامته، حيث سجل العمال أكثر من 2.7 مليون ساعة عمل دون وقوع حادث لأي منهم، لافتة إلى أن المحطة تنتج 150 ألف متر مكعب من مياه الشرب عالية الجودة، وتلعب دورا رئيسيا في تعزيز التنمية بالمدينة.