الرئيسية / شؤون محلية / أمير القاعدة بأبين جلال بلعيدي : نصرف 400 مليون ريال شهريا
أمير القاعدة بأبين جلال بلعيدي : نصرف 400 مليون ريال شهريا

أمير القاعدة بأبين جلال بلعيدي : نصرف 400 مليون ريال شهريا

14 يونيو 2012 04:08 مساء (يمن برس)

نقل الصحفي عبدالرزاق الجمل عن أمير القاعدة بمحافظة أبين جلال بلعيدي المرقشي إنهم يصرفون قرابة 60 مليون ريال يمني كل شهر "في مدينة وقار".

وإن ما يصرفه التنظيم في أبين وخارجها يصل إلى 400 مليون ريال شهريا.

وأضاف الجمل بان بلعيدي قال بإنهم إن عادوا إلى الإستراتيجية القديمة سيخصصون هذه المبالغ لحربهم مع الحكومة، مؤكدا بإن ذلك سيُـحدث فارقا في الحرب القادمة يفوق أمر السيطرة على الأرض أو خسارتها.

وفيما يلي نص ما كتب الصحفي عبدالرزاق الجمل :

قال لي أمير محافظة أبين جلال بلعيدي المرقشي خلال لقائي الأخير به إنهم يصرفون قرابة 60مليون ريال يمني كل شهر "في مدينة وقار". وإن ما يصرفه التنظيم في أبين وخارجها يصل إلى 400 مليون ريال شهريا. وإنهم سيخصصون هذه المبالغ لحربهم مع الحكومة إن عادوا إلى الإستراتيجية القديمة. وإن ذلك سيُـحدث فارقا في الحرب القادمة يفوق أمر السيطرة على الأرض أو خسارتها. وإن غدًا لناظره قريب.

كانت عبارة "الناطق الرسمي" مكتوبة على حزام سلاحه الشخصي في الزيارة السابقة. لكن في زيارتي هذه وجدته قد استبدلها بعبارة "النهر المتدفق". أو أنه استبدل سلاحه بآخر في حزامه هذه العبارة. والعبارة هي الاسم الذي اختاروه لعمليات ما بعد حرب المُهَـل بينهم وبين الحكومة مطلع هذا العام.

سيحتاج أنصار الشريعة بكل تأكيد إلى مصدر دخل كبير وثابت، وإلا فسيصلون إلى مرحلة حرجة اقتصاديا. فبالإضافة إلى ما تصرفه الجماعة على مقاتليها، هي أيضا تتحمل ما تحتاجه المدينة من خدمات ورواتب موظفين وغيرها. كانوا يدركون هذا جيدًا، وكان خيار العودة إلى الإستراتيجية السابقة ـ على ما يبدو ـ يحضر ليفصل في الأمر. لكن كان عليهم أن يفرضوا نموذجا مكتملا مادام أن مقوماته متوفرة، ولو لفترة زمنية وجيزة.

لذا فإنهم لا يقرؤون الانسحاب من جعار وزنجبار وغيرهما بالشكل الذي يقرؤه خصومهم وغير خصومهم، فالقتال مبدأ لازم، ويجب أن يكون. وعلى هذا الأساس يفرقون بين الخسارة والهزيمة، فأن تخسر أرضا أو بشرا أو عتادا لا يعني أنك انهزمت في المعركة. الهزيمة في التخلي عن المبدأ فقط. بالنسبة لهم. والقتال هنا مبدأ.

انطلقنا من جعار إلى زنجبار، وكان جلال بلعيدي هو من يسوق السيارة، وبرفقته ثلاثة أشخاص، مصور ومرافقان عاديان. وعند الوصول قال لي هذا هو المبنى الحكومي الذي تسيطر عليه الحكومة في الأسبوع خمس مرات، ثم أخذ يحدثني عن انحياز الإعلام وعدم مهنيته، خصوصا وأن الكذب الرسمي مكشوف جدا، لكنه قلل من أهمية ذلك، لأن ما يجري على الأرض هو الأهم، حتى لو لم يجر في وسائل الإعلام.

كنت محتارا بين إجراء الحوار التلفزيوني مع بلعيدي في مصنع سبعة أكتوبر بخنفر أو في المبنى الحكومي بزنجبار. ولدلالة ما اختار هو المبنى الحكومي بزنجبار. الحوار بثته كاملا قناة السعيدة مشكورة، وأتوقع أنها ستتعرض لنقد من جهات في الحكومة، فوزارة الدفاع في أحد بياناتها شكرت الإعلام الرسمي وكذا الإعلام الأهلي لأنه "انحاز" إلى جانب القضية الوطنية. ههههه حلوة "انحاز". رحم الله الحياد. عموما هذا عمل مهني يُحسب لهذه القناة بكل تأكيد.

كنت أحدث نفسي: حينما أعود إلى صنعاء ستكون الحكومة قد سيطرت مرة أخرى، أو أكثر من مرة، على المناطق التي سيطرت عليها لتوها، إن لم تكن تسيطر عليها وعلى غيرها في هذه اللحظة، وبكل تأكيد سأحتاج إلى أن أبقى في سفر دائم بين صنعاء وأبين، لأن وسائل الإعلام اليمنية يمكن أن تنشر خبر السيطرة على منطقة كانت قبل يوم واحد فقط قد نشرت خبرا آخر عن السيطرة عليها أيضا، وبطبيعة الحال فإن لكل وسيلة تفاصيلها الخاصة والحصرية، كما أن القارئ سيتعامل مع الخبرين بكل برود ودون أن يهتز له سؤال.. تبا لكل ذلك. وشكرًا للإعلام الأهلي لأنه "ينحاز" هكذا للقضية الوطنية.

كانت مدينة جعار أهدأ بكثير مما توقعتُ. لكني كنت أغلي استعجالا لنقل هذا الواقع المغاير الذي فوجئت به، ولا فرصة لفعل ذلك في مدينة لا نت ولا تغطية تلفون جيدة فيها. بالإضافة إلى الانقطاع التام للتيار الكهربائي منذ يومين بسبب قصف قوات الجيش لأبراج الكهرباء، على اعتبار أن كل شيء جائز في الحب والحرب، من قطع الكهرباء إلى "الانحياز" الإعلامي للقضايا الوطنية، بالذات تلك "الوطنية" التي تشرف عليها وتمولها وتديرها وتشارك فيها وتجني ثمارها دولة أخرى صديقة يقال لها "أمريكا".

كما أن ذلك الاستعجال مني سيعني أني غير "منحاز" للقضية الوطنية. رغم أننا نعيش في مرحلة ما بعد الثورة، وعلى العامل الأخلاقي أن يكون حاضرا بقوة فيها، إن كانت هذه الحرب أخلاقية أصلا، فقبل ساعات غادرة فتاة مدينة جعار لتلقي العلاج في مدينة عدن بعد أن تعرضت لرصاصة قناص من الجيش في الحرور بشكل عبثي أثناء ما كانت ترعى غنمها هناك، لكنها غادرت الحياة كلها في نقطة عسكرية احتجزها الجيش فيها وهي تنزف إلى أن ماتت.

شارك الخبر