يحتوي قبو مغلق في مسجد بغداد على نسخة من القرآن الكريم، كُتبت بخط عربي جميل، ولولا الحبر الذي كتب به، كان من الممكن عرضها في متحف. وكُتب المصحف بدماء الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الذي تمت الإطاحة به بعد الغزو الأمريكي للعراق، العام 2003، ليُحاكم بعد ذلك، ويُعدم.
وفي أعقاب محاولة لاغتيال ابنه عدي، أظهر صدام بعض الجنوح إلى التديُّن، وفي نفس الفترة تبرع بقرابة 27 لترا من دمائه لإعطائها لخطاط بعد وقت قصير من عيد ميلاده الـ60.
وعلى مدار عامين، استخدم الفنان عباس شاكر جودي البغدادي، دم الرئيس العراقي حبرًا لكتابة قرابة 600 صفحة من القرآن الكريم.
ويشعر المسؤولون بالحيرة فيما يتعلق بما يجب عليهم القيام به تجاه المصحف، فمن ناحية يُعتبر قطعة أثرية مهمة، ومن ناحية أخرى، فإن عرضها قد يؤدي إلى تمجيد أنصار صدام حسين، إضافةً إلى أن كتابة القرآن بهذه الطريقة المروّعة “محرمة” في الشريعة الإسلامية.
ويقع المصحف المذكور في الوقت الحالي في قبو تحت حماية مشددة، بعد أن كان في السابق معروضًا بمسجد صدام المعروف بـ “أم المعارك”.
وحتى يتم السماح بزيارة القبو الذي يحتوي القرآن الكريم المكتوب بالدم، يجب على الشخص أن يتقدم بطلب توافق عليه لجنة حكومية عراقية، مخصصة لهذا الغرض.