وقال الدريني لـ"العربية.نت": "أعرف ابنه الشاعر الشاب عبدالرحمن يوسف جيدا، فهو شاب مهذب، فنان جيتار، لم يعتنق المذهب الشيعي إطلاقا، لا زال مسلماً سنياً وعلى علاقة ممتازة بوالده تقوم على الطاعة والحب".وحاولت "العربية نت" الاتصال بالشاعر عبدالرحمن يوسف، إلا أن مدير أعماله رفض احالة المكالمة إليه، وطلب ارسال أي أسئلة عبر البريد الالكتروني. كما أنكر معرفته بأن والد الشاعر الذي يعمل موظفا عنده هو العلامة القرضاوي.وكانت مواقع على الانترنت نسبت لرجل الدين اللبناني الشيخ علي الكوراني، إعلانه في لقاء مع قناة أهل البيت الفضائية، عن سبب غضب الفقيه السني الكبير القرضاوي من ما اعتبره "تبشيراً شيعيا" في الدول التي يغلب عليها مذهب أهل السنة، وهو تشيع ابنه عبدالرحمن القرضاوي.كما نسبت تلك المواقع للشيخ ماهر حمود، إمام مسجد القدس في لبنان والذي وصفته بأنه من كبار العلماء اللبنانيين، تأكيدا لصحة الخبر، مشيرة إلى ما ذكرته صحيفة البلد اللبنانية بأن "علة غضب القرضاوي هو تشيع أحد المقربين له" دون أن تذكر هويته. أنا أكثر دراية بنجل القرضاويوقال محمد الدريني تعليقا على ذلك: لو كان عبدالرحمن تشيع، لعلمت ذلك قبل تلك المصادر، لكن الحقيقة أنه لا زال سنيا على مذهبه. واستطرد "ربما تكون أشعاره المتعاطفة مع حزب الله اللبناني وزعيمه السيد حسن نصرالله، وراء هذا الربط، لكن كثيرا من المصريين خصوصا المثقفين ومن عامة الشعب لديهم هذا التعاطف، فهل معنى ذلك أنهم تشيعوا أيضا".وأرجع الدريني هذا الربط بين تصريحات القرضاوي و ابنه عبدالرحمن، بأنه "نوع من الرد أو الدفاع من الشيعة وبعض شيوخهم"، خاصة أنهم فوجئوا بتصريحاته، لكونه من كبار علماء السنة الداعين للتقريب، ويرتبط بحوار مستمر مع كبار المراجع الشيعية.ويستدرك بقوله: لكنه ربط متعسف لا يقوم على حقيقة، فما ذنب ابنه الشاب المتيم بالغيتار والشعر بخلافات دينية مذهبية لا يعرف عنها شيئا، ولا تستولى على اهتماماته. لا تشيع في مصروفي الوقت نفسه، نفى الدريني وجود أية مظاهر علنية للتشيع في مصر، وهو شخصيا لا يصدق أن هناك مدا شيعيا أو تغيير مذهب طرأ على الناس "ربما يكون الشيخ القرضاوي استمد معلوماته من بعض الأشخاص، لكنني أطلب منه أن يقدم 5 أشخاص فقط تشيعوا خلال الفترة الأخيرة، وأنا متأكد أنه لن يجد".وعن المظاهر التي يقصدها قال "إنها قد تكون ندوات أو مؤتمرات أو صحف أو حسينيات أو مجالس عزاء وكل ذلك غير موجود على الاطلاق في مصر، إلا إذا اعتبر الملايين التي تتردد سنويا على مولد الإمام الحسين مظهرا شيعيا وهو ليس كذلك بالطبع".وتساءل رئيس المجلس الأعلى لآل البيت في مصر: "من أين للقرضاوي المعلومات عن مد شيعي، إلا إذا كان يملك استختبارات خاصة به تنتزع ما في الأعماق، فأي شخص يمكن أن يتشيع في مصر لا يستطيع أن يكشف عن ذلك، خاصة أنه قبل سنوات كتب بعض الشيعة شهادات استتابة تحت الضغط الأمني موجهة لوزارة الأوقاف، يؤكدون خلالها عودتهم إلى المذهب السني".وبشأنه شخصيا قال الدريني: "أنا من محبي آل بيت رسول الله أبا عن جد، كوني من الأشراف". وأضاف: "ليس هناك تحول مذهبي عند الشعب المصري، وإنما حب موروث لآل البيت منعكس في زياراتهم لـ "أضرحة" الحسين والسيدة زينب وغيرهما، وهذا لا يسمى تشيعا إلا إذا ترجم هذا السلوك إلى ايديولوجية حسينية بالمفهوم الشيعي المتعارف عليه وهذا ليس موجودا إلا في الكوادر الشيعية الممنهجة ذاتيا وليست مؤسسيا". مصادر قطريةمن جهتها نقلت صحيفة "العرب" القطرية عن "مصدر موثوق"، نفيه لما أشيع عن تشيع عبد الرحمن، نجل القرضاوي. وأكدت الصحيفة في عددها الثلاثاء 7-10- 2008، في تقرير كتبه الزميل محمد صبره أن تلك المزاعم إشاعة كاذبة جملة وتفصيلا.وقال المصدر، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، إن الإشاعة تثير الاستغراب والدهشة، لأنها لا تستند إلى دليل، وتخالف ما هو معروف عن فكر وسلوك ومعتقد عبد الرحمن القرضاوي. كما شكك في صحة كلام الشيخ الكوراني، مؤكدا "أنه لا يجب أن يؤخذ على محمل الجد"، مستدلاً بأن العالم الشيعي سبق أن ذكر أن الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا تنتمي إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. وحسب الصحيفة "لم يصدر عن العلامة القرضاوي أي تعليق على "كلام غير صحيح" بحسب مصادر قريبة من فضيلته، تاركا الأمر لابنه، معتبرا أنه المخول بالتعقيب على أمر يخصه".شاعر معارض للحكموانتشرت إشاعة تشيّع عبد الرحمن القرضاوي عقب البيان الذي أصدره والده في أواخر سبتمبر/حزيران الماضي، وحذر فيه من تنامي المد الشيعي في المجتمعات العربية السنية.وكان عبد الرحمن، وهو الابن الثالث للشيخ القرضاوي، قد شارك في المؤتمر الذي أقامه حزب الله اللبناني في مدينة قانا في 29 يوليو 2007، وتحدث فيه مع عدد من رموز المقاومة، ونشر بعدها ديوانا بعنوان "اكتب تاريخ المستقبل" يثني فيه على انتصار حزب الله، ويشيد بشخصية أمينه العام الشيخ حسن نصر الله. واشتهر عبد الرحمن كشاعر معارض للنظام الحاكم في مصر. وله قصيدة جريئة في هجاء الرئيس المصري بعنوان "الهاتك بأمر الله". وهو من مواليد 18 من سبتمبر 1970، ويحمل شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة بجامعة قطر.وحاز على رسالة الماجستير في مقاصد الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة. وشارك في العديد من الندوات الثقافية في شتى أقطار الوطن العربي، ونشرت أشعاره الكثير من الصحف والمجلات في مصر والدول العربية.