على ورق أبيض علقته على باب محلها الصغير لصناعة "المسمن" قرب محطة بارباس، كتبت الحاجة محرزية بخط يدها "المسمنة ب 1,5 يورو والمهذبة (حلوى) ب1 يورو".
ومن حين إلى آخر ترفع صوتها لمساعدتها تطالبها بالمزيد من العجين فإقبال الزبائن زاد بشكل كبير على محلها مع اقتراب موعد الإفطار الذي حددته إمساكيات باريس في يومه الثاني بالساعة الثامنة وخمسة وثلاثين دقيقة بتوقيت العاصمة الفرنسية.
ويعتبر خبز المسمن الجزائري أحد المأكولات الشعبية الشهيرة في الجزائر و التي جلبها المهاجرون إلى فرنسا. ويتكون خبز المسمن من عجين رطب مخلوط بالماء والمدهون بالزيت قبل أن يوضع على المقلات في شكل مربعات وإذا تم حشو المسمن بالطماطم والبصل والبهارات فإنها تصبح في معجم الطبخ الجزائري "بالحشوة".
وعلى طوال الشارع الطويل الذي يحاذي محطة مترو أنفاق "محطة برباس بباريس والذي يعرف "بشارع لاشبيل" تتكدس المحال الصغيرة التي تصنع الخبز التقليدي مثل "المسمن" كما تصنع المرطبات المغاربية مثل " المخارق " و " الزلابيا " و " البقلاوة " التونسية .
و بالنظر الى وجود كثافة سكانية مهاجرة من اصل جزائري في منطقة بارباس فان العديد من المقاهي المتواجدة في المكان خلت تقريبا من زبائنها التقليديين في حين قام صاحب مقهى في شارع " كابلات " بوضع طاولة كبيرة في الواجهة الأمامية لمقهاه يبيع فوقها المرطبات والخبز التقليدي .
وأمام محل "وردة تونس" لبيع المرطبات و الحلويات التونسية يقول مختار " الزلابيا " و "المخارق" ضرورية في إفطار رمضان و أنا جئت من ضاحية " نوازي لروا " في الضواحي الشرقية من اجل المرطبات التونسية".
وفي الحقيقة فان الطابع الاستهلاكي لرمضان دفع العديد من الشركات الفرنسية الكبرى و الأسواق العامة مثل "كارفور" و"كازينو" و "اوشون" في المناطق ذات الكثافة السكانية المسلمة إلى تخصيص أجنحة كاملة لبيع منتجات يقبل عليها الصائمون مثل التمور القادمة من المغرب العربي والألبان والحلويات .
وفي الحقيقة لا يوازي الإقبال على السلع الرمضانية بالنسبة إلى مسلمي فرنسا إلا إقبال على الكتب الدينية فأصحاب المكتبات الإسلامية في منطقة "بالفيل" في الدائرة الحادية عشر من باريس يؤكدون أن بيع المصاحف بلغ ذروته.
ويقول علي المغوري صاحب إحدى المكتبات "إنه يبيع ما بين عشرة وخمسة عشر مصحف يوميا طوال الأيام الأخيرة التي سبقت شهر رمضان إلى الأيام الأولى منه". ويضيف "تحتل مصاحف الجيب مكانة كبيرة في المبيعات لأنه يسهل حملها في وسائل النقل".
وفي ترتيبها السنوي صنفت مجلة "ليفر ايبدو" الفرنسية المتخصصة في مبيعات الكتب القرآن كأحد الكتب التي لا يتوقف شرائها وترتفع وتيرة شرائها في المناسبات الإسلامية الكبرى كرمضان حيث يصل إلى المرتبة الثامنة من حيث حجم المبيعات في هذا الشهر.
بينما يبلغ المرتبة الثالثة والعشرين في بقية أيام السنة هذا وقد احتل كتاب الأربعين النووية المرتبة ال 32 في الترتيب العام لهذه السنة.
و تنتشر على أرصفة شوارع حي بالفيل وحي برباس العديد من الطاولات الصغيرة التي تبيع فضلا عن المصاحف كتب تعليم الصلاة و كتب أخرى تتحدث عن فضائل الصيام باللغة الفرنسية.
كما تجد السبحة و البخور وساعات الصلاة و السجاجيد مكانها في الطاولات المنتشرة والتي يحاول أصحابها إيجاد مكان لهم في سلة الصائمين.
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |