كشفت صحيفة لبنانية، الأربعاء، عن تواجد فعلي لمستشارين عسكريين وأمنيين ومدربين مصريين في سوريا إلى جانب وحدات جيش النظام السوري، وفي أروقة رئاسة الأركان السورية في وسط دمشق.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية التابعة لحزب الله، إن "مجموعة من الضباط المصريين انتقلت إلى سوريا في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.. من الضباط المصريين، الأمنيين والعسكريين، في سياق برنامج تعاون عسكري أمني بين البلدين هدفه مكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات، برعاية روسية مباشرة".
ويأتي ذلك بعد زيارة رسمية لرئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، على رأس وفد من كبار ضباط الاستخبارات السورية إلى مصر، ولقائهم نائب رئيس جهاز الأمن القومي المصري ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء خالد فوزي، منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وفقا للصحيفة.
وبحسب الصحيفة، فإن الخبراء الأمنيين والعسكريين موزعون على أكثر من مركز تنسيق، بدأت في رئاسة الأركان السورية في دمشق وفي قاعدة حماة الجويّة، وتوسعت مؤّخرا لتشمل قاعدة حميميم الجويّة، ومطار "التي. فور" في ريف حمص الشرقي، فضلا عن انتشار مجموعة من المستشارين الأمنيين والعسكريين في عدد من غرف العمليات العسكرية السورية، من درعا إلى حماة إلى جورين في منطقة سهل الغاب.
ويعمل الضبّاط السوريون والمصريون على تبادل الخبرات في ما بينهم، وخاصة نقل خبرات الجيش السوري في مكافحة الإرهاب بشكل مباشر إلى غرف عمليّات الجيش المصري التي تخوض معارك ضد الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، حسبما نقلت "الأخبار".
وأشارت إلى أن رفع مستوى التنسيق والتعاون المصري-السوري عسكريا وأمنيا كان أيضا محور لقاء بين أحد أبرز الضّباط الأمنيين المصريين ومملوك، في زيارة قام بها وفد مصري يوم 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عبر طائرة خاصة حطّت في مطار دمشق الدولي.
ولفتت "الأخبار" إلى أن الاجتماع بين المسؤولين الأمنيين في البلدين دام لمدة تزيد على أربع ساعات، جرى خلالها بحث التنسيق الأمني، وإمكان إنشاء مركز استطلاع مشترك في مطار "التي. فور" القريب من المناطق التي يحتلها تنظيم الدولة. وبحسب المعلومات، فإن عدد الخبراء المصريين على الأراضي السورية، قد يصل إلى حدود الـ200 مع نهاية العام الحالي.
ومن المتوقع في الأيام المقبلة، أن تصل إلى ميناء طرطوس العسكري على متن قطعة عسكرية بحرية مصرية، كتيبة هندسية من الجيش المصري، مهمّتها نزع الألغام والعبوات الناسفة لتبدأ أولى مهماتها في الأحياء المحرّرة من مدينة حلب، بالتعاون الكامل مع القوات السورية والروسية، طبقا لما نشرته الصحيفة اللبنانية.
ونقلت عن مصدر دبلوماسي مصري، قوله إن "التعاون بين الجيشين مستمر منذ ما قبل اندلاع الأزمة في سوريا، ويأتي في السياق الطبيعي للتعاون بين جيشين هما في الأصل جيش واحد". ولفت إلى أن التنسيق وتبادل المعلومات الأمنية بين القاهرة ودمشق لم ينقطعا حتى في عهد الرئيس السابق محمد مرسي.
وأكد المصدر للصحيفة التابعة لحزب الله اللبناني، أن وجود تنسيق بين الجيشين لا يعني مطلقا مشاركة مصر في الحرب السورية، لأن رؤية القاهرة الاستراتيجية قائمة على "رفض عسكرة الأزمة السورية".