طوَّر باحثون من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وسيلة جديدة باستخدام روبوتات نانوية يمكنها وضع الخلايا الحيّة في الجسم تحـت المراقبة المباشرة، وتحديد موقعها وتنقّلهـا على مدى أيام عديدة.
الروبوتات مصنوعة من أسلاك نانوية ذات قلب وقوقعة، كعوامل غير سامّة تُزرَع في الخلايا الحية، وتدل على موقع خلايا الجسم عند مسحه بالرنين المغناطيسي.
وقد يفيد هذا في تطبيقات تراوح بين دراسة السرطان ومعالجته، وبين متابعة التطوّر الطبي في المعالجة بالخلايا الجذعية وغيرها.
وأثبت يورغن كوزل وفريقه في جامعة الملك عبدالله أخيراً أن أسلاك النانو هذه تستطيع تَقَصُّد الخلايا السرطانية وقتلها بعملية هجوم وتجريع الخلية المقصودة دواءً معالجاً للسرطان، وفي الوقت نفسه، ثَقب غلافها وإطلاق عَصْفة حرارة.
وأثبت الفريق الآن، بالتعاون مع باحثين في مركز الأبحاث السريريّة في سان سيباستيان، إسبانيا، أن أسلاك النانو هذه يمكن استعمالها في التصوير الطبي من دون الدخول إلى الجسم.
ويمكن استخدام أسلاك النانو كعوامل "داخلية مساعدة" تستطيع أن تتعرّف على الخلايا المطلوبة وتلاحقها وتستأصلها.
ويقول ألدو مارتينيز- بنديراس، وهو طالب دكتوراه في فريق كوزل: "لقد أصبح التعرّف على الخلايا ومتابعتها أداة لا تقدّر بثمن في التطبيقات العلمية والسريرية.
وأحد المظاهر الأساسية في دراسات ملاحقة الخلايا، هو الدقّة في كشف عدد صغير من الخلايا بعد الزرع، وبذلك تتمكَّن المغنطة القوية والملاءَمَة البيولوجية التي تتميز بها أسلاك النانـو، من المساعدة في استكشاف الرنين المغناطيسي للخلايا المطلوبة".
وقد أدت الأسلاك النانوية أداءً جيداً كمُظَهِّر للرنين المغناطيسي، حتى بتركيز منخفض. ويمكن تعديل الاستجابة المغناطيسية بتبديل سماكة قوقعة الأسلاك، كما أثبت الفريق.
وأتاحت الملاءمة البيولوجية للأسلاك مراقبة طويلة الأجل للخلايا الحية.
وشرح مارتينيز- بنديراس ذلك بقوله: "تفاعلت الأسلاك النانوية مع الخلايا من دون أن تهدِّد حياتها، أو عملها، أو قدرتها على التكاثر".
ويمكن تعقّب الخلايا إما في العيّنات المزروعة أو في داخل الجسم الحي. ويضيف: "لقد تمكنت المغنطة القوية للأسلاك من تعقّب نحو 10 خلايا مقصودة في دماغ فأر لمدة 40 يوماً على الأقل، فأتاحت لنا متابعة موقعها بالضبط ومآلها لدى الحيوان".
وأما كوزل فقال: "لأسلاك النانو هذه نواحٍ إضافية، ومنها قدرة مراقبتها مغناطيسياً لتوجيهها إلى موقع معيَّن، لتحمل الدواء، أو لتسخين الموقع بالليزر. وتضافر كل هذا مع إمكان التعقب يتيح لنا منصة معالجة داخلية مساعِدة، يمكنها أن تفتح باباً لمقاربات جديدة واعدة جداً، في المعالجة النانوية".