بعد 400 يوم من المعاناة في غزة وتصاعد التوترات اليمنية، كشفت مكالمة هاتفية حاسمة الثلاثاء بين وزيري خارجية مصر وعُمان عن تنسيق استراتيجي مكثف لكسر الجمود الدبلوماسي الإقليمي.
أجرى بدر عبد العاطي ونظيره العماني بدر البوسعيدي اتصالاً هاتفياً مطولاً ركز على تطوير آليات الحوار البناء حول التطورات الإقليمية والدولية، وفقاً لبيان وزارة الخارجية العمانية، الذي أكد توافق رؤى البلدين حيال القضايا الإقليمية دون الكشف عن تفاصيلها المحددة.
يأتي هذا التنسيق الدبلوماسي في ظل الدور البارز الذي تلعبه القاهرة ومسقط كوسطاء في أبرز ساحات التوتر الإقليمي:
- ملف غزة: تقود مصر جهود الوساطة منذ أكتوبر 2023 بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، مع انضمام تركيا مؤخراً، وسط عراقيل إسرائيلية مستمرة
- الأزمة اليمنية: تمارس سلطنة عُمان دور الوسيط التاريخي بين الحكومة الشرعية والحوثيين، خاصة مع التصعيد الجديد للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة منذ ديسمبر الجاري
تشير المصادر الدبلوماسية إلى أن التنسيق المصري-العماني يهدف لاستثمار الخبرة الدبلوماسية المتراكمة للبلدين في الوساطة الإقليمية، خاصة في ظل تعقيدات المشهد الجيوسياسي وتشابك المصالح الدولية.
المكالمة الهاتفية تعكس سعي الطرفين لبناء جبهة دبلوماسية عربية متماسكة قادرة على تقديم حلول مبتكرة للأزمات المستعصية، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جذرية تتطلب استجابة دبلوماسية سريعة وفعالة.