بنفس الأساليب والخطوات التي انتهجها حزب حسن نصر الله في جنوب لبنان، والتي انتهت بإقامة دولة طائفية خارجة عن سيطرة الدَّولة اللبنانية ومرتبطة بحكام طهران، إذ إن حاكم دويلة الجنوب حسن نصر الله هو ممثل ولي الفقيه الإيراني علي خامنئي.. بنفس هذه الأساليب والسعي إلى نفس النتيجة يسعى الحوثيون في شمال اليمن إلى إقامة دولة مرتبطة بإيران التي مدت تدخلاتها في الشؤون العربية إلى اليمن عبر التشيع الصفوي للحوثيين، وأصبح المدعو عبد الملك ممثلاً للفقيه في شمال اليمن، واتخذ من صعدة مقرًا لدويلته التي يتمدد مسلحوها إلى المحافظات المجاورة، حيث يسعون إلى السيطرة على حجة من أجل الوصول إلى ساحل البحر الأحمر، حيث يوجدون تواصلاً مع السفن الإيرانية التي تنقل السلاح والمدرّبين والمرشدين لتحويل شمال اليمن إلى جيب استنزاف لليمن ولكل الجزيرة العربية، وبالتحديد المملكة العربية السعودية.
الحوثيون استفادوا كثيرًا من فوضى الأوضاع في اليمن وأحكموا سيطرتهم تقريبًا على شمال اليمن وبالتحديد محافظة صعدة، حيث يؤكد الدكتور أبو بكر القربي وزير خارجية جمهورية اليمن، أن الحوثيين بمساعدة مباشرة من ملالي إيران الذين يوفرون لهم التدريب والأسلحة والمعدات والأموال، يقومون بمحاصرة القبائل اليمنية وثكنات القوات اليمنية المسلحة، وقاموا بطرد عدد كبير من المواطنين والأعيان من محافظة صعدة وما جاورها، ويفرضون على من تبقى شروطهم وفتاويهم الطائفية الإقصائية بغرض التشيع الصفوي، وهو ما أوجد فرزًا طائفيًا تقاومه القبائل اليمنية التي تظلّ عاجزة عن مواجهة المد الصفوي، كون الحوثيين يحصلون على دعم غير محدود من ملالي طهران.
وتتخوف الجهات الرسمية اليمنية من أن تتمكن عناصر الحرس الثوري الإيراني من إقامة جسر بحري مع المتمردين الحوثيين عبر السيطرة على سواحل محافظة حجة على البحر الأحمر، مما يوفر قناة يتم من خلالها إيصال الأسلحة والمدرّبين وحتى العناصر المسلحة التخريبية لتمكين الحوثيين والإيرانيين معًا من التمدد في اليمن وتحويل جنوب الجزيرة العربية على الحدود مع المملكة العربية السعودية إلى بؤرة اضطرابات.