نشرت وكالة رويترز، تقريرا اليوم الجمعة، تناولت فيه ظاهرة غير مسبوقة بالنسبة للمسلمين في شهر رمضان.
وقالت ان شهر رمضان الذي بدأ اليوم الجمعة في حين خلت أقدس الأماكن الإسلامية في السعودية والقدس من المصلين إلى حد كبير بعدما اضطرت السلطات لفرض قيود غير مسبوقة بسبب جائحة كورونا.
واشار التقرير الى ان المسلمين يشتركون في أنحاء العالم خلال شهر رمضان في تجمع العائلات على موائد الإفطار وحضور صلاة الجماعة بالمساجد، لكن الجائحة غيرت الأولويات حيث فُرضت قيود على التجمعات الكبيرة للصلاة وإقامة موائد الإفطار الجماعية.
ولفتت إلى انه، وفي حدث نادر في تاريخ الإسلام الذي يعود لأكثر من 1400 عام سيغلق المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، أقدس الأماكن الإسلامية في العالم، خلال شهر رمضان.
وكانت الصلاة داخل المسجد الحرام عشية أول أيام رمضان يوم الخميس قاصرة على رجال الدين وأفراد الأمن وعاملي النظافة وبثها التلفزيون على الهواء مباشرة.
وذكر التقرير ان العاهل السعودي الملك سلمان عبر في كلمة له امس الخميس بمناسبة بدء شهر رمضان عن ألمه لضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي خلال هذا الشهر.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الملك سلمان قوله ”أصدقكم القول أني أتألم أن يدخل علينا هذا الشهر العظيم في ظل ظروف لا تتاح لنا فيها فرصة صلاة الجماعة وأداء التراويح والقيام في بيوت الله، بسبب الإجراءات الاحترازية للمحافظة على أرواح الناس وصحتهم في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد“.
واشار التقرير إلى ان خطيب المسجد الأقصى وقف لإلقاء الخطبة في المسجد الذي خلا تقريبا من المصلين في أول جمعة من شهر رمضان، كما تردد صدى صوته في ساحة الحرم القدسي التي تصفر فيها الريح وقد خلت أيضا من المصلين.
وتابع التقرير "وفي مشاهد نادرة، ربما لم يشهدها الأقصى في تاريخه، جلس بضعة أشخاص من رجال الدين وهم يرتدون الكمامات ويحافظون على مسافات فيما بينهم امتثالا للقيود المفروضة بسبب وباء كورونا".
كورونا في آسيا كما هو حال اغلب البلدان الاسلامية، حثت الحكومات في البلدان الآسيوية التي بها عدد كبير من المسلمين السكان على مراعاة التباعد الاجتماعي خلال شهر رمضان.
ووفقا لرويترز، ترجع حالات تفش مبكرة للمرض في آسيا، التي تضم القسم الأكبر من نحو 1.8 مليار مسلم في العالم، في كثير من الأحيان إلى المعتمرين والزوار العائدين من السعودية وإيران مثلما حدث في أفغانستان وباكستان أو تجمعات جماعات إسلامية مثلما حدث في الهند وماليزيا.
ويتجمع المسلمون خلال شهر رمضان على موائد الافطار أو لزيارة الأقارب أو لأداء الصلاة في المساجد.
لكن خطورة الجائحة العالمية غيرت الأولويات حيث فُرضت قيود على التجمعات الكبيرة للصلاة وموائد الإفطار الجماعية في الأماكن العامة.
ورصد تقرير رويترز كلمة رئيس الوزراء الماليزي محيي الدين ياسين، للشعب بثها التلفزيون، وقد قال: "مثلما نفعل عندما نصوم، علينا مقاومة رغباتنا".
واضاف ياسين: "ليس مهما أننا لا نستطيع الصلاة معا في المسجد ربما تكون هذه منحة من الله لنصلي مع عائلاتنا في المنزل بدلا من ذلك".
ويذكر أن ماليزيا أحد أكثر بلدان جنوب شرق آسيا تضررا من الفيروس.
ويوم أمس الخميس مددت الحكومة الماليزية، القيود على التنقلات حتى 12 مايو، وألغت الأسواق الشعبية ومنعت الصلاة في المساجد وكذلك عودة السكان إلى بلداتهم.
اما في إندونيسيا المجاورة لماليزيا والتي بها أكبر عدد مسلمين في العالم، جدد الرئيس جوكو ويدودو في خطاب للشعب دعوته للسكان بالعمل والصلاة في المنزل.
وبحسب رويترز، انشغل تاتان اجوستوستاني (52 عاما) واسرته في جزيرة جاوة بنقل قطع الأثاث من غرفة لافساح مكان للصلاة.
وقال أجوستوستاني الذي يعيش في بوجور بضواحي جاكرتا ”لا فرق سواء في المسجد أو في المنزل، بالنسبة لي يجب أن نصلي أينما كنا حتى لو لم نستطع الصلاة في المسجد“.
لكن الأمر كان مختلفا على ما يبدو في إقليم أتشيه في أقصى غرب البلاد حيث تزاحم المصلون في أحد المساجد لأداء صلاة التراويح عشية أول يوم من رمضان.
إجراءات مخففة ومن اندونيسيا الى الهند حاولت "رويترز" تقريب المشهد في اول ايام رمضان، وقالت إن قادة المسلمين هناك حثوا السكان على الالتزام بإجراءات العزل العام المطبقة في البلد طوال الشهر.
واشارت إلى أن مركز عموم الهند الإسلامي للتعليم الديني سيبث تلاوة قرآنية مباشرة كل مساء.
ونقلت رويترز عن خالد رشيد فيرانجي مهالي رئيس المركز قوله:" "هذه أفضل طريقة للابتهال إلى الله وإبقاء الجميع سالمين".
وأمرت بنجلادش المساجد بقصر صلاة التراويح في المساجد على 12 شخصا ومنعت موائد الإفطار الجماعية فيما أغلقت سريلانكا المساجد. وفي باكستان وعبر الأطباء عن قلقهم بشأن قرار الحكومة رفع القيود عن صلاة الجماعة في المساجد خلال شهر رمضان.
اما في الجزائر خففت السلطات حظر التجول الليلي ورفعت حالة العزل العام في ولاية قريبة من العاصمة الجزائر بمناسبة بدء شهر رمضان.
وساد الهدوء نيامي عاصمة النيجر لكن الشرطة والجيش ظلا منتشرين وفي حالة تأهب بعد احتجاجات عنيفة على حظر التجول وإغلاق المساجد.
وقال رئيس الوزراء بريجي رافيني في كلمة للشعب "أدعوكم للتحلي بمزيد من الصبر لأن الصبر من خلق المسلم".