الرئيسية / ثقافة وفن / أصدقاء خردة .. كل الناس مشاريع أصدقاء إلا أصدقائي
أصدقاء خردة .. كل الناس مشاريع أصدقاء إلا أصدقائي

أصدقاء خردة .. كل الناس مشاريع أصدقاء إلا أصدقائي

08 سبتمبر 2007 08:44 مساء (يمن برس)
أصدقاء .. خردة "كل الناس مشاريع أصدقاء .. إلا أصدقائي" أصدقائي مشاريع عداوات مؤجلة لحين اكتمال المعرفة وفي هذا المقطع الموسيقي الحزين يؤسفني ان انعي أصدقائي الذين أعرضهم عليكم أعزائي "مشاريع الأصدقاء" للتخلص من مشاريع الأعداء دون مقابل . فقط خلصوني من أصدقائي ولكم فائق الشكر وحتى لا تأخذوا أصدقائي دون علم بما في الجرة فها أنا أعرضهم عليكم بكل عيوبهم كمتورط في سوق نخاسة أمين جدا .. وخسران . أول أصدقائي الذين أرغب في التخلص منهم صديقي الرائع جدا .. الرائع جدا يكذب علي كثيرا وكل كذبه مبرر بأنه خجول! كم هو مكلف أن يكون لديك صديق خجول كصديقي .. خاصة إذا كنتما شركاء في مشروع يوشك حياؤه على صنع مراحل تعثره الأخيرة . يتغير توجهه السياسي تبعا للرياح التي تجلبها محادثات المسنجر ويريدني دوما أن اتفهم توجهه السياسي باعتبار كل تغيراته ليست سوى نوع من الاستقلالية .. الاستقلالية عن الرأي الشخصي ربما ..كم هو مقلق أن تعتمد على بوصلة جوار كتلة حديد ترقص. صديق آخر مشاريعه كثيرة وعلاقاته عالية جدا وأصدقاؤه من الصف الأول فقط وكل مرة يلقاك فيها يعيد على مسمعك شريط مشاريع طويل وممل ومقرف وكاذب بامتياز .. أتنحنح حين يفرط في الاسترسال في كذبة ما أثبت له أنا من قبل أنها كذلك فيتذكر جيدا ويعدل عنها إلى كذبة جديدة بانتظام كما لو كان يقرأ من كتاب .. كوكتيل من القصص والتوقعات والايحاءات يخلطها في كل مرة يقابل فيها وجها جديدا لتخرج من اول مقابلة بغبطة شديدة لنفسك .. لا تستمر إلى اللقاء الثالث يتذكر أشياء كثيرة حتى لون السيارة التي استأجرها يوما عام كذا وكذا ومن قوة ذاكرته يتذكر أحداثا حدثت في الأسبوع الأول من ولادته يهتم بالثقافة وينظر للحراك السياسي ويتذكر أحداث الثمانينات جيدا على اعتبار أنه كان من صفوة المثقفين .. ويتذكر أنه كان يدعى لحضور ديوانيات بعض الأمراء لإثرائها ..رغم كل ذلك يخطئ في أبسط قواعد الإملاء .. ملاحظة : هذا الصديق خطير جدا لديه مشروع متعثر بسبب سلوكه السيئ وبمجرد أن يعرف اسمك يعتبرك من تلاميذه ثم يقدمك لمن يعرفك من الناس على هذا الأساس .. هذا حين تكون غائبا طبعا . صديق آخر صوته رقيق وملامحه هلامية .. يكذب بلا فرامل وبلا احتياطات يستخدم الجوال في محادثات عاطفية حتى وإن كان بلا بطارية ..