أكدت مصادر يمنية مسؤولة أن توجهات تدرسها الحكومة تهدف إلى تصعيد سقف الإجراءات الاحتجاجية لمواجهة ما وصفتها ب “التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني”، تنفيذا لتوجيهات أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي هاجم أول أمس الاربعاء طهران بعنف، وطالبها بالكف عن التدخل في الشؤون اليمنية .
وأشارت المصادر الحكومية إلى أن صنعاء ستبادر خلال الأيام القليلة القادمة باستدعاء سفيرها في طهران للتشاور في حال لم تبد الحكومة الإيرانية تجاوباً يذكر مع طلب الرئيس هادي بوقف التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية .
وكشفت المصادر عن اعتزام الحكومة توجيه إشعارات وشيكة لعدد من الدبلوماسيين في السفارة الإيرانية بصنعاء تتضمن طلب مغادرتهم اليمن باعتبارهم غير مرغوب فيهم، وهي الصيغة الدبلوماسية المتداولة للتعبير عن اتهامات ضمنية بالقيام بأنشطة ذات طابع تجسسي .
وقالت المصادر إن “رسالة الرئيس هادي لإيران واضحة ولا تقبل اللبس أو التأويل، فإذا لم تبادر الحكومة الإيرانية إلى اتخاذ إجراءات عملية ملموسة من شأنها وقف تدخلاتها السافرة في اليمن، فإن ثمة إجراءات مضادة سيتم اتخاذها بشكل عاجل من قبل الحكومة، من قبيل استدعاء السفير في طهران، وطرد عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين المشتبه في تحركاتهم، باعتبارهم غير مرغوب في بقائهم في اليمن، وصولا إلى إجراءات تصعيدية اكبر من قبيل طرد السفير الإيراني نفسه من البلاد” .
ونوهت المصادر بأن الرئيس هادي وجه الحكومة بتصعيد الإجراءات الاحتجاجية لمواجهة ما وصفته ب “الصلف الإيراني”، مشيرة إلى أن صنعاء قررت وبشكل مبدئي رفض استقبال أي موفد من الحكومة الإيرانية إلى صنعاء وأنها ستمضي في إجراءات التصعيد في حال لم تمتثل الحكومة الإيرانية لطلب الرئيس هادي بوقف التدخل في اليمن .
وكان الرئيس هادي قد هدد في محاضرة ألقاها الاربعاء أمام طلاب الكلية الحربية باتخاذ إجراءات صارمة ضد التدخل الإيراني في شؤون بلاده، وقال إن الرد على التدخلات سيكون “قاسيا” . وأضاف: “نقول لهم من الكلية الحربية يا أشقاءنا في إيران ارفعوا أيديكم عن اليمن، فاليمن لن يكون ألعوبة بأيديكم وستدفعون الثمن غالياً إذا استمررتم في تصرفكم غير المسؤول، عندنا وثائق وأشخاص مضبوطون، وغرف عمليات، وسنفضحها أمام العالم” . وكانت صنعاء قد أعلنت الاربعاء عن ضبط شبكة تجسس إيرانية تعمل في اليمن منذ سبع سنوات ويقودها مسؤول سابق في الحرس الثوري الإيراني .