قال تقرير صادر عن مركز صنعاء للدراسات ، اليوم الخميس، إن الأمم المتحدة تخلت عن مسؤوليتها الإنسانية في اليمن.
وذكر المركز في تقريره الشهري، إن أطراف الصراع في اليمن حولت طبيعة عمل وكالات الإغاثة الدولية إلى مؤسسات تساهم في إطالة أمد الحرب التي تدخل عامها السادس.
وأشار إلى أن السعودية والإمارات استغلتا كونهما أكبر المساهمين في جهود الإغاثة الإنسانية في اليمن، بالادعاء بإنقاذ أرواح اليمنيين، بينما تدمران اقتصاد البلاد وبنيته التحتية حسب قوله .
وفي الجانب الآخر، يقول التقرير بأن جماعة الحوثيين طوقت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بإحكام، وأمست جهود الإغاثة، التي بلغت كلفتها حوالي 4 مليار دولار أمريكي في العام 2019، مصدراً رئيسياً لدخل الجماعة.
قد يعجبك أيضا :
وأشار إلى أن الوكالات والمنظمات الدولية تنازلت عن مبادئها الموجهة لجهود العمل الإنساني، لمحاولة تأمين الوصول إلى المحتاجين بإرضاء سلطات الحوثيين، ما ساهم في نهاية المطاف بتوفير مصادر دخل للحوثيين.
ونقل التقرير عن عاملين في المجال الإنساني قولهم، إنه فور وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة الحوثيين، فإنهم يفرضون أوامرهم في كيفية تخزين ونقل هذه المعونات، وأين ومتى، وعلى من توزع.
قد يعجبك أيضا :
وأشاروا إلى أن الحوثيين يوظفون المساعدات في تجنيد مقاتلين وجني المال عبر بيعها في السوق، ويساعدهم في ذلك فساد موظفي الإغاثة.
وقال عامل إغاثة إن الحوثيين فضوا قيود على التأشيرات والسفر والمؤن للموظفين الدوليين، مضيفاً بأن موظفي الأمم المتحدة لم يتواجدوا على الأرض لمراقبة عمليات التوزيع والتدقيق في الاحتياجات.
ووفق تقرير مركز صنعاء فإن محاولات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية لتلقي المساعدات ومراقبة توزيعها وجمع البيانات الأساسية لتقييم احتياجات السكان أصبحت مستحيلة تقريباً.
وأوضح بأن عجز الأمم المتحدة في إقناع الحوثيين بعدم التدخل، دفع المانحون ومنهم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالتهديد علناً بسحب التمويل، وفي حال جرى ذلك فإنه سيضغط بشكل كبير على قيمة العملة المحلية، إذ تعد المساعدات الخارجية مصدراً رئيسياً للعملات الأجنبية في البلاد.
وطبقاً للتقرير فإن أرقام الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية حول عدد الأفراد الذين يواجهون خطر المجاعة، أو يعانون من انعدام الأمن الغذائي، قد تم تضخيمها في بعض المناطق بهدف حشد المزيد من الموارد.
ويقول "لا يوجد بيانات حاسمة لتأكيد صحة الادعاء الشائع بأن اليمن يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، ولكن عوضاً عن ذلك قد يكون ما نشهده هو بالفعل أسوأ استجابة لأزمة إنسانية في العالم".