وكان البشير قد أجرى محادثات مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي زار الخرطوم أمس لدفع جهود التسوية فى إقليم دارفور. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن زيارة البشير تأتي في وقت يشهد فيه ملف السودان حراكا سياسيا مهما على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، مؤكدا دعم بلاده الكامل للسودان.كما أكد أبو الغيط دعم القاهرة لسائر الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والسلام بكافة ربوع السودان، مطالبا المجتمع الدولي بمساعدة حكومة الخرطوم على تنفيذ التزاماتها تجاه مواطنيها وتجنب ممارسة الضغوط غير المتوازنة.وأوضح أن الزيارة تأتي استكمالا للمشاورات والاتصالات التي تجريها مصر مع عدد من الدول المجاورة للسودان والأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي، من أجل توفير مناخ ملائم لتسوية سياسية شاملة ودائمة لأزمة دارفور.وطالب الوزير المصري الدول الكبرى بدعم تلك الجهود، والتعامل الحذر مع ما وصفها بالأوضاع الحساسة بالسودان التي قال إنها "لا تحتمل المزيد من الضغوط أو المزايدات". زيارة أمير قطروفي الخرطوم أجرى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني محادثات أمس الرئيس السوداني تزامن معها الإعلان عن إفراج السلطات عن 24 من عناصر حركة العدل والمساواة في خطوة تعتبر بادرة حسن نية، وفى إطار الاتفاق الذي وقع بالدوحة بين الحكومة السودانية والحركة بشأن دارفور.وأوضح مراسل الجزيرة بالخرطوم أن مباحثات أمير قطر مع المسؤولين السودانيين تناولت ثلاثة مواضيع رئيسية هي مواصلة الحوار بين الحكومة والحركات المسلحة، وسبل إصلاح العلاقات بين السودان وتشاد، إضافة إلى الملف المتعلق بمذكرة المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس البشير.كما ذكر أن الطرفين أكدا أن الجهود تسير باتجاه استئناف المفاوضات مع الفصائل المسلحة في دارفور في أقرب وقت ممكن، والسعي لإقناع الحركات التي لم تحضر مفاوضات الدوحة بالانضمام إليها.كما أجرى الأمير الشيخ حمد والرئيس البشير اتصالا هاتفيا بالزعيم الليبي معمر القذافي. وطبقا لوكالة الأنباء القطرية، تم خلال الاتصال إطلاع القذافي على آخر تطورات اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة بين حكومة الخرطوم وحركة العدل والمساواة. ومن جهته قال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن الطريق ما يزال طويلا, مشيرا إلى أنه تم إنجاز أول مرحلة من اتفاق الدوحة بشكل إيجابي.كما ذكر الشيخ حمد بن جاسم أن هناك اتصالات لإقناع بقية الفصائل بالانضمام لاتفاق الدوحة, مشيرا إلى أن الأيام القادمة ستشهد تحركا من دول الجوار في هذا الاتجاه.وفي السياق ذاته أيضا أشار مراسل الجزيرة إلى أن الجانب القطري أعلن أنه سيقوم بزيارات لتشاد وليبيا من أجل السعي للمصالحة بين تشاد والسودان.وأفاد المراسل أن قطر أكدت أنها ستنقل "الأجواء الإيجابية" التي تسود المفاوضات بين الأطراف السودانية إلى مجلس الأمن ودول غربية نافذة من أجل السعي لوقف إجراءات إصدار مذكرة اعتقال دولية ضد البشير.حسن نوايافي غضون ذلك قررت الحكومة إطلاق بعض معتقلي العدل والمساواة.وأوضح الوزير السوداني عبد الباسط سبدرات أن قرار سلطات الخرطوم الإفراج عن 24 من معتقلي العدل والمساواة، مرتبط باتفاق الدوحة الذي تم التوقيع عليه قبل أيام بهدف تمهيد الطريق من أجل محادثات سلام.كما ذكرت رويترز نقلا عن قيادي بالعدل والمساواة أن الحركة أطلقت سراح 21 من سجناء الحرب التابعين للحكومة هذا الأسبوع، تنفيذا للجانب الخاص بها من الاتفاق