تجمعت حشود كبيرة للاحتجاج على العنصرية و"وحشية الشرطة" في العاصمة الأمريكية واشنطن وسط تصاعد الغضب الذي أثاره موت الأمريكي من أصول افريقية جورج فلويد.
وكان فلويد قد فارق الحياة في مينيابوليس في 25 مايو بعد أن جثم شرطي على رقبته، واستمر في ذلك رغم استغاثته بأنه لا يستطيع التنفس.
وقد اندلعت مظاهرات في أنحاء الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت، لكن قائد شرطة واشنطن يعتقد أن مظاهرة السبت "قد تكون أضخم مظاهرة تشهدها المدينة حتى الآن".
وخرجت مسيرات مناهضة للعنصرية في بلدان عدة.
واحتشد جمهور كبير في ميدان البرلمان وسط العاصمة البريطانية لندن لدعم حركة "حياة السود مهمة"، بالرغم من نداء الحكومة البريطانية لتجنب الحشود خوفا من انتشار فيروس كورونا.
وفي أستراليا خرجت مظاهرات كبيرة في كل من سيدني وملبورن وبريزبن ، ركزت شعاراتها على معاملة السكان الأصليين في أستراليا.
وكان فلويد، وهو رجل أسود غير مسلح، قد فارق الحياة أثناء اعتقاله خارج أحد المتاجر.
وظهر في لقطة فيديو رجل شرطة أبيض يدعى ديريك نشوفين يجثم على عنق فلويد لمدة تسع دقائق ، بينما هو مثبت على الأرض. وسمع فلويد وهو يستغيث قائلا "لا أستطيع أن أتنفس".
ماذا يخططون في واشنطن؟
وقد أعلنت منظمات عدة ونشطاء عن أكثر من عشر مظاهرات مختلفة، وفقا لوسائل إعلام محلية.
وطلب من المحتجين التجمع بالقرب من أماكن معروفة كنصب لنكولن التذكاري ومقر الكونغرس الأمريكي، ويتوقع أن تتوجه بعض المظاهرات نحو البيت الأبيض.
وقال قائد شرطة المدينة بيتر نيوشام للصحفيين "لدينا معلومات أن ما سيجري السبت سيكون أكبر احتجاج شهدته المدينة حتى الآن".
ولم يعط تقديرا للأعداد المحتملة للمشاركين، لكن وزير الحربية رايان ماكارثي قال إن المسؤولين المحليين يتوقعون مشاركة ما بين مئة ومئتي ألف.
وكانت عمدة واشنطن مورييل بوزر قد اصطدمت مع الرئيس دونالد ترامب الجمعة بسبب أسلوب معالجته للوضع الذي أثاره موت فلويد، وطالبت بسحب جميع عناصر الأمن والحرس الوطني من شوارع المدينة.
وقد اتضح في الأيام الأخيرة أن وجودهم "غير ضروري" و"قد يكون ضارا ولا يشجع على أن تبقى الاحجاجات سلمية"، كما قالت عمدة المدينة.
وأطلقت بوزر على ميدان مقابل البيت الأبيض اسم "ميدان حياة السود مهمة"، وهو الميدان الذي أطلق فيه الشرطة قنابل الدخان لتفريق المحتجين حتى يتسنى لترامب التوجه إلى الكنيسة القريبة.
وكان عاملون قد كتبوا عبارة "حياة السود مهمة" بحروف كبيرة بالدهان الأصفر على الشارع.
ماذا يريد المحتجون؟
في مقدمة المطالب في أنحاء البلاد "وضع حد لوحشية الشرطة".
لكن هذا ليس الهم الأوحد. ربما تكون أحداث متكررة تعكس وحشية الشرطة، لكن المشكلة الأكبر هي العنصرية المتكررة وغياب المساواة في التعامل.
ودعا المتعاطفون مع الحركة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى معالجة قضايا عدم المساواة في مجالات عدة، من سلوك الشرطة إلى الرعاية الصحية إلى السجن.
يسجن الأمريكيون السود بمعدل يبلغ خمسة أضعاف نظرائهم البيض، ويحاكمون في قضايا جنائية تتعلق بالمخدرات أكثر من البيض بستة اضعاف، وفقا لمنظمة NAACP المهتمة بقضايا الملونين. وتموت النساء السود أثناء الولادة بمعدل يفوق ضعف حالات النساء البيض، وفقا لبيانات صحية أمريكية.
وقد أدت عقود من الفصل العنصري المدعوم حكوميا إلى تكريس اللا مساواة في النظام التعليمي ونظام السكن وقطاعات عامة أخرى.
وتبين من دراسة أجراها معهد أبحاث PEW عام 2019 أن ثمانية من كل عشرة من المواطنين السود البالغين يقولون إن إرث التمييز العنصري ما زال يؤثر على حياتهم. ويقول نصفهم إنه لا يتوقع أن تكون هناك مساواة في الولايات المتحدة في أي يوم.
ماذا يحدث أيضًا في الولايات المتحدة؟
وسوف تقام صلوات تذكارية في ريفولد، نورث كارولينا، بالقرب من مكان ولادة جورج فلويد.
ويمكن للعموم مشاهدة جثمان فلويد في كنيسة، وبعد ذلك سيجتمع أفراد عائلته للصلاة.
وأصدر حاكم ولاية نورث كارولينا روي كوبر تعليمات بتنكيس الأعلام منذ شروق الشمس حتى غروبها يوم السبت حدادا على فلويد.
وفي بوفالو قدمت لائحة اتهام ضد اثنين من ضباط الشرطة بعد أن دفعا رجلا مسنا وأوقعاه أرضا مما أدى لإصابته بشكل خطير.
وفي مينيابوليس حطر مجلس المدينة ودائرة حقوق الإنسان فيها على الشرطة أن تثبت المعتقلين بالضغط على أعناقهم.
وقال حاكم ولاية كاليفورنيا كيفين نيوسوم إنه سيتخذ إجراءات لحظر نفس الشيء، وكذلك حظر عمدة سياتل على الشرطة استخدام الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين. وأصدر قاضي اتحادي في دنفر تعليمات بحظر استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع.