احتضنت القاهرة، السبت، اجتماعا ضم الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس مجلس نواب طبرق شرقي ليبيا عقيلة صالح مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، بعد الهزائم المتتالية التي طالت قوات "حفتر".
وأعلن السيسي عن مبادرة سياسية لحل الصراع الدائر في ليبيا تتضمن تشكيل مجلس رئاسي منتخب، ووقف إطلاق النار، اعتباراً من الثامن من يونيو/حزيران الجاري، لكن حكومة الوفاق المُعترف بها دولياً أعلنت عن رفضها للمبادرة.
وجاء الإعلان عن المبادرة المصرية في مؤتمر عقده السيسي في القاهرة مع الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس مجلس نواب طبرق شرقي ليبيا عقيلة صالح، وقال السيسي إنه اتفق معهما على طرح مبادرة سياسية لإنهاء الصراع في ليبيا.
السيسي قال إن الاتفاق يهدف "إلى ضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاثة في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة"، وإنه "يلزم كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها".
كذلك أعلن السيسي عن التوصل إلى اتفاق يشمل أيضاً تجديد الدعوة لاستئناف المفاوضات في جنيف، مضيفاً أن المبادرة تتضمن أيضاً "إطلاق إعلان دستوري ينظم العملية السياسية في البلاد"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
من جانبه، قال عقيلة صالح، خلال المؤتمر مع السيسي، إن "المبادرة تنص على تعيين رئيس ونائبين للرئيس ورئيس للحكومة لفترة انتقالية تمتد لعام ونصف العام"، في حين دعا حفتر إلى إجراء حوار يشارك فيه الليبيون، وينتج عنه مجلس رئاسي جديد وحكومة وحدة وطنية.
وتأتي زيارة حفتر وصالح للقاهرة في ظل خلاف مستمر بينهما، منذ إعلان مجلس نواب طبرق، في 25 مايو/ أيار الماضي، رفضه إعلان حفتر تنصيب نفسه حاكما على ليبيا، وإسقاط الاتفاق السياسي لعام 2015.
ووقعت الأطراف الليبية، في ديسمبر/ كانون الأول 2015، اتفاقا سياسيا نتج عنه تشكيل مجلس رئاسي يقود حكومة الوفاق، وإنشاء مجلس أعلى للدولة، لكن "حفتر" سعى طوال سنوات إلى تعطيله وإسقاطه.
وبدعم من دول عربية وأوروبية، تشن قوات "حفتر"، منذ 4 أبريل/نيسان 2019، هجوما فشل في السيطرة على العاصمة طرابلس (غرب).
ومُنيت قوات "حفتر"، في الفترة الأخيرة، بهزائم عديدة على أيدي قوات حكومة الوفاق الوطني، التي أعلنت في وقت سابق الجمعة، تحرير مدينة ترهونة الاستراتيجية، الواقعة على بعد 90 كلم جنوب شرق طرابلس، غداة الإعلان عن استكمال تحرير العاصمة من قوات "حفتر".