عندما سمع ليفي سوكر روميرو أخبار تفشي فيروس كورونا المستجد في الصين، ظن أنه بمنأى عن الفيروس ولم يتوقع قط أن يصل إلى قلب أمريكا الوسطى.
إذ يعيش روميرو، أحد زعماء قبيلة بريبري، التي تعد من أكبر القبائل الأصلية في كوستاريكا، في منطقة تالامانكا، وهي إحدى المناطق الجبلية القصية التي تجري فيها الكثير من الأنهار المتعرجة وتكثر فيها الأشجار وارفة الظلال، وتكاد لا تنقطع عنها الأمطار الخفيفة الدافئة طوال العام.
ولم يكد يمضي وقت طويل حتى وصل الفيروس إلى أراضيهم.
ويرى روميرو أن فيروس كورونا المستجد ما هو إلا محصلة لطمع البشر والاعتداء المتواصل على البيئة عبر قطع الأشجار والاعتماد على زراعة نوع واحد من المحاصيل أو ما يسمى بالزراعة الأحادية، والتوسع الحضري، والإفراط في استخدام الكيماويات.
وتشير الكثير من الأبحاث إلى أن قطع الأشجار والإتجار في الحيوانات البرية يزيدان مخاطر تفشي الأمراض حيوانية المنشأ كفيروسي كورونا المسببين لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ومتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد وفيروس كورونا المستجد، الذي يرجح أنه انتقل من خفاش إلى عائل وسيط، ربما يكون آكل النمل الحرشفي، قبل أن ينتقل إلى البشر في أحد أسواق ووهان.
ويقول روميرو إن قبيلته تؤمن بأن "الإله سيبو"، الذي تقدسه القبيلة، عندما خلق الأرض، حبس بعض الأرواح الشريرة. وستتحرر هذه الأرواح في حالة انتهاك الطبيعة.
وكان روميرو يدرك، بحكم تعامله مع السكان الأصليين في أمريكا الوسطى والمكسيك الذين يزيد عددهم على 50 ألف شخص، أن هناك أساليب بديلة أكثر استدامة ومراعاة لكوكب الأرض، لأن المجتمعات الأصلية حول العالم تمارسها.
وظل روميرو وغيره من زعماء القبائل الأصلية يحثون العالم على تبني الطرق المستلهمة من القبائل الأصلية في التعايش مع الطبيعة، مثل الحفاظ على موائل الحيوانات الطبيعية، وتبني ممارسات الحصاد المستدامة التي تكفل الحفاظ على التنوع النباتي والحيواني واحترام العلاقة بين البشر وبين صحة كوكب الأرض.
وكشأن الكثير من سكان العالم، تعطلت حياة أفراد قبيلة بريبري بسبب الحجر الصحي، وانخفضت مبيعات محاصيلهم الزراعية للأسواق الوطنية بنسبة 90 في المئة، وتوقفت جهودهم لتنشيط السياحة البيئية والثقافية مثل تنظيم رحلات سياحية للجبال والأنهار، كليا.
ويأمل روميرو أن يعيد الناس بعد أزمة جائحة كورونا تقييم علاقتهم بالطبيعية وأن يصبحوا أكثر استعدادا للاستماع لنصائح زعماء القبائل الأصلية.