تناولت الصحف البريطانية معاناة المدنيين في ليبيا، والعقوبات الأمريكية الجديدة على سوريا، وفيديو يشهد على "جريمة حرب أمريكية في العراق"، والمخاوف من موجة جديدة لوباء فيروس كورونا في إيران، ورمزية التماثيل التي يصر مناهضو العنصرية على إسقاطها في أكثر من دولة.
الحرب في لييبا: "أمل ضئيل"
تناولت مراسلة صحيفة "الإندبندنت" في الشرق الأوسط، بيل ترو، قضية المدنيين "الذين يدفعون ثمن الحرب بالوكالة" في ليبيا.
وتقول ترو إن "مدنيين ليبيين محاصرين في الوسط كافحوا من أجل البقاء وسط تغيرات المشهد السياسي الليبي المشحون، وتقارير انتهاكات حقوق الإنسان".
عالقون في حرب بالوكالة تزداد تعقيداً، في زمن فيروس كورونا، حيث لم يبق سوى أمل ضئيل لحل سريع للأزمة.
وعلّقت بأن هؤلاء "عالقون في حرب بالوكالة تزداد تعقيداً، في زمن فيروس كورونا، حيث لم يبق سوى أمل ضئيل لحل سريع للأزمة".
وأشارت الكاتبة إلى تحقيق أجرته الصحيفة وسينشر الأسبوع المقبل، يتطرق إلى مدى تحديد القوى الأجنبية لمصير الصراع في ليبيا.
وتنقل عن خبراء قولهم إن نتائج الصراع لن تتحدد بنصر عسكري لأي طرف ليبي، ولكن ما ستقرره دول كتركيا وروسيا والإمارات ومصر، هو ما سيحدث.
وقال تيم إيتون، الباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية " تشاتام هاوس" إن "استمرار القتال لن يؤدي إلى نتيجة واضحة .. يتعين على الإمارات وغيرها من الداعمين الخارجيين لحفتر أن يقرروا ما إذا كانوا على استعداد لتقديم المزيد. لم يبدوا أنهم على استعداد للقيام بما يكفي لتمكينه" من قلب الطاولة.
وتعتقد الكاتبة بأن التدخل الأجنبي في ليبيا يعود إلى بداية ثورة 2011.
كما تذكر مشاهدتها لوصول شحنة ذخيرة في صناديق من مصر، أثناء مقابلة لها مع حفتر في عام 2014، وهو الأمر الذي نفته القاهرة فيما بعد.
وتوضح "مرت ست سنوات سريعاً .. وكلا الجانبين يستخدمان بعضاً من أكثر الأسلحة تطوراً في العالم بفضل تدخل القوى العظمى العالمية التي أرسلت أيضاً آلاف المرتزقة".
نظام الأسد "أمام أكبر اختبار"
وفي صحيفة "التايمز"، نطالع مقالا لمراسل شؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، تحت عنوان "نظام الأسد مهدد فيما تستعد الولايات المتحدة لفرض موجة جديدة من العقوبات".
ويشير التقرير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد "سيواجه أكبر اختبار لنظامه منذ سنوات هذا الأسبوع، عندما يبدأ سريان مزيد من العقوبات الأمريكية على سوريا، بموجب قانون قيصر، ما يهدد اقتصادها الذي هو أصلاً على وشك الانهيار."
ويوضح التقرير أنه من المتوقع أن يكون لقانون قيصر "تأثير مدمر على أي إرادة دولية للاستثمار في إعادة بناء" سوريا.
لا أحد يتوقع أن تؤدي الاحتجاجات الجديدة إلى سقوط النظام، لكن المحللين الروس يقولون إن مستقبل الأسد يظل مشكلة رئيسية للرئيس بوتين، أقرب حلفائه.
ويقول سبنسر إن الأسد "يكافح للتعامل مع الاحتجاجات المتجددة والانشقاق في النظام وسعر الصرف الذي انخفض بأربعة أخماس في ستة شهور"، بعد عامين على انتصاره في الحرب الدائرة.
وانخفضت العملة من 500 ليرة للدولار الأمريكي الواحد، إلى حوالى 2500 ليرة، وقد كان الدولار يساوي أقل من 50 ليرة في بداية النزاع.
ونقل سبنسر عن ليث أبو رامي، متظاهر حجب لقبه بالكامل خوفا على سلامته، إن "الظروف الاقتصادية لا تترك لنا خياراً. المطلب الأساسي هو إسقاط بشار الأسد".
