كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك عن بعض تفاصيل مفاوضاته مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في كامب ديفيد بوساطة أمريكية عام 2000.
وفي مقابلة مع المؤرخ العسكري الإسرائيلي أوري ميلشتاين نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، حمل باراك عرفات مسؤولية فشل المفاوضات بسبب رفضه تقديم أي تنازلات بشأن القدس.
وقال باراك إنه ذهب إلى كامب ديفيد بهدف التوصل إلى "اتفاق إطاري" بشأن عدة قضايا، منها الحدود واللاجئون والترتيبات الأمنية والوضع النهائي للقدس.
وبعد عدم تحقيق أي نتيجة خلال 6 أيام من المناقشات، أبلغ باراك الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون بأنه "مستعد لاتخاذ قرارات صعبة"، داعيا إياه لإقناع عرفات باتخاذ قرارات صعبة أيضا ومحذرا من انزلاق الأمور إلى المواجهة.
وخلال اجتماع مع باراك، قال له كلينتون إن عرفات يريد السيطرة على غور الأردن ومستعد لمناقشة الترتيبات الأمنية، ولكن موقفه بشأن القدس ثابت وطلب من باراك تقديم مقترحات بهذا الشأن.
وتابع باراك أنه رد على الرئيس الأمريكي آنذاك أنه يحتاج إلى التشاور مع فريقه، وبعد مناقشات استمرت ساعات طويلة، خرج الفريق الإسرائيلي بمقترح مفاده احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على المدينة القديمة في القدس وتسليم السيطرة على 28 بلدة وقرية على أطراف القدس، تم ضمها للمدينة بعد حرب 1967 للفلسطينيين، كما طلب الإسرائيليون من كلينتون أن يسأل عرفات ما إذا كان مستعدا لمناقشة هذه الخطوات.
وأضاف باراك أن وجه كلينتون كان أحمر عندما عاد من لقاء عرفات وقال: "أنا لن أذهب إلى عرفات".
وحسب باراك، فإن كلينتون كان غاضبا منه، إذ أنه توقع مقترحات محددة وليس أسئلة من الجانب الإسرائيلي.
وفي وقت لاحق أبلغ كلينتون باراك بأنه قدم عرضا للفلسطينيين، ذهب لأبعد مما قدمه باراك، واقترح السيادة الفلسطينية ليس فقط على القرى، بل وعلى الأحياء المسلمة في المدينة القديمة وأن يكون عرفات وصيا للسيادة في الحرم القدسي، لكن عرفات لم يرد.
واقترح كلينتون على باراك ترك موضوع القدس والاتفاق على القضايا المتبقية والإعلان عن انتهاء المؤتمر، لكن إيهود باراك رفض ذلك