قال وزير الدفاع الأمريكي روبيرت غيتس الثلاثاء 27 يناير/ كانون الثاني أن أكبر مشكلة عسكرية تواجه الولايات المتحدة في الوقت الراهن هي العملية الحربية في افغانستان.وأكد غيتس الذي تحدث أمام لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي قائلا"تنتظر أمريكا حرب طويلة وصعبة في هذا البلد، بغية التوصل قبل كل شيء الى القضاء على التطرف وبناء دولة تقف بوجه حركة طالبان الاسلامية والى المساعدة في انتخاب الحكومة".وأضاف غيتس أن "افغانستان مثل العراق، حيث لا يمكن تحقيق النصر فيهما باستخدام القوة العسكرية فقط".وأشار غيتس الى أنه لم يتسن حتى الآن تنسيق الافعال بين الولايات المتحدة وحليفاتها والشركاء في الجهود الرامية الى بناء افغانستان الديمقراطية.وكان الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما قد أكد مرارا أثناء حملته الانتخابية أن افغانستان وليس العراق هي الجبهة الرئيسية في محاربة الإرهاب العالمي. مقتل جنديين للناتوفي هذه الاثناء أعلنت القوات الدولية لدعم الامن في افغانستان"إيساف" يوم الثلاثاء 27 يناير/كانون الثاني مصرع اثنين من جنودها جنوبي أفغانستان. كما قتل 5 من عناصر طالبان ورجلا شرطة حسب مصادر استخباراتية رسمية. ولم تكشف القوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو" عن تفاصيل اضافية بشأن جنسية وكيفية مقتل الجنديين.يذكر أن جنوب افغانستان هو أحد أهم معاقل طالبان ويرابط فيه مايقرب من 22 ألف جندي أجنبي غالبيتهم من امريكا وكندا وبريطانيا والمانيا.من العراق الى افغانستانواعلن حلف الناتو ان الآلاف من الجنود الامريكيين الذين كان مقررا ارسالهم الى العراق قد تم نشرهم جنوب العاصمة الافغانية كابل.وقال الناتو ان نحو 3 الاف جندي من قوات اللواء الثالث الأمريكي يتمركزون الان في منطقتي ورداك ولوغار جنوبي كابل. وهم يشكلون جزءاً من اصل قوة قوامها 55 الف جندي، مما يعده المراقبون مؤشرا على تركيز الولايات المتحدة عملياتها العسكرية في افغانستان بدلا من العراق.محلل سياسي باكستاني: أفغانستان تشكل أكبر تحد للولايات المتحدةقال المحلل السياسي الباكستاني طارق محي الدين لقناة "روسيا اليوم" يوم 28 يناير/كانون الثاني أن نوايا الإدارة الأمريكية الجديدة لزيادة عدد قواتها في أفغانستان ليست جديدة، حيث كان المسؤولون الأمريكيون في عهد الرئيس جورج بوش يؤكدون أن أفغانستان تشكل أكبر تحد للولايات المتحدة.ويرى الخبير أن الاستراتيجية الأمريكية في منطقة افغانستان وباكستان لن تتغير مع مجيء إدارة باراك أوباما الى البيت الأبيض.وأعاد المحلل الى الأذهان أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أكد ان الإدارة الأمريكية الجديدة ستستهدف تنظيم "القاعدة" حتى في المناطق القبلية الباكستانية. وهذا يعني ان الولايات المتحدة ستكثف من غاراتها الجوية وهجماتها في هذه المنطقة، على الرغم من أن باكستان تعارض هذه الاستراتيجية بشدة.وأشار محي الدين الى احتمال وجود اتفاق خلف الكواليس بين واشنطن وإسلام آباد على تصفية عناصر طالبان في المنطقة القبلية، يمنح لأمريكا بموجبه الدور الأكبر في هذه المهمة، بينما يتابع الجانب الرسمي الباكستاني أسلوب التنديد بهذه الهجمات لتهدئة الشارع الباكستاني. وأضاف الخبير أن إسلام آباد تسعى الى إبعاد عناصر طالبان من أراضيها، مؤكدا وجود تنسيق على أرفع مستوى بين الجانبين من أجل تحقيق هذا الهدف المشترك.