تأمن معه النساء على أنفسهن فيخالهن للبيع .. تتصل به زميلات مرتبطات بشكل أو بآخر للاطمئنان على صحته فيقضي بقية الليل في المفاضلة بين المطمئنات على صحته .. ولهذا تسوء صحته كثيرا هذه الأيام .. حين تغيب عنه تكثر الأحداث وتصبح حياته ممتلئة تماما وحين تكون بجانبه ينام إلى الظهر ثم يقضي يوما عاديا ويسهر إلى الفجر ويصحو في الظهر الثاني ليحدثك عن ما حدث بالأمس ومن اتصل به (وهو يستخدم جوالك أصلا) ومن طلب منه ومن عرضت عليه ومن حجز له موعدا .. ذاكرته ضعيفة ولذلك ينسى أنه كان بجوارك طيلة اليوم الماضي .. يشاركك تسكعك لأسبوع كامل وعندما تغيب عنه ثلاث ساعات في آخر الأسبوع يقنعك بأنه كان في المستشفى يعيش على المغذيات .. كم هو تعيس . صديق آخر عرفته من مناكفات المنتديات السياسية وقبل أن أقابله مات رحمه الله حزنت عليه كثيرا لكنه الآن عاد من مثواه الأخير إلى المنتديات مرة أخرى ليعبر لنا عن التطور الكبير الذي نال قطاع المقابر وليؤكد على اهتمام الحكومة بالإخوة الموتى وتوفير كل وسائل الراحة لهم حتى الأنترنت .. ولذلك فالمرحوم يشيد بالحكومة كثيرا دون خوف من ملائكة العذاب وهو أحد أدلتي على عدم وجود عذاب في القبر .. إذ لو كان في القبر حتى (شوية برد) لانشغل عنا بما يدفئه في الدار الآخرة . صديق آخر يقسم بصلعتي المقدسة على حب إحداهن وينهي ليلته باتصال حار لأخرى .. أجمل ما فيه أن حبه الجديد أقنعه بوجود الله فوجد نفسه يدين بأحد المذاهب الإسلامية قبل أن يقتنع تماما بالإسلام (كما كان يقول لي ذات كفر) أصبح ممن لايؤخرون صلاة الفجر عن العاشرة صباحا .. وصلاة الفجر تكفي لمؤمن جديد يسعى ليكون من دعاة الوسطية . صديق آخر كان نقيا جدا أو يبدوا كذلك .. عندما كان عاطلا عن العمل فلما تعلق بحبل لم يستوثق منه بعد اختلط نقاؤه بأوساخ الحياة ورغم أنه إلى الآن موظف في منشأة أهلية إلا أنه يتعامل مع أصدقاء الأمس شركاء الورطة الوجودية متقمصا ثوب الرأسمالي الناجح الذي تزعجه طلبات الفاشلين من زملاء الدراسة والتعاسة الذين يخيل إليه أن سيطالبونه بما استدان منهم من سندوتشات أيام زمان .. خسر الأغبياء الذين كانوا يحبونه ويقاسمونه أدق تفاصيل حياتهم ويؤثرونه على أخص احتياجاتهم .. وكسب بدلة من ماركة غير محترمة .. وجوال لم يعمر طويلا . صديق آخر كلما وجدني سألني عن اليهود وأخبارهم وأحوالهم والتغيرات المناخية عندهم والجديد في أوساطهم الاجتماعية حتى أصبحت أشك في أحدنا على الأقل . . يمكنه أن يضيع منك ساعات في أيام عطلته في مالايخصكما .. فإذا عرجت على موضوع يخص أيا منكما تحول عنك إلى غيرك . صديق آخر يلح في نشر مقالاته الركيكة واللاموضوعية ..وفوق هذا يشترط علي الإشارة إلى مصدر آخر .. مصدر غير مشرف . إيه .. كدت أن أنسى صديقا نسيته منذ زمن .. وعاد إلى حياتي فجأة؛ يقحمني في مشكلاته الصغيرة والكبيرة .. ولايقتحم معي مشاكلي التي يعرف منها اليسير . طريقته في الشرح سينمائية مليئة بالمؤثرات ومقنعة جدا بالنسبة لمستمع جيد مثلي ..ضرائب صداقته باهظة تقتطعها من راحة بالك وهدوء نفسك والمكسب الوحيد أن تجد منه مادة ثرية لكتابة حياة قلقة .. هذا بالذات غير ضار أبدا وأحبه كثيرا وأرغب في التخلص منه بسرعة .
شارك الخبر