ويخلص سبنسر إلى القول بأن "لا أحد يتوقع أن تؤدي الاحتجاجات الجديدة إلى سقوط النظام، لكن المحللين الروس يقولون إن مستقبل الأسد يظل مشكلة رئيسية للرئيس بوتين، أقرب حلفائه".
جرائم حرب "أمريكية"
الغارديان نشرت تقريرين لبول دايلي الأول حول توجيه الاتهام لمؤسس موقع ويكيليكس للتسريبات جوليان أسانج يعتبر فيه دايلي أنه "من العار ألا تتضمن لائحة الاتهام" التي تبني عليها واشنطن مطالبتها بريطانيا بتسلم أسانج "الفيديو المسرب الذي يظهر مروحية أباتشي أمريكية تقتل 11 مدنيا عراقيا بينهما صحفيان من رويترز".
قتل المصور العراقي نمر نور الدين، هو وزميله سعيد شماغ، في غارة جوية أمريكية عام 2007 ووصف الجيش الأمريكي قتلهما بأنه كان خطأ.
ويوضح دايلي أن الادعاء الأمريكي رفض تقديم الشريط "الصادم" ضمن الأدلة حتى لا يفضح "جرائم الحرب" الأمريكية.
ويكشف دايلي المزيد من التفاصيل المحيطة بالواقعة في تقرير آخر بعنوان "كل الأكاذيب: كيف غطى الجيش الأمريكي على قتل صحفيين عراقيين بالرصاص"؟.
يقول دايلي إن الصحفي دين ياتس كان يتولى رئاسة مكتب وكالة رويترز في العراق عندما جرى في عام 2007 قتل الصحفيين العراقيين نمر نور الدين وسعيد شماغ، اللذين كانا يعملان بالوكالة، خلال الحادث الذي صنفته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) "حادث قتل عرضي".
يوضح دايلي أن "كل الكلمات التي صدرت عن الجيش الأمريكي بخصوص عملية القتل كانت بالنسبة لرئيسهما في العمل مجرد أكاذيب".
كشف الفيديو أن المروحية التقطت صورة سعيد، الذي كان لايزال حيا بعد الضربة الأولى، يزحف بيأس ويتمسك بالحياة رغم إصابته الجسيمة لكن المروحية دارت حول الموقع وعادت لتصوب عليه
بول دايلي, الغارديان
يقول التقرير إن "ياتس كان يجلس أمام مكتبه في بغداد في ذلك الوقت من صيف عام 2007 في مقر وكالة رويترز للأنباء في المنطقة الحمراء وكان يستعد لتغطية واقعة تفجير سيارة مفخخة في أحد الأسواق الشعبية في المدينة وكانت الأجواء بعد ذلك هادئة".
ويتذكر ياتس "الأنين المرتفع في المكتب ثم دخول أحد الزملاء العراقيين وعلى وجهه علامات الحزن والصدمة قائلا لقد تم قتل نمر وسعيد"، مضيفا أن شهود العيان قالوا إن نمر وسعيد كانا يبحثان عن لقطات مصورة لآثار غارة جوية جرت في الفجر من جانب مروحية أمريكية في منطقة الأمين.
ويشير ياتس إلى أنه رغم ضغطه حينئذ على المسؤولين العسكريين في قوات التحالف في بغداد لمعرفة المزيد من التفاصيل، فإنه لم يفلح وخرج الناطق الرسمي ليشير إلى وقوع اشتباكات مع مسلحين وسقوط 9 قتلى بينهم مدنيان ومعتبرا أن ذلك كان عن طريق الخطأ.
ويوضح ياتس أن "الوكالة استرجعت بعد أيام معداتها واطلعت على ما صوره نمر بكاميرته حيث التقط مشاهد لآثار اشتباك بالرصاص ثم بعد دقائق قليلة وقبل مقتله صور سيارات هامفي تابعة للجيش الأمريكي توقفت بشكل هاديء عند مفترق طرق قريب، ولم يكن هناك أي مسلحين أو اشتباكات مع الجنود، ثم انقطع التصوير والتقطت الكاميرا بعد 3 ساعات من مقتل نمر منشأه عسكرية وجنديا أمريكيا. من الواضح أن الجنود الذين جمعوا المتعلقات عبثوا بالكاميرا فالتقطت هذه الصور".
ويقول الكاتب، نقلا عن ياتس، إن رويترز تحدثت مع 14 شخصا من شهود العيان في المنطقة وأجمعوا على أنه لم تقع أي اشتباكات في ذلك اليوم.