الرئيسية / تقارير وحوارات / الحوثيون هم من خططوا لاقتحام السفارة الأميركية بالتنسيق مع شخصيات أمنية
الحوثيون هم من خططوا لاقتحام السفارة الأميركية بالتنسيق مع شخصيات أمنية

الحوثيون هم من خططوا لاقتحام السفارة الأميركية بالتنسيق مع شخصيات أمنية

18 سبتمبر 2012 12:37 صباحا (يمن برس)
أوصى تقرير دوري لمركز أبعاد للدراسات والبحوث الحكومة اليمنية بسرعة إنهاء الانقسام في المؤسسات العسكرية وأجهزة المخابرات لتتمكن من بسط نفوذها في البلاد وتعزيز سيادة الدولة وإيقاف كل ما يعد تدخلا خارجيا.

وقال التقرير: "إن ضعف نفوذ الدولة أغرى كثير من الجماعات المسلحة للتسابق لبسط سيطرتها ورفع وتيرة استقطاباتها بين المدنيين حيث وصلت عمليات هذه الجماعات إلى أماكن لم تصلها من قبل كحادثي التفجير أمام رئاسة الوزراء واقتحام السفارة الأمريكية".

وأوصى التقرير أيضا بالإسراع في عقد مؤتمر الحوار الوطني "كونه ضرورة ملحة للإسهام في حلحلة القضايا الكبرى التي نصت عليها المبادرة الخليجية وتجنب القضايا الصغيرة التي بإمكان البرلمان المنتخب القادم البت فيها".

وأشار تقرير أبعاد إلى أن الجماعات المسلحة الأيديولوجية هي أكثر الجماعات نشاطا في الاستقطابات بين اليمنيين حاليا مستفيدة من إثارة قضايا ذات ارتباط وثيق بالمعتقدات آخرها فيلم الإساءة للرسول الكريم الذي أدى إلى إثارة الكراهية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وقبلها الحديث عن تصدير إيران للتشيع والتبشير به في اليمن.

وجاء في التقرير: "إن حملة التحريض التي قادها الحوثيون ضد واشنطن خلال الفترة الماضية عبر شعارات الموت لأمريكا لم تكن (سخيفة) كما وصفها السفير الأمريكي في تصريحاته، فقد بدأت تثمر وكان من نتائجها اقتحام السفارة الأمريكية يوم الخميس ١٣ سبتمبر وهو اقتحام مختلف عن محاولات الاقتحام لتنظيم القاعدة خلال الفترة الماضية".

وأشار تقرير أبعاد إلى أن عملية الاقتحام لم تكن مسلحة ونفذها أكثر من 200 شاب أغلبهم من المراهقين الساخطين ضد الفيلم، لكن الحوثيين هم من دعوا لها بعد التنسيق مع شخصيات أمنية مشرفة على أمن السفارة سهلت لهم اختراق ثلاثة خطوط حماية في حين لم تتمكن القاعدة في هجومها المسلح عام 2009م من اختراق الخط الأول".

وقال التقرير: "لم يتوقف المتظاهرون المقتحمون للسفارة إلا عند الخط الرابع والأخير والذي يعقبه سكن السفير والمكاتب كون حماية ما بعد هذا الخط تخضع لقوات أمن من المارينز الأمريكي في حين تعدوا خط الحواجز الأول الخاضع لحماية قوات الأمن المركزي وخط البوابة الثاني الذي يخضع للقوات الخاصة وخط البوابة الثالث الذي يتم التحكم إلكترونيا فيه ويصعب اقتحامه مالم يتم فتحه من جهاز التحكم الداخلي الذي يخضع تحت حماية الأجهزة اليمنية ما دفع الأمريكيين إلى تعزيز تواجدهم بأفراد إضافيين من المارينز بهدف سد الثغرة التي أحدثها تواطؤ قوات الأمن اليمنية".

ووصف التقرير تسهيل عملية الاقتحام بأنها "محاولة لضرب العلاقات اليمنية الأمريكية وتقف وراءها قوى الثورة المضادة والمناهضة للتغيير والتي ستواصل الاستفادة من حادثة الإساءة للرسول الكريم ومن تعزيز تواجد المارينز الأمريكي في السفارة لتوسيع حالة الكراهية ضد الأمريكيين وزيادة الغضب والاحتقان في الشارع اليمني لتفجير الوضع السياسي والأمني".

وأكد تقرير أبعاد أن الفيلم المسيء للرسول الكريم حقق ثلاثة أهداف دولية وإقليمية ومحلية تصب لصالح قوى متطرفة غير راغبة في التقارب بين الإسلاميين المعتدلين والغرب ومستاءة من ثورات الربيع العربي التي أعادت جزء من التوازنات في المنطقة".

وحول الأهداف الثلاثة التي حققتها القوى المتطرفة، قال التقرير: "على المستوى الدولي هناك صراع انتخابي بين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة الأمريكية وهذا الفيلم ونتائجه تم استثمارها من اليمين المتطرف الذي لم يعد يرغب في استمرار مرشح الديمقراطيين باراك أوباما في الرئاسة لولاية ثانية وإظهاره بمظهر الضعيف الذي لا يستطيع اتخاذ قرارات جريئة أمام ما تتعرض له دبلوماسيات أمريكا في العالم العربي والتي أودت بحياة سفير ودبلوماسيين أمريكيين هي الأولى منذ عقود".

وأضاف: "على المستوى الإقليمي توجهت القوى المناهضة للتغيير في العالم العربي للاستفادة من حادثة الإساءة للرسول الكريم للتغطية على ثورة سوريا وإضعافها إعلاميا وبث روح الفتنة الطائفية في مصر وإثارة الجهاديين في ليبيا واستفزاز السلفيين في تونس".

على المستوى اليمني قال التقرير: "الإساءة للرسول الكريم أثارت غضب اليمنيين فاندفعت ثلاث قوى للاستفادة منها في تحقيق أهدافها، فالقوة الأولى التي لها ارتباطات مصلحية مع النظام السابق سهلت الفوضى والاقتحام للسفارة الأمريكية وأظهرت هذه القوة حكومة الوفاق الوطني بمظهر الضعف أمام الخارج والتواطؤ مع الأمريكيين أمام الداخل، والقوة الثانية وهم الحوثيون وجدوها فرصة في الاستقطاب والانتشار والتوسع في المدن الرئيسية وعلى رأسها العاصمة صنعاء بحجة مناصرة الرسول الكريم، والقوة الثالثة وهي القاعدة تجدها فرصة لإيقاف الانهيار وتحقيق نصر وهمي من خلال الغضب للرسول الكريم واستغلاله في الاستقطابات والتخطيط لعمليات جديدة".
شارك الخبر