غادر الرئيس هادي، العاصمة السعودية الرياض اليوم الأربعاء متوجهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء فحوصات طبية دورية، ومن المقرر أن يعود في غضون أسبوعين.
ونقلت صحيفة "القدس العربي"، عن مصدر رئاسي قوله "إن الرئيس هادي غادر إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوصاته الطبية الدورية في القلب، المعتاد يقوم بها سنوياً، وسيعود قريباً حال انتهائه من إجراء هذه الفحوصات"، دون أن يعطي تفاصيل أخرى".
ووفقا للصحيفة "جاء توقيت مغادرة الرئيس هادي في وقت كان اليمنيون يتطلعون فيه إلى الانتهاء من تشكيل الحكومة الائتلافية برئاسة معين عبد الملك، الذي تم إعادة تكليفه بتشكيلها نهاية الشهر المنصرم".
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي قوله "إن سفر الرئيس هادي المفاجئ قبل تشكيل الحكومة اليمنية التي تعثر تشكيلها خلال الأسبوعين المنصرمين يؤكد أن الأزمة الحكومية تتجه نحو التعقيد أكثر، وأن مغادرته تعطي انطباعاً بأن عملية تشكيلها قد يطول كثيراً، ولهذا قرر هادي السفر للعلاج".
وأشار إلى أن "هادي على ما يبدو كان على قناعة بأن التشكيل الحكومي بمشاركة المجلس الانتقالي لن يتم بسهولة، ولذا شمل قراره الجمهوري عند تكليف معين عبد الملك بأن تبقى الحكومة الحالية كحكومة تصريف أعمال حتى إتمام التشكيل الحكومي الجديد".
وقرأ العديد من المراقبين في اليمن المغادرة المفاجئة للرئيس هادي لمقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض إلى الولايات المتحدة بأنها هروب من أزمة تشكيل الحكومة التي تعثرت إثر خلاف عميق بينه والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، المدعوم من دولة الإمارات.
ومن المقرر مشاركة الانتقالي في الحكومة الجديدة وفقاً لاتفاق الرياض بين الجانبين الذي رعته السعودية وتم التوقيع عليه في نوفمبر من العام الماضي، والذي تعثر نتيجة رفض الانتقالي تخليه عن الميلشيا المسلحة وإخراج قواته من العاصمة المؤقتة عدن، والذي وصل به الحال إلى إعلانه التمرد على الدولة بشكل كامل من خلال إعلانه الإدارة الذاتية في أبريل الماضي.
وبعد مباحثات مستفيضة، تم التوصل الشهر الماضي، إلى اتفاق آخر أطلق عليه "آلية تسريع اتفاق الرياض"، برعاية سعودية، الذي بموجبه تم الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة يشارك فيه المجلس الانتقالي الجنوبي لأول مرة بأربع حقائب وزارية، ضمن حصة الجنوب المقررة 12 حقيبة وزارية من أصل 24 حقيبة، هي إجمالي الحكومة المرتقبة، حيث إن النصف الآخر من قوام الحكومة سيكون من حصة الشمال.