قال باحثون أميركيون إن اللقاح الفموي المستخدم ضد مرض شلل الأطفال يمكن أن يكون فعالا لتوفير حماية مؤقتة ضد فيروس كورونا المستجد الذي قتل وأصاب مئات الآلاف حول العالم.
وكتب فريق من الخبراء في مجلة "ساينس" العلمية أن هناك الكثير من الأدلة على أن التطعيمات الحالية مثل لقاحات شلل الأطفال، تحمي من مجموعة واسعة من الالتهابات، ومن الجدير تجربتها ضد فيروس كورونا.
ووفقا لهؤلاء الخبراء، فإن اللقاح الفموي لشلل الأطفال آمن ورخيص ويسهل إعطاؤه ومتوفر على نطاق واسع، حيث يتم إنتاج واستخدام أكثر من مليار جرعة سنويا في أكثر من 140 دولة.
ويشير الفريق، الذي يضم عالما شارك في اكتشاف فيروس نقص المناعة المكتسبة يدعى روبرت غالو، وخبير اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية كونستانتين تشوماكوف، إلى أن لقاح شلل الأطفال أوشك على القضاء على المرض في جميع أنحاء العالم.
ويستخدم لقاح شلل الأطفال الفموي الذي اكتشفه العالم الأمريكي جوناس سالك عام 1952 نسخة ضعيفة معدلة من فيروس شلل الأطفال يمكنها أن تنتج استجابة مناعية قوية وطويلة الأمد.
ويقول الخبراء إن من المنطقي اختبار اللقاح على الأقل لمعرفة ما إذا كان يساعد في مكافحة فيروس كورونا.
وكتب الفريق البحثي أن لقاح شلل الأطفال الفموي ينتج مناعة قطيع، حيث يتم الوصول إليها عندما تصبح غالبية السكان (70٪ إلى 90٪) محصنة ضد الأمراض المعدية، إما لأنهم أصيبوا بالعدوى وتعافوا، أو من خلال التطعيم.
وقال تشوماكوف وغالو وزملاؤهم إنه بالإضافة إلى حماية الأفراد الضعفاء الذين يعانون من أمراض مزمنة، يمكن أن يمنع لقاح شلل الأطفال أيضا انتشار فيروس كورونا عن طريق زيادة نسبة الأفراد المحصنين.
وأضافوا أن خطر حدوث مضاعفات بسبب لقاح شلل الأطفال منخفض للغاية، حيث يمكن أن يسبب مضاعفات شبيهة بشلل الأطفال، ولكن فقط في حوالي واحد من كل ثلاث ملايين جرعة، وتحدث غالبا لدى الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة.
ولم تعد لقاحات شلل الأطفال التي تؤخذ عن طريق الفم مرخصة أو متاحة في الولايات المتحدة، لكنها لا تزال مستخدمة في بعض أنحاء العالم.