كشف مصدر أمني يمني رفيع, أمس, أن التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن مع عناصر خلية التجسس الإيرانية أثبتت تورط موظفين في السفارة السورية بصنعاء في هذه الخلية.
ونقلت صحيفة السياسة الكويتية عن المصدر الأمني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه قوله إن أحد السوريين ضمن تسعة من عناصر الخلية المعتقلين لدى واحد من أجهزة الأمن اليمنية "المخابرات", فيما آخرون معتقلون لدى أجهزة أمن أخرى.
وأوضحت الصحيفة أن موظفين في السفارة السورية تولوا خلال الفترة الماضية الترتيب لعقد اجتماعات في المركز الثقافي السوري بمنطقة حده بين عناصر الخلية وسياسيين وشباب يمنيين لاستقطابهم لحساب النظام الإيراني.
ولفت إلى أن الخلية تمكنت خلال فترة قصيرة من استقطاب نحو 50 أستاذا جامعيا وأكاديميا من محافظة تعز للعمل لصالح النظام الإيراني والترويج للتشييع وللسياسة الإيرانية بشكل عام في المنطقة.
وفي سياق متصل قالت صحيفة «الشرق الأوسط» إن اليمن بصدد القيام بخطوات متشددة إزاء خلية التجسس الإيرانية التي أعلن عن إلقاء القبض عليها في البلاد الأربعاء الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول يمني رفيع قوله إن «الخلية التي تم ضبطها بواسطة أجهزة الأمن اليمنية كانت تعمل تحت غطاء تجاري، ولها وجود في كل من محافظتي تعز وعدن بالتنسيق مع الحوثيين في محافظة صعدة».
وأضاف المسؤول اليمن في اتصال هاتفي بالشرق الأوسط: «هناك محاولات للتنسيق بين الفصيل المسلح الذي يقوده قيادي في الحراك الجنوبي والحوثيين، وذلك لتجنيد الشباب وإرسالهم إلى بيروت حيث يتلقون تدريبات قتالية في معسكرات تتبع حزب الله اللبناني التي يشرف عليها مباشرة الحرس الثوري الإيراني، الذي كان رئيس الخلية المضبوطة ضابطا فيه».
وأكد أن «الموقف اليمني حازم وقوي إزاء هذه القضية، وقد تمثل هذا الموقف بحديث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وتوجيهه الخطاب للإيرانيين أن كفى».
وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن طبيعة الخطوات التي يمكن أن تتخذها اليمن إزاء تفاعل قضية خلية التجسس الإيرانية، قال المسؤول اليمني: «سنمضي في محاكمة أعضاء هذه الخلية، وسنشهر ما لدينا من معلومات للرأي العام المحلي والدولي ليدرك الشعب والإقليم ورعاة المبادرة الخليجية حجم التدخلات الإيرانية في شؤون بلدنا».
وأضاف: «إذا ما استمرت طهران في دورها الهادف إلى تقويض العملية السياسية في البلاد، فإن اليمن سيصعّد دبلوماسيا وندرس استدعاء سفيرنا في طهران».
وكان اليمن قد أعلن الأربعاء الماضي عن إلقاء القبض على عناصر خلية تجسس إيرانية، ذكرت وزارة الداخلية اليمنية أنها تعمل تحت قيادة ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني، الذي يعمل لتنسيق عمليات الحرس الثوري في اليمن والقرن الأفريقي. يذكر أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كان قد اتهم إيران بالتدخل في شؤون بلده، وطالبها بالكف عن التدخل في اليمن في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد.