أكد مصدر عسكري إن "الجيش الوطني دفع بعشرات الآليات العسكرية ومئات الجنود من محافظتي شبوة وحضرموت وتعز، إلى مأرب، وذلك لإسناد القوات الحكومية ورجال القبائل، الذين يخوضون معارك دامية مع الحوثيين منذ أسابيع".
وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الشرعية كانت تنوي إرسال ألوية عسكرية من شبوة إلى مأرب، لكن هناك حذر من تربص المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة، وخصوصا مع تعثر اتفاق الرياض".
وجاء التحول الجديد، بعد اتصال هاتفي أجراه الرئيس عبدربه منصور هادي، مع وزير الدفاع محمد المقدشي ومحافظ مأرب سلطان العرادة، في أول نشاط سياسي بعد عودته من رحلته العلاجية بالولايات المتحدة.
وأرسل هادي، لقيادات الجيش ومحافظة مأرب، دعما معنويا، وفقا لوكالة "سبأ" الخاضعة للشرعية، حيث وصف أبناء مأرب وإقليم سبأ، بأنهم "صنّاع فجر الثورة وروّاد النضال والتحرر"، كما أكد على "تقديم كافة أشكال المساندة والدعم ميدانيا وخدميا".
ومن المرجح، أن تكون القيادات المتواجدة في مأرب، قد طلبت إسنادا إضافيا من الرئيس هادي، وهو ما تحقق بشكل سريع، عند إرسال تعزيزات بشرية وآليات جديدة، وسط دعوات لفتح باب التجنيد والنفير العام لرجال القبائل، وتشكيل ألوية مقاومة شعبية جديدة لمقارعة الحوثيين.
وبعد أيام من الانتكاسة في مديرية ماهلية التي توغل فيها الحوثيون، بدأ الجيش الوطني، خلال الساعات الماضية، باستعادة زمام المبادرة وفقا لمصادر عسكرية متطابقة بحديثها لـ"العربي الجديد"، وذلك بالتحول من موقع الدفاع إلى الهجوم، وخصوصا في جبهات صرواح غرب مأرب، و ماهلية، فضلا عن جبهات الجوف.
وأشارت المصادر، إلى أن القوات الحكومية تخطط لفتح جبهات عسكرية مختلفة في نهم وصرواح والجوف وقانية من أجل تشتيت الحوثيين وتخفيف العبء الكبير عن مأرب.
وأعلن الجيش الوطني، السبت، السيطرة على مناطق استراتيجية بمحافظة الجوف، أبرزها سلسلة جبال حويشان، وعدد من التلال الجبلية شرق منطقة المزاريق ومدينة الحزم، عاصمة المحافظة، وذكر أن تلك المكاسب الميدانية، ستمكنه من قطع إمدادات الحوثيين والسيطرة النارية عليها.
وشهدت الساعات الماضية، تحركات مكثفة للجيش، وظهر رئيس هيئة الأركان، الفريق صُغير بن عزيز، بالمنطقة العسكرية السادسة بمحافظة الجوف، وأكد من هناك أن المعارك مستمرة ضد الحوثيين حتى تحقيق النصر، وذلك بهدف تخفيف الضغط عن مأرب.