الرئيسية / من هنا وهناك / مباراة كرة قدم تتسبب بموت سحر حرقًا .. قصة فتاة زرقاء أشعلت العالم
مباراة كرة قدم تتسبب بموت سحر حرقًا .. قصة فتاة زرقاء أشعلت العالم

مباراة كرة قدم تتسبب بموت سحر حرقًا .. قصة فتاة زرقاء أشعلت العالم

12 سبتمبر 2019 07:00 مساء (يمن برس)

لماذا يتطلب الأمر مأساة بالنسبة للعالم ولعالم كرة القدم لشد الأنظار والانتباه إلى أن هناك مشكلة ما يجب التعامل معها بشكل سريع، ولنا في الشابة الإيرانية الضحية للنظام الإيراني والمسماة بـ"الفتاة الزرقاء" مثال واضح على ذلك، بحسب ما ذكر تقرير لشبكة دي دبليو.

لكن من هي الفتاة الزرقاء "سحر خداياري" التي قضت نحبها في سبيل وقف القمع، وإن بطريقة بشعة.

لم تكن سحر أو الفتاة الزرقاء، بنت الـ30 عامًا، تنتمي لحزبٍ سياسي أو ممن اعتدن المشاركة في المظاهرات خلال الاحتجاجات الإيرانية التي نشبت في البلاد خلال السنوات العشر الماضية، كانت تعيش كأي فتاة إيرانية ببساطة، لكن شغفها الحقيقي كان في كرة القدم، وهو ما كلفها حياتها في ظل وجود نظام قمعي يحكم طهران.

وفي الإجابة عن سؤال كيف اشتعلت القصة، فقد كانت البداية من عند السلطة التي رأت أنه ليس من حق فتاة أن تحضر مبارة كرة قدم حتى ولو كانت محتشمة وفي حجابٍ كامل، لأن اختلاط الجنسين سبب للمشكلات.

وأردات سحر خداياري حضور مبارة كرة قدم، فقبض عليها بتهمة حضور مبارة كرة قدم، وماتت ولقبها الذي عرفه بها العالم باسم الفتاة الزرقاء.

ولقبت سحر بـ"الفتاة الزرقاء"، بعدما حرقت نفسها أمام محكمة بعدما حكم عليها بالحبس لفترة 6 أشهر، لأنها حاولت الدخول إلى ملعب في طهران متنكرة بزي رجل.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية في حينه أن الفتاة أقدمت على سكب البنزبن على جسدها أمام محكمة في طهران، وأشعلت النار بنفسها، لتنقل سريعا إلى المستشفى حيث فارقت الحياة بعد أيام قليلة.

في حين نقلت عن عائلتها أنها كانت تعاني في الأساس من مشاكل نفسية.

إلى ذلك، نشرت الناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد، صورا جديدة للفتاة، قالت إنها حصلت عليها من إحدى صديقاتها.

وأضافت أن ضغوطًا تمارس على العائلة لمنعها من التحدث إلى الإعلام بحرية.

وأمام هذا، دخل الاتحاد الدولي لكرة القدم على خط قضية "فتاة إيران الزرقاء" وتوفيت قبل يومين احتجاجًا على منعها من دخول ملاعب كرة القدم المحظورة على النساء في إيران.

فقد أعلن "فيفا"، أنه سيرسل وفدا رسميا إلى إيران قريبًا، من أجل النظر بإمكانية السماح للنساء بالدخول إلى ملاعب كرة القدم لمتابعة المباريات.

وأفاد الاتحاد الدولي أن "وفدا من أعضائه سيتواجد قريبا في إيران لتسريع الاستعدادات للسماح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم لحضور المباريات المقبلة ضمن تصفيات كأس العالم 2022 في أكتوبر المقبل".

لكن الاتحاد لم يفصح عن موعد الزيارة، غير أن إيران التي شاركت في مونديال روسيا 2018، ستستضيف على أرضها منتخب كمبوديا، المصنف 107 عالميًا، في 10 أكتوبر ضمن إطار التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى مونديال 2022 وكأس آسيا 2023 في الصين.

وبحسب المصدر ذاته، سيلتقي الوفد مع مسؤولين في الاتحاد الإيراني لكرة القدم، رافضا تأكيد محادثات محتملة مع السلطات الإيرانية من عدمه.

يذكر أنه يحظر على النساء في إيران منذ ثورة 1979 دخول الملاعب، ويبرر رجال الدين الحظر بحمايتهن من "الأجواء الذكورية" ومن "رؤية رجال متخففين من بعض لباسهم".

واعتقلت السلطات العام الماضي سحر خداياري (30 عاما) عندما حاولت الدخول إلى ملعب مرتدية زي رجل لمشاهدة فريقها المفضل "الاستقلال"، بحسب ما نقلت مؤسسة فارزيش 3 للأخبار الرياضية عن شقيقتها.

قالت الصحيفة إن المرأة التي يطلق عليها اسم "الفتاة الزرقاء" بسبب ألوان فريق الاستقلال، أشعلت النار في جسدها خارج المحكمة الأسبوع الماضي بعدما سمعت أحدهم يقول إنه سيتم سجنها لمدة ستة أشهر، لكن موقع ميزان أونلاين القضائي قال إنه لم يصدر أي حكم بحق المرأة، لأن محاكمتها لم تجر، كما أن القاضي في عطلة.

وأثارت وفاة خداياري غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي. ودعا كثيرون الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى منع إيران من المشاركة في المسابقات الدولية، كما دعوا المشجعين إلى مقاطعة المباريات.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد قيل إنها لخضير وهي في المستشفى مغطاة بطبقة كثيفة من الضمادات.

كما دعا لاعب كرة القدم الإيراني الشهير علي كريمي متابعيه على إنستجرام وعددهم 4,5 مليون إلى مقاطعة الملاعب حتى إشعار آخر.

وكتب إلى جانب صورة للمرأة "النساء في بلادنا أفضل من الرجال"، فيما عبر نادي "الاستقلال" عن حزنه لوفاتها.
شارك الخبر