تحاشى مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط توضيح موقف اللجنة من وجود حماس في حكومة وحدة وطنية، فيما يستعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة إرسال سفينة حربية للمشاركة في منع تهريب السلاح إلى غزة.فقد تجنب مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط توني بلير الإجابة على سؤال بخصوص استعداد اللجنة -التي تضم كلا من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة- للتعامل مع حكومة وحدة وطنية تضم حركة حماس.وقال بلير في مؤتمر صحفي عقده في رام الله الأحد عقب لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض إنه يتحتم على أي حكومة وحدة وطنية أن تعمل على تحقيق قيام دولة فلسطينية مستقلة، انطلاقا من وحدة الموقف واستمراره، في إشارة إلى ضرورة الاعتراف بإسرائيل وقبول حل قيام الدولتين أو ما يعرف باسم خارطة الطريق.وأضاف بلير أن أي حكومة –حتى لو كانت حكومة وحدة وطنية- لا بد أن تتفق على تحقيق هذه الأهداف المرجوة دوليا، وإلا فإن "الأمور ستعود إلى المربع الأول".وكان بلير بحث مع فياض في رام الله سبل تثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة وآلية صرف المساعدات الدولية للقطاع، وهو نفس الموضوع الذي يبحثه في وقت لاحق اليوم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع نظرائهم من مصر والأردن وتركيا والسلطة الفلسطينية.أبو الغيط سيعرض تفاصيل المبادرة المصرية على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي (الفرنسية-أرشيف)الاتحاد الأوروبيومن جانبه قال الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية إن الوزير أحمد أبو الغيط سيعرض أمام وزراء الاتحاد الأوروبي تفاصيل المبادرة المصرية بشأن تثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر وكيفية العمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية، لافتا إلى أن الاجتماع سيترافق مع وجود فصائل فلسطينية في القاهرة لبحث إمكانية التوصل إلى تهدئة وحل الخلاف الداخلي وفتح المعابر وتأمين الحدود.يشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبي سبق أن أبدت استعدادها لاستئناف مراقبة معبر رفح الحدودي استنادا إلى اتفاق 2005، وللمشاركة في مراقبة معابر حدودية أخرى مع قطاع غزة، مع التمسك بفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية.وذكر دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أن مصر مازالت ترفض نشر مراقبين دوليين على أراضيها على امتداد حدودها مع قطاع غزة، فيما يدرس الاتحاد الأوروبي المشاركة في فرض رقابة بحرية لمنع تهريب السلاح عن طريق البحر لحركة حماس والفصائل الفلسطينية المختلفة."اقرأ أيضا: الرباعية وعقدة الاعتراف"قوة أميركيةوفي هذا الإطار كشفت جريدة "صاندي تايمز البريطانية" في عددها الصادر الأحد نقلا عن مصادر دبلوماسية أميركية أن وزارة الدفاع (البنتاغون) أصدرت أوامرها للقوة البحرية الخاصة المشتركة 151 للمشاركة في الجهود الرامية لمنع تهريب السلاح إلى قطاع غزة، وذلك في إطار مذكرة التفاهم التي وقعتها وزيرتا خارجية الولايات المتحدة وإسرائيل في السابع عشر من الشهر الجاري.وأضافت الصحيفة أن الأوامر الصادرة للقوة الخاصة -التي تشارك في جهود مكافحة القرصنة البحرية في خليج عدن- تركزت على تعقب وتتبع شحنات السلاح الإيرانية إلى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) سلم حكومته وثيقة تؤكد أن الحرس الثوري الإيراني يعد لبرنامج ضخم ومتطور لإعادة تسليح حماس.ووفقا للوثيقة الإسرائيلية، يحاول الإيرانيون تهريب الذخيرة من ميناء بندر عباس الذي تتم فيه عمليات تحميل شحنات الأسلحة على متن سفن تجارية، فضلا عن أن إرسال مدمرتين إيرانيتين للمساهمة في جهود مكافحة القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية له علاقة مباشرة بشحنات الأسلحة.