وفي المقابل ربط المفوض العام للتعبئة والتنظيم في فتح أحمد قريع تأييده لإقامة حكومة وحدة وطنية تشمل حماس بالتمسك بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية. وقال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إن الحركة مستعدة لبحث الملفات المتعلقة بالمصالحة الفلسطينية شرط تهيئة المناخ لإنجازها. وأوضح في مؤتمر صحفي بالخرطوم أن حماس لا تدعو إلى بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية لكنها لا تقبل أن يتم احتكار المؤسسات الفلسطينية. تبييض السجونومن جهته نقل مراسل الجزيرة نت عن مصادر مطلعة في حماس أن وفد الحركة برئاسة محمود الزهار سيبلغ المسؤولين المصريين رفضه مناقشة ملف المصالحة الداخلية قبل أن يتم إطلاق سراح جميع معتقلي الحركة من سجون الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية. وذكرت المصادر أن حماس ستسلم المسؤولين المصريين قوائم بأسماء المعتقلين من عناصرها في سجون السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، كما ستطالب بالإفراج عنهم جميعا قبل البدء في أي حوار داخلي. وبدوره قال عضو القيادة السياسية للحركة رأفت ناصيف في تصريح صحفي "نؤكد أننا لن نذهب ولن نشارك في أي حوار قبل تبييض سجون الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية ووقف الحملة الاستئصالية بحق حركة حماس".وكانت حماس اتهمت مساء أمس جهاز الأمن الوقائي بتعذيب الناشط في الحركة محمد عبد جميل الحاج حتى الموت، نافية ما أعلنته السلطة الفلسطينية من أن سبب الوفاة هو انتحار الناشط المذكور. وتنفي السلطة الفلسطينية باستمرار وجود معتقلين سياسيين في الضفة الغربية وتقول إن المعتقلين هم على خلفيات أمنية وجنائية ومالية. يشار إلى أن حماس رفضت المشاركة في جولة الحوار السابقة بدعوى رفض السلطة الفلسطينية إطلاق سراح 450 شخصا من معتقليها في الضفة الغربية. وكان من المقرر أن تشارك الفصائل الفلسطينية في جلسة حوار دعت إليها القاهرة في 22 فبراير/شباط الجاري. وفي رده على موقف حماس اعتبر قريع أن هذا الموقف يصب في خانة تكريس الانفصال وإفشال محاولات عقد حوار وطني. التزامات المنظمةوقال قريع إنه لا يمانع في إقامة حكومة وحدة وطنية مشكلة من الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس، إلا أنه شدد على أن على هذه الحكومة أن تقوم على "أساس التزامات المنظمة والاعتراف بالاتفاقيات التي وقعتها كي تلقى القبول والاعتراف الدولي".وأضاف أن "التزام الحكومة سوف ينبع من التزام منظمة التحرير الفلسطينية التي يجب تفعيل مؤسساتها على الفور بما فيها المجلس الوطني والمجلس المركزي وكل الدوائر واللجان". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي عبد الله غل في أنقرة السبت إن الأولوية الآن هي لتثبيت التهدئة في قطاع غزة ورفع الحصار وفتح المعابر. وأشار إلى أن مسألة المصالحة مع حركة حماس تأتي في المرتبة الثانية على سلم الأولويات من أجل التمهيد لإعادة الإعمار في قطاع غزة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مسؤولة عن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ديمقراطية. دعوة أردنيةوفي سياق متصل أكد ملك الأردن عبد الله الثاني خلال مباحثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أهمية بذل كل جهد ممكن لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وضرورة التحرك عربيا ودوليا لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.