استعادت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا المطار الرئيسي في العاصمة طرابلس مساء الأربعاء الخميس وطردت تقريبا قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر من العاصمة، وذلك قبل ما بدا أنها تحركات نحو إجراء محادثات للتوصل إلى هدنة.
وأظهرت مقاطع مصورة على الإنترنت مقاتلين موالين للحكومة على ظهر شاحنات صغيرة وسط طائرات ركاب محطمة نتيجة التعرض للقصف، والتقطوا صورًا لأنفسهم بجانب مباني المطار.
جاء ذلك في أعقاب المكاسب التي حققتها حكومة الوفاق الوطني على مدى شهر بعد أن ساعدتها ضربات نفذتها طائرات مسيرة تركية في طرد قوات حفتر من كثير من المناطق التي بسطت سيطرتها عليها في الشمال الغربي.
وقالت غرفة العمليات العسكرية لحكومة الوفاق الوطني إن قواتها سيطرت على المطار وأجبرت الجيش الوطني الليبي على التقهقر إلى حي قصر بن غشير.
وتفتقر ليبيا لوجود سلطة حكومية مركزية منذ عام 2011 وتخضع بلدات ومدن لسيطرة فصائل تقاتل لصالح حكومتين متنافستين إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب منذ عام 2014.
وشن حفتر أقوى شخصية في الشرق هجوما للسيطرة على طرابلس في أبريل نيسان 2019 لكن الهجوم تعثر خلال أشهر. وشهدت الأسابيع القليلة الماضية تقدما سريعا لقوات حكومة الوفاق الوطني بدعم من تركيا ضد قوات حفتر التي تدعمها روسيا ومصر والإمارات.
ومع طرد الجيش الوطني الليبي من جميع الأراضي التي سيطر عليها في العاصمة تقريبا، فإن الجولات القادمة للقتال ستركز على الأرجح على المناطق الواقعة جنوبي وجنوب شرقي طرابلس حول غريان الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق الوطني وترهونة الخاضعة للجيش الوطني الليبي.
وشهدت الجهود الدبلوماسية نشاطًا يوم الأربعاء مع توجه زعماء من الجانبين المتحاربين إلى الخارج لعقد اجتماعات تستضيفها القوى الخارجية الضالعة في الصراع.
وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إن روسيا أرسلت ما لا يقل عن 14 طائرة حربية إلى قاعدة جوية للجيش الوطني الليبي في وسط ليبيا. ونفت روسيا ذلك. وقال الجيش الوطني الليبي الذي نفى أيضا ما قالته الولايات المتحدة إنه يجري تجديدات على بعض المقاتلات القديمة.
وقال مصدر من الجيش الوطني الليبي يوم الأربعاء إن طائرات حربية نفذت عمليات قصف قرب غريان، وهي المرة الأولى التي تعترف فيها قوات شرق ليبيا باستخدام طائرات حربية منذ أن قالت واشنطن إن روسيا زودت قوات حفتر بمقاتلات جديدة من طراز ميج 29 وسوخوي 24.
وحذرت الأمم المتحدة من أن تدفق الأسلحة والمقاتلين على ليبيا في تحد لحظر السلاح يهدد بتصاعد جديد في حدة القتال.
ومن المتوقع وصول فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني إلى أنقرة في وقت متأخر يوم الأربعاء وفقا لما أوردته محطات تركية.
وقالت وسائل إعلام محلية إن نائبه أحمد معيتيق ووزير الخارجية محمد سيالة وصلا في وقت سابق إلى العاصمة الروسية موسكو.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية "بعد أن أصبح للحكومة الشرعية اليد العليا الآن فإنه يجب اعتبار ذلك فرصة للتوصل إلى حل سياسي".
وفي أثناء ذلك، قال مصدر مقرب من حفتر إن القائد العسكري الليبي سافر إلى مصر للاجتماع مع مسؤولين عسكريين.