الرئيسية / شؤون دولية / الحرب تشتعل بين مصر وإثيوبيا.. بهذه الطريقة!
الحرب تشتعل بين مصر وإثيوبيا.. بهذه الطريقة!

الحرب تشتعل بين مصر وإثيوبيا.. بهذه الطريقة!

10 يوليو 2020 12:18 مساء (يمن برس)

في موازاة المفاوضات الجارية حول سد النهضة الإثيوبي بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، تشتعل منصات التواصل الاجتماعي بحملات متبادلة بين مواطني الدول الثلاث الذين يدافع كل منهم عن موقف بلاده في القضية.

خلال الأسابيع الفائتة، تم التداول على شبكات التواصل مقطع فيديو تظهر فيه فتاة إثيوبية تسخر من المصريين وحاجتهم للمياه.

وتحمل الفتاة وعاء مليئا بالماء وأمامها كوبان أحدهما زجاجي والآخر بلاستيكي، فتصف الأول بـ"السودان.. حبايبي.. كل حبي لك"، وتملؤه من وعائها بالماء، ثم تملأ بعض الماء في الكوب الثاني قائلة "هذا مصري.. ليست مشكلة.. حرام"، إلا أنها تقوم بعد ذلك بإفراغ الماء منه قائلة "هذه مياهي.. على كيفي".

وأثار هذا المقطع غضب العديد من المصريين الذين ردّوا على الفتاة الإثيوبية بمقاطع مشابهة.

وفي أحد هذه المقاطع، ظهرت فتاة مصرية وأمامها منضدة عليها قلعة مبنية من مكعبات الأطفال يرتفع عليها العلم الإثيوبي. وقرب القلعة كوب من المياه. وتضرب الفتاة القلعة بيدها وتهدمها ثم تجلس لتشرب الماء.

وبدأت إثيوبيا في 2011 بناء السد بتكلفة ستة مليارات دولار على النيل الأزرق، ويتوقّع عند الانتهاء منه أن يصبح أكبر سدّ كهرومائي في إفريقيا.

ومنذ ذلك التاريخ، تتعثّر المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول السد. وفشل مسؤولو الدول الثلاث في التوصل إلى اتّفاق في ما بينهم، لا سيّما على آليّة ملء وتشغيل خزان السد بشكل لا يضر بحصص دول المصب من المياه.

وأعلنت وزارة الري والموارد المائية السودانية، الجمعة، عودة الدول الثلاث إلى طاولة المفاوضات بوساطة من الاتحاد الإفريقي.

أما على موقع تويتر، فبعد كل جولة مفاوضات، تحتدم التعليقات والتغريدات بين المستخدمين من الدول الثلاث، وبشكل خاص بين المصريين والإثيوبيين تحت وسوم مختلفة بينها مثلا "#حقوق_مصر_النيلية" من الجانب المصري و"#املأ_السد" من الجانب الإثيوبي.

"الحرب النفسية" ويشارك فن الكاريكاتير في الحملات المتبادلة. وبرزت في هذا الإطار رسوم للفنان السوداني عمر دفع الله أثارت جدلا واسعا على منصات التواصل.

وكان آخرها منشور على صفحته على موقع "فيسبوك" في الأول من تموز/يوليو هو عبارة عن كلمة النيل على شكل مجرى مائي في نهايته صنبور، وقد خُنق عنقه بسدادة كتب عليها سدّ النهضة. ويبدو في الكاريكاتير رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وهو يملأ الماء في إبريق لرئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك وغالون كبير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ويقول رسام الكاريكاتير المصري بصحيفة "روز اليوسف" الحكومية أحمد دياب لفرانس برس، إن فنّ الكاريكاتير "جزء أصيل من الحرب النفسية. إلى جانب استعراض القدرات العسكرية والقتالية والخطاب الإعلامي الفعّال، تأتي الفنون لشحن معنويات الشعوب".

وكان دياب رسم كاريكاتيرا عنيفا عن أزمة السد، صوّر فيه جنديا مصريا ضخما يحمل سلاحه على ظهره ويضع ذراعه على كتف مواطن إثيوبي وخلفهما سد النهضة.

ويقول الجندي المصري للمواطن الإثيوبي بالعامية المصرية "يا (...)، افهم انا عايز مصلحتك.. انت مسمعتش عن حاجة اسمها خط بارليف"، في إشارة إلى الساتر الترابي الذي بنته إسرائيل على طول الساحل الشرقي لقناة السويس ودمره الجيش المصري في حرب 1973.

ولجأت مصر إلى مجلس الأمن لمناقشة المسألة. وأعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسة عقدت نهاية الشهر الماضي عن دعمهم للجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي لحل الأزمة.

مشاهير يشاركون وانضم بعض المشاهير إلى الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي.

فكتب المعارض الإثيوبي البارز جوار محمد على تويتر في حزيران/يونيو بالإنجليزية "على مصر وداعميها أن يعلموا أن إثيوبيا ستبدأ في ملء سد النهضة في تموز/يوليو، سواء كان هناك اتفاق أو لا". وأضاف "إذا تم التوصل إلى اتفاق قبل تموز/يوليو، عظيم. إذا لا، يجب أن يستمر التفاوض مع ملء السد. لا يمكن أن يكون رهينة لمطالب غير معقولة".

من جهته كتب الملياردير المصري نجيب ساويرس على "تويتر" بالإنجليزية، "لن نسمح أبدًا لأي دولة أن تجوعنا، إذا لم تتوصل إثيوبيا إلى المنطق، فنحن الشعب المصري سنكون أول من يدعو للحرب".

شارك الخبر