الرئيسية / شؤون دولية / سوريا تنقل أسلحتها الكيماوية
سوريا تنقل أسلحتها الكيماوية

سوريا تنقل أسلحتها الكيماوية

14 يوليو 2012 12:05 مساء (يمن برس)
قال مسؤولون اسرائيليون وغربيون ان سوريا تنقل سرا فيما يبدو بعض الأسلحة الكيماوية من مواقع التخزين لكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه العملية هي مجرد إجراء أمني احتياطي وسط فوضى الصراع هناك أم انه اجراء أكثر من هذا.
 
ويرى بعض المحللين أن هذه الخطوة تخدم غرضا مزدوجا يتمثل في الحفاظ على الأسلحة من حركة التمرد الآخذة في التوسع وحرمان خصوم سوريا في الغرب من أي ذريعة للتدخل بهدف تأمين المواد الخطرة.
 
وتنفي الحكومة السورية تنفيذ هذه العملية التي وردت اول تقارير بشانها في صحيفة وول ستريت جورنال لكن لا توجد معلومات حاسمة بشأن المواد التي تشملها هذه العملية. وتشير تقارير الى ان مخزون سوريا غير المعلن يشمل غاز الاعصاب (السارين) وغاز الخردل والسيانيد.
 
لكن التقارير تسهم في اعطاء انطباع بتداعي سيطرة الحكومة على أجزاء من سوريا وتزيد على الارجح القلق الدولي بشأن ما يعتقد أنه أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في الشرق الأوسط.
 
وقال مسؤول اسرائيلي ان هذه التحركات تعكس مع ذلك محاولة من جانب الرئيس بشار الأسد لاتخاذ "ترتيبات لضمان عدم وقوع الأسلحة في أيد غير مسؤولة".
 
وأضاف "هذا من شأنه أن يدعم الاعتقاد بأن هذا الأمر يتم التعامل معه بطريقة مسؤولة حتى الان".
 
وفي واشنطن أكد مسؤول في الأمن القومي ان الحكومة الامريكية تلقت تقارير بشان عمليات نقل للأسلحة الكيماوية لكنها غير متأكدة من الأسباب.
 
وقال مسؤول امريكي ثان ان عمليات النقل التي وردت تقارير بشانها "جديدة نسبيا" لكنها ليست بالضرورة مخيفة للغاية.
 
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) جورج ليتل ان البنتاجون يعتقد ان الأسد ما زال يسيطر على الأسلحة الكيماوية لكن الولايات المتحدة وشركاءها يراقبون عن كثب.

وأضاف "سنحذرهم بالطبع (السوريين) بقوة من أي نية لاستخدام تلك المخزونات. سيكون ذلك تجاوزا لخط أحمر خطير".
 
وقالت دينا اصفندياري محللة الأبحاث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن "لا يمكننا أن نفترض سوء النية".
 
وأضافت إن غاز الخردل يمكن أن يستخدم ضد "أهداف تكتيكية" مثل قوات متقدمة. وقالت "هذا هو السبب في ان نقلها يبدو امرا مثيرا للريبة لأنه يبدو وكأنه يتحرك لاستخدامها حتى وإن كان ينقلها إلى مواقع أكثر أمنا."
 
وتعتقد الدول الغربية أن دمشق لديها أكبر مخزون في العالم من الأسلحة الكيماوية غير المعلنة بما في ذلك غاز الخردل وغاز الأعصاب القاتل (في.إكس). ويمكن لهذه الترسانة أن تمنح الأسد وسيلة لاستعراض القوة محليا وفي المنطقة وتحقيق التوازن مع الأسلحة النووية الإسرائيلية غير المعلنة.
 
وفي لندن قالت وزارة الخارجية البريطانية ان سوريا بلد "مثير للقلق" ولها سجل حافل من برامج الأسلحة السرية.
 
ومن وجهة نظر إسرائيل فان أكبر "خط أحمر" يتمثل في نقل أسلحة من هذا القبيل إلى جماعة حزب الله الشيعية عدوها اللدود في لبنان.
 
ويقول مسؤولون اسرائيليون ان تسرب تلك الأسلحة على المستوى المحلي داخل سوريا أقل إثارة للقلق لان مثل هذه الأسلحة ليس من السهل ان تعمل في ظل عدم وجود بنية تحتية عسكرية.
 
لكن محللين يقولون ان دمشق تشعر بالقلق من أن مجرد ظهور أنها لا تتمتع بالسيطرة بنسبة مئة في المئة على هذه المواد يمكن أن يؤدي لعمل عسكري من قبل الغرب لتأمين هذه المواقع ومنع وقوعها في ايدي متشددين اسلاميين.
 
وقال شاشانك جوشي من المعهد الملكي للخدمات المتحدة وهو مركز متخصص في الابحاث العسكرية "ربما لا تكون المواد المذكورة محمية بشكل كاف أو أنها قريبة من المناطق المضطربة".

شارك الخبر