منذ قرون، ارتبط اسم جزيرة هارت آيلاند (Hart Island) الواقعة شمال شرقي منطقة ذا برونكس (The Bronx) بنيويورك بالعديد من المآسي، حيث تحوّلت الأخيرة لسجن مرّ به العديد من السجناء وشهدت ظهور مستشفى وضع به المرضى. كما خصصت لأكثر من مرة كمكان ملائم لدفن ضحايا الأوبئة والجثث التي لم يطالب أحد باستلامها. وعلى حسب العديد من المؤرخين، ظلت جزيرة هارت آيلاند ملكا خاصا لعدد من الأشخاص، طيلة أكثر من 200 عام قبل أن تحصل عليها في النهاية سلطات مدينة نيويورك.
مركز تدريب.. وسجن فسنة 1654، حصل الطبيب الإنجليزي توماس بيل (Thomas Pell) على الجزيرة، المقدرة مساحتها بأكثر من نصف كلم مربع، بناء على اتفاقية مع عدد من السكان الأصليين ليساهم بذلك في توسيع ممتلكاته التي امتدت بكل من ذا برونكس وبيلهام (Pelham) ونيو روتشيل (New Rochelle).
وطيلة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حصل العديد من السياسيين والتجار على جزيرة هارت آيلاند التي تغيّر اسمها مرات عديدة. وأثناء فترة الحرب الأهلية الأميركية، استأجر مسؤولو نيويورك الجزيرة وجعلوا منها مركز تدريب مرّ به نحو 50 ألف جندي كما أنشؤوا بها لاحقاً معتقلاً وضع بداخله ما يزيد عن 3 آلاف من أسرى القوات الكونفدرالية.
وخلال شهر آيار/مايو 1868، وافقت سلطات مدينة نيويورك على شراء جزيرة هارت آيلاند من عند مالكها السيد إدوارد هانتر مقابل 75 ألف دولار، لتبدأ خلال العام التالي أولى عمليات الدفن التي ارتبطت بالأمراض حيث دفنت بالجزيرة السيدة لويزة فان سلايك (Louisa Van Slyke) التي فارقت الحياة بالمستشفى الخيري عن عمر يناهز 24 سنة عقب إصابتها بمرض السل.
حجر صحي.. ومقبرة للأوبئة مع ظهور مرض الحمى الصفراء عام 1870، أرسل العديد من سكان نيويورك لقضاء فترة الحجر الصحي بجزيرة هارت آيلاند. كما عرفت المنطقة خلال السنوات التالية ظهور مستشفى مخصص للحجر الصحي استقبل أساسا المصابين بالسل. وسنة 1885، لم تتردد السلطات المحلية في إنشاء مستشفى نسائي خصص للأمراض النفسية بالجزيرة وحلّت به آلاف النساء.
وأواخر القرن التاسع عشر، أنشأت السلطات الأميركية إصلاحية بجزيرة هارت آيلاند أرسلت إليها العديد من الأطفال الذين ارتكبوا جنحا.
على مدار 150 عاماً، استخدمت سلطات نيويورك جزيرة هارت آيلاند لدفن الجثث مجهولة الهوية التي لم يطالب أحد باستلامها.
وعلى حسب العديد من المصادر مثلت هذه الجزيرة على مر التاريخ مكان دفن لنحو مليون جثة واستعانت في الغالب السلطات بنزلاء السجون القريبة لدفنها. وأثناء ثلاثينيات القرن الماضي، أعيد استخدام العديد من مواقع الدفن التي تحللت جثث أصحابها وتحولت لعظام.
وأواخر القرن التاسع عشر، أنشأت السلطات الأميركية إصلاحية بجزيرة هارت آيلاند أرسلت إليها العديد من الأطفال الذين ارتكبوا جنحا.
على مدار 150 عاماً، استخدمت سلطات نيويورك جزيرة هارت آيلاند لدفن الجثث مجهولة الهوية التي لم يطالب أحد باستلامها.
وعلى حسب العديد من المصادر مثلت هذه الجزيرة على مر التاريخ مكان دفن لنحو مليون جثة واستعانت في الغالب السلطات بنزلاء السجون القريبة لدفنها. وأثناء ثلاثينيات القرن الماضي، أعيد استخدام العديد من مواقع الدفن التي تحللت جثث أصحابها وتحولت لعظام.
إصلاحية.. ومصحة عقلية مع ظهور مرض الإيدز، رفض العديد من المؤسسات المختصة إقامة مراسم دفن ضحايا هذا المرض خلال الثمانينيات حيث تخوّف الجميع حينها من إمكانية انتقال عدوى الإيدز عن طريق ملامسة الجثث. وبسبب ذلك، لجأت السلطات مجددا لجزيرة هارت آيلاند ودفنت بمكان ناء منها جثث 17 شخصاً فارقوا الحياة بسبب الإيدز.
ومن ضمن هذه القبور المنعزلة، اكتشف بعض المحققين لاحقاً قبر أول طفل يموت بسبب الإيدز حيث حمل مكان دفنه بالجزيرة الرمز "SC-B1, 1985".
وخلال الفترة الحالية، لم تختلف الصور الحديثة لعمليات دفن ضحايا كوفيد-19 عن صور عمليات الدفن بالعقود السابقة. فبعد تسجيلها لأرقام وفيات قياسية على مدار أيام، اتجهت سلطات نيويورك مرة أخرى لدفن عدد من ضحايا كوفيد-19 بهارت آيلاند.
وعلى حسب عمدة نيويورك بيل دي بلازيو (Bill de Blasio)، اقتصرت عمليات الدفن هنالك على جثث ضحايا كوفيد-19 التي لم يتم التعرف على أصحابها.