وقفت مبتسمة أمام المصور، وقد تألقت في فستانها وحجابها الأبيضين، لتسجيل الفيديو، الذي سيحفظ لها ذكريات يوم زفافها، وفجأة اهتز كل شيء حولها، وسمع صوت مدو يصم الآذان، دفع العروس إلى الفرار ومن معها.
عروس بيروت: "بعد اللي صار مبارح مستحيل نقدر نعيش"!عروس بيروت إسراء سبلاني تروي حكايتها: "بعد اللي صار مبارح مستحيل نقدر نعيش"!
Posted by Erem News إرم نيوز on Thursday, August 6, 2020
لم تكن إسراء السبلاني تعلم أن اللحظات التي ستجل فيها ذكريات يوم زفافها، ستكون هي ذات اللحظات التي سيشهد فيها لبنان أسوأ انفجار في تاريخه، وسيصبح الفيديو، الذي كان من المفترض أن تحتفظ به كذاكرة عن أجمل أيامها، أحد أكثر المقاطع تداولًا بين ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، كذاكرة لأسوأ أيام بيروت.
وساعدت إسراء الطبيبة (29 عامًا) والتي تعمل في الولايات المتحدة، في فحص الجرحى في المنطقة القريبة، قبل أن تغادر ساحة الصيفي في وسط بيروت طلبا للأمان.
وفي اليوم التالي، كانت هي وزوجها رجال الأعمال اللبناني، أحمد صبيح (34 عاما) يحاولان استيعاب ما حدث.
وقالت إسراء لوكالة ”رويترز“ إنها ”كانت تستعد ليوم الزفاف منذ أسبوعين، وكانت السعادة تغمرها، مثل كل الفتيات، لأنها ستتزوج، ولأن والديها سيفرحان لرؤيتها بفستان الزفاف الأبيض، وكانت ترى نفسها في مخيلتها تشبه الأميرات“.
وأضافت أن ”الانفجار الذي وقع خلال التصوير لا توجد كلمات تفسره“، وتحدثت عن شعورها بالصدمة والتساؤلات، التي دارت في رأسها عما حدث، وعما إذا كانت ستموت وكيف ستموت.
وخلفها تناثرت على الأرض أكوام الزجاج المكسور من نوافذ الفندق، الذي كان من المقرر أن تقيم فيه مع بقايا الزهور، التي كانت تزين موائد حفل الزفاف.
كانت إسراء قد وصلت إلى بيروت قبل ثلاثة أسابيع، للتحضير للزفاف.
وتستعيد إسراء الأحداث التي أعقبت الانفجار، الذي قال مسؤولون، إن سببه مخزونات ضخمة من مواد شديدة الانفجار في مرفأ بيروت.
تقول إسراء، إنها سارت هي وعريسها في المنطقة، وكان المشهد محزنًا للغاية، ولا يمكن وصف الدمار أو صوت الانفجار. وتضيف، أنها لا تزال في حالة صدمة، وأنها لم يسبق لها أن سمعت دويًا يشبه صوت الانفجار.
وأضافت أنها تشعر بحزن شديد لما أصاب الناس وأصاب لبنان، لافتة إلى أن الشيء الوحيد الذي قالته عندما أفاقت وشاهدت ما حاق في بيروت من دمار كان هو ”الحمد لله على بقائها على قيد الحياة“.
وبعد الانفجار، حاولت إسراء وزوجها التماسك ومواصلة احتفالاتهما، لافتة إلى أن زوجها قال لها، إن عليهما الاستمرار، وإنه لا يمكنهما التوقف.
ويستعيد أحمد صبيح بدوره، ذكرى دخولهما الفندق الذي أصابته التلفيات لاستعادة حاجياتهما وجوازي سفرهما، حيث قال: إن ”مشهد الغرفة كان لا يصدق“.
وهو ينتظر تأشيرة سفر إلى الولايات المتحدة، حتى يمكنه الانضمام إلى زوجته هناك.
إسراء تحب لبنان، لكنها تشعر أن الحياة فيه لم تعد خيارًا مطروحًا بعد انفجار يوم الثلاثاء، ولا تزال تحاول التماس الفرحة في الزفاف الذي استغرقت وقتًا طويلًا في الإعداد له.
تتابع: ”مظبوط صار في أضرار كتيرة بالبلد. عالم اتوفت الله يرحمها والشفاء العاجل للجرحى. بس كمان إذا أنا اتطلع بحالي وبزوجي والفوتوجرافر (المصور) اللي كان معنا، إن في كتير من العالم حوالينا اتضررت واحنا بقينا بخير وسلامة، الله حمانا فنقول نشكر الله على هيدا الشي“.
وأضافت: ”هيدا الشي بحاله بيخليني ضلني متفاءلة وقول الحمد لله وانبسط. الفرحة اللي أنا جاية كرمالها تضل موجودة