قصة درامية حقيقية، وقعت في مصر، تفاصيلها تشبه قصص الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية التي تتسم بالغموض والإثارة، وتُحل ألغازها في مشهد النهاية... بطل القصة هو طفل مصري يبلغ من العمر 9 سنوات، كشف ملابسات حادث مقتل أمه الذي حير الأجهزة الأمنية المصرية لعدة ساعات، بعدما قدم ما يثبت قتل والده لوالدته، إذ استطاع تصوير عملية القتل بكاميرا الهاتف المحمول، وهو الدليل الذي واجهت به سلطات التحقيق المتهم أمس قبل اعترافه بارتكاب الجريمة.
وعثرت الأجهزة الأمنية بمحافظة الدقهلية (دلتا مصر) على جثة سيدة مقتولة داخل مسكنها في قرية تابعة لمركز طلخا، بعد ورود بلاغ من شخص يفيد بوفاة شقيقته «عبير» داخل منزلها، وفق ما نقلته صحف مصرية أمس.
وأثبتت المعاينة الأولية وجود كدمات زرقاء في الوجه والرقبة، ونزيف في الأنف، وبدأ فريق البحث بفحص الأبواب والنوافذ، والتي تبين سلامتها، وعدم وجود أي محاولات لدخول المنزل عن طريق العنف من الخارج.
وبعد تشكيل فريق بحثي لكشف غموض الواقعة، تم اتهام الزوج بمسؤوليته عن الحادث، لكنه أنكر في البداية، حتى حدث ما لم يتوقعه هو، أو يفكر فيه فريق المباحث، إذ فاجأ ابنه الجميع، وقدم مقطع فيديو صوره بهاتفه المحمول يوثق لحظة وقوع الجريمة.
ويظهر في المقطع لحظة خنق الأب المتهم لزوجته باستخدام «إيشارب»، مما دفع المتهم للاعتراف بالجريمة عقب مواجهته بالدليل الجديد، بحسب وسائل إعلام محلية أمس.
وقررت النيابة العامة، تحريز الهاتف المحمول الخاص بالطفل وحبس الزوج 4 أيام على ذمة التحقيقات.
واعتاد المصريون في الآونة الأخيرة متابعة جرائم قتل أسرية بشعة، مما دفع خبراء علم الاجتماع والطب النفسي إلى مطالبة الحكومة المصرية بالاهتمام بالدراسات والبحوث الاجتماعية، التي تصدرها المؤسسات العلمية والبحثية، والجامعات المصرية، للحد من تلك الحوادث.
وهزت جريمة ذبح طبيب مصري أطفاله الثلاثة وزوجته بمدينة كفر الشيخ (شمالي القاهرة بنحو 150 كيلومتراً)، في نهاية عام 2018. الرأي العام في مصر، كما سبقتها جرائم كثيرة في العام ذاته، أبرزها «قضية الشروق»، التي وقعت في بداية شهر سبتمبر (أيلول)؛ حيث قتل تاجر زوجته وأبناءه الأربعة طعناً بالسكين، في مدينة الشروق (شرقي القاهرة).