لا توجد لغة إشارة عالمية موحدة للصم، وعلى الرغم من أن لغات الإشارة للصم متساوية في التعبير عن كل لغة منطوقة، إلا أن لغة الإشارة البريطانية BSL، على سبيل المثال، تختلف عن نظيرتها الأميركية ASL في قواعدها النحوية وتعبيرها عن الأصوات.
ولكن بحسب ما نشرته صحيفة "تايمز" البريطانية نقلًا عن دورية "نيتشر إلكترونيكس" العلمية، تم ابتكار جهاز يشبه القفاز يمكنه تحويل لغة الإشارة إلى اللغة الإنجليزية المنطوقة بشكل عام بما يوفر لأصحاب الهمم من الصم طريقة جديدة لمعالجة الحواجز اللغوية.
ويساعد الجهاز المبتكر، منخفض التكلفة، على اكتشاف وترجمة الإيماءات اليدوية المستخدمة في لغة الإشارة الأميركية. وبمساعدة نظام الذكاء الاصطناعي المعروف باسم "التعلم الآلي"، يتم تحويل هذه الإشارات والإيماءات، عبر تطبيق على الهاتف الذكي، إلى كلمات وجمل باللغة الإنجليزية.
ويقول جون تشين، أستاذ مساعد في قسم الهندسة الحيوية بجامعة كاليفورنيا: "نأمل أن يفتح ذلك [الابتكار الباب أمام] طريقة سهلة للأشخاص الذين يحتاجون لاستخدام لغة الإشارة للتواصل مباشرة مع [جميع من لا يعرفون لغة الإشارة]، دون الحاجة إلى شخص آخر ليترجم لهم أو عنهم الإشارات. ومن المأمول أيضا أن يساعد الجهاز الجديد المزيد من الأشخاص على تعلم لغة الإشارة بأنفسهم".
ويتألف الجهاز أو قفاز ترجمة لغة الإشارة من مستشعرات رقيقة ومطاطية تعمل على طول الأصابع. ويتم توظيف مستشعرات مصنوعة من خيوط موصلة للكهرباء للتمييز بين المئات من حركات اليد ومواضع الأصابع التي تمثل الأحرف والأرقام والكلمات والعبارات الفردية.
ويتم تحويل حركات الأصابع إلى إشارات كهربائية يتم إرسالها إلى لوحة دائرية على شكل عملة معدنية، يتم ارتداؤها على الرسغ. وتقوم اللوحة الدائرية بنقل الإشارات لاسلكيًا إلى هاتف ذكي يترجمها إلى كلمات منطوقة بمعدل حوالي كلمة واحدة في الثانية.
وقع اختيار الباحثون على لغة الإشارة الأميركية ASL، التي ترجع جذورها إلى ما قبل قرنين، لأنها تدمج بعض اللغات الأخرى مثل الفرنسية إلى جانب الإنجليزية. قام الباحثون بوضع أجهزة استشعار لاصقة على وجوه المتطوعين الذين اختبروا النظام، بين حاجبيهم وعلى جانب واحد من أفواههم، لنقل بعض تعابير الوجه، والتي تعد أيضًا جزءاً من لغة الإشارة.
وتم تدريب خوارزمية ذكاء اصطناعي مخصصة لنظم "تعليم الآلة" للتعرف على الإيماءات والإشارات، ثم ترجمتها إلى الحروف والأرقام والكلمات التي تعبر عنها. تعرف النظام المبتكر على 660 إشارة، بما في ذلك كل حرف من حروف الأبجدية وكذلك الأرقام من 0 إلى 9.
ويوضح دكتور تشن أن الخطوات التالية للأبحاث ستشمل تحسين البرامج والأجهزة لجعل القفاز الناطق أكثر دقة وقوة عند الاستخدام على نطاق واسع خلال نحو خمس سنوات.