كشفت مصادر يمنية خاصة لـ"السياسة", أمس, أن خلية التجسس الإيرانية التي اعتقلتها السلطات, بدأت نشاطها في العام 2005 بالتنسيق مع الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض, مشيرة إلى أن طهران كانت تخطط لتجنيد 30 ألف شخص لإحداث فوضى وتفتيت البلاد وضرب مصالح يمنية وخليجية وعربية.
وذكرت المصادر أن الخلية المضبوطة تضم خلايا عدة, منتشرة في المحافظات ويقود كل واحدة منها قائد في "الحرس الثوري", ويزيد عدد أفرادها عن خمسين شخصا بينهم نساء, مضيفة أن أفراد الخلايا تم تجنيدهم من قبل النظام الإيراني بالتنسيق مع البيض, الذي يوجد خارج اليمن منذ تعرض حزبه "الاشتراكي" وقواته لهزيمة في الحرب الأهلية العام 1994 جنوب اليمن على يد القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وأشارت إلى أن الخلية تضم سياسيين بينهم نواب في البرلمان اليمني ورجال دين وإعلاميين وديبلوماسيين عرب وأجانب وعناصر انفصالية في جنوب اليمن وحوثيين في الشمال.
ولفتت إلى أن عناصر الخلية المضبوطة تلقت تدريبات مكثفة في لبنان على يد مدربين من "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" بالتنسيق مع مكتب البيض في بيروت والذي يتولى حراسته مقاتلون من "الحرس الثوري" و"حزب الله".
وأضافت أن التحقيقات كشفت مخططا خطيرا لطهران يتضمن تجنيد نحو 30 ألف شخص في جنوب اليمن مستغلة حاجتهم وفراغ الشباب والوضع الاقتصادي الذي يمر به اليمن, وذلك من أجل خلق ساحات احتجاجية رافضة للوحدة لجعل البلاد منطقة للفوضى وإقلاق الأمن فيها, وكذلك السيطرة على مضيق باب المندب وتعريض الملاحة الدولية للخطر إضافة إلى تحقيق أهداف سياسية وعسكرية ستراتيجية وضرب المصالح اليمنية والخليجية والأميركية والأوروبية في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن "طهران أنفقت وما تزال على مشروعها هذا مبالغ طائلة وكانت تدفع لكل شاب يمني يتم تجنيده في تلك الخلايا عند سفره إلى لبنان للتدرب على التجسس واستخدام السلاح والمتفجرات نحو خمسة آلاف دولار", مؤكدة أن السلطات اليمنية عندما اكتشفت المخطط الإيراني منعت حوالي 80 نائبا يمنيا من السفر إلى بيروت بعد أن تم الترتيب له من قبل السلطات الإيرانية.
وأكدت المصادر أن التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن بشأن خلايا التجسس الايرانية ستطال نوابا في البرلمان اليمني وشخصيات سياسية بارزة وديبلوماسيين أجانب بينهم موظفون كبار في السفارة الايرانية بصنعاء.