انخرطت الولايات المتحدة وإيران في سجال الاثنين بشأن احتمال تبادل السجناء، إذ حضّ مسؤول أميركي بسخرية طهران على إرسال طائرة لاستعادة مواطنيها.
وذكر متحدث باسم الحكومة الإيرانية الأحد أن بلاده عرضت "منذ مدة" مبادلة جميع السجناء الإيرانيين والأميركيين لكنها لا تزال تنتظر رد الولايات المتحدة.
وجاء الرد بأسلوب غير متوقع عبر وسائل التواصل الاجتماعي الاثنين من القائم بأعمال نائب وزير الداخلية الأميركي كين كوتشينيلي الذي أصر على أن الولايات المتحدة كانت تحاول إعادة مواطنين إيرانيين إلى بلدهم.
وقال كوتشينيلي المعروف بمواقفه المتشددة حيال الهجرة عبر تويتر "لدينا 11 من مواطنيكم وهم من الأجانب المتواجدين بصورة غير شرعية ونحاول إعادتهم إلى بلدكم".
وتابع مهاجمًا مصداقية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "فجأة تقولون إنكم تريدون عودتهم. لم لا ترسلون طائرة مستأجرة ونعيدهم جميعًا مرة واحدة؟".
بدوره، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي عبر تويتر، مشيرا إلى أن ظريف يقترح علنا تبادل السجناء منذ سبتمبر 2018 وقال لكوتشيليني "كف عن هذا الهراء!".
وتابع "كان رد فعل نظامك فظًّا وشكل خطرًا على حياتهم. يراقب (العالم) أفعالكم لا تصريحاتكم. أطلقوا سراح مواطنينا".
وأشار كوتشيليني إلى أن الولايات المتحدة كانت تحاول منذ مدة إعادة العالم الإيراني سيروس أصغري الذي تمّت تبرئته في نوفمبر من تهم وجهتها له الولايات المتحدة بأنه سرق أسرارًا بينما كان في زيارة ذات طابع أكاديمي في أوهايو.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن أصغري أصيب بكوفيد-19 أثناء احتجازه في الولايات المتحدة.
وأبلغ أصغري صحيفة "ذي غارديان" في مارس بأن وكالة الهجرة والجمارك الأميركية تبقيه في مركز احتجاز في لويزيانا دون توفير خدمات الصحة الأساسية له وترفض إعادته إلى إيران رغم تبرئته.
وبدت وزارة الخارجية الأميركية أكثر حذرا حيال التصريحات الإيرانية التي أشارت إلى أن البلدين اللذين تأثرا بشكل كبير بفيروس كورونا المستجد يمضيان قدما باتّجاه تبادل السجناء.
وشكر وزير الخارجية مايك بومبيو الاثنين جهود سويسرا، التي تمثل مصالح واشنطن في الجمهورية الإسلامية في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجيتها إغناسيو كاسيس.
بدورها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس الأحد (قبل نشر كوتشيليني تغريداته الموجّهة للإيرانيين) "لا نتعامل مع الملفات الدبلوماسية الحساسة عبر الإعلام".
وأفرجت الجمهورية الإسلامية في ديسمبر عن الاكاديمي الأميركي شيوي وانغ، مقابل الإفراج عن العالم مسعود سليماني، وقالت إنها منفتحة على مزيد من عمليات تبادل سجناء.
وتحتجز إيران المواطنين الأميركيين سياماك نامازي المدان بتهم من بينها التجسس، ووالده باقر والخبير في مجال البيئة مراد طهبز.
وتدهورت العلاقات بشكل كبير بين البلدين منذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات واسعة على الجمهورية الإسلامية.