الرئيسية / من هنا وهناك / 570 عاما على «مدفع رمضان».. تقليد بدأ من القاهرة وانتشر في المدن الإسلامية
570 عاما على «مدفع رمضان».. تقليد بدأ من القاهرة وانتشر في المدن الإسلامية

570 عاما على «مدفع رمضان».. تقليد بدأ من القاهرة وانتشر في المدن الإسلامية

27 مايو 2017 04:49 مساء (يمن برس)
انطلق في العالم الإسلامي «مدفع رمضان» قبل نحو 570 عاما، بحسب واحدة من الروايات التي أصلت لهذا الأمر.

وباتت الكثير من الدول الإسلامية تطلق قذائف صوتية من المدافع مع وقتي الإفطار والإمساك.

وأرجع باحثون بداية إطلاق قذائف المدفع في رمضان للعهد المملوكي بمصر، إبان فترة حكم السلطان «خشقدم» في الفترة من 865هـ وحتى 872هـ.

وأشاروا إلى أن الأمر بدأ عن طريق الصدفة عندما كانت تتم تجربة أحد المدافع الجديدة، حيث صادف إطلاق القذيفة موعد أذان المغرب في رمضان.

وأوضح الباحثون أن الناس اعتقدوا أن السلطان تعمد إطلاق القذيفة لتنبيه الصائمين بموعد الإفطار، فذهب بعض أعيان القاهرة للسلطان وأعربوا له عن تقديرهم لما قام به، فراق الأمر للسلطان فأمر بإطلاق قذيفة كل يوم عند موعد الإفطار في رمضان.
وأكدوا أن التقليد استمر إلى يومنا هذا، وانتقل بعد ذلك ليشمل العديد من الدول الإسلامية، لافتين إلى أن بعضها يقوم بإطلاق قذيفتين واحدة عند الإمساك وأخرى عند موعد الإفطار.

من جهته، قال الباحث «فؤاد المغامسي»، إن المدينة المنورة واحدة من المدن التي عرفت إطلاق «مدفع رمضان».

وأوضحوا أنه كان بها مدفعان، الأول بجبل «سلع»، ومهمته أن يبلغ أهل المدينة بالإفطار، وكانت إشارة إطلاقه إضاءة المنارة الرئيسة باللون الأحمر.

وأضاف أن المدفع الثاني وُضع في عهد الملك «فيصل بن عبدالعزيز» فوق الهضبة الخارجية على قلعة قُباء، التي تبعد عن مسجد قُباء الشهير بمسافة 400 م تقريباً.

وكان مدفع رمضان، تقليدا متبعا في معظم الدول الإسلامية، بحيث يقوم جيش البلد بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية خلال شهر رمضان، لحظة غروب الشمس، وفي موعد الإمساك، إيذانا بدخول وقتي الإفطار والصوم.

وتكاد تجمع المصادر التاريخية على أن مدينة القاهرة بمصر كانت أول مدينة إسلامية أطلقت المدفع عند الغروب إيذانا بالإفطار في شهر رمضان، وذلك عندما تم إطلاق مدفع الإفطار لأول مرة -عن طريق الصدفة- عند غروب أول يوم من شهر رمضان عام 859 للهجرة.

وقد حدث ذلك عندما أهدي إلى السلطان المملوكي «خوشقدم» مدفع فأراد تجربته للتأكد من صلاحيته فصادف إطلاقه وقت المغرب بالضبط من أول يوم في رمضان ففرح الناس اعتقادا أن هذا إشعار لهم بالإفطار وأن السلطان أطلق المدفع لتنبيههم إلى أن موعد الإفطار قد حان في هذه اللحظة وذهبوا إلى القاضي في اليوم التالي لينقل شكرهم للسلطان وعندما علم السلطان بسعادتهم بذلك أمر بالاستمرار في ذلك وزاد على مدفع الإفطار مدفع السحور ومدفع الإمساك.

ومن الروايات الأخرى أن «محمد علي الكبير»، والي مصر ومؤسس حكم الأسرة العلوية في مصر من عام 1805 كان يجرب مدفعا جديدا من المدافع التي استوردها من ألمانيا في إطار خططه لتحديث الجيش المصري، فانطلقت أول طلقة وقت أذان المغرب في شهر رمضان، فارتبط صوته في أذهان العامة بإفطار وسحور رمضان، وكان مكانه في قلعة «صلاح الدين الأيوبي».
شارك الخبر