78 مليون ساعة سنوياً - هذا ما ستوفره السعودية لـ 13.4 مليون مقيم عبر قرار ثوري يطوي صفحة المعاملات الورقية إلى الأبد! المديرية العامة للجوازات تدشن رسمياً النظام الرقمي المتطور الذي يضمن خمس سنوات كاملة دون الحاجة لزيارة مكاتب الجوازات مطلقاً.
الإعلان الرسمي جاء مساء الأحد، حيث يبدأ التطبيق خلال ساعات قليلة ليحرر المقيمين من عبء الطوابير المرهقة التي استنزفت سنوات من أعمارهم. المهندس أحمد المصري (34 عاماً) عبّر عن سعادته قائلاً: "كنت أقضي 6 ساعات سنوياً في جحيم الطوابير، لكن معاناتي ستختفي نهائياً".
الأرقام تكشف حجم التحول المذهل:
- 78 مليون ساعة توفير سنوي (ما يعادل 9 آلاف عام)
- 13.4 مليون مقيم سيستفيدون من النظام
- 600 ريال فقط مقابل راحة 5 سنوات كاملة
فاطمة الإندونيسية، العاملة المنزلية، ذرفت دموع الفرح مؤكدة أن "600 ريال ستمنحها راحة خمس سنوات بتكلفة أقل من وجبة يومية".
نهاية عصر المعاناة:
عقود من النظام الورقي حولت حياة المقيمين لدوامة قلق مستمر، حيث بات التجديد السنوي كابوساً متكرراً. د. خالد التقني، خبير التحول الرقمي، أكد أن هذه الخطوة تضع السعودية في مقدمة الدول عالمياً، مشبهاً إياها بثورة البطاقات المصرفية في التسعينات.
سامر اللبناني، المحاسب، كان من ضحايا النظام القديم حين فقد ترقية مهمة بسبب تأخره في طابور الجوازات يوم مقابلة عمل مصيرية. اليوم، لن يواجه هذا الكابوس مجدداً مع النظام الذي يحول المعاملات المصرفية وتأجير المنازل من أيام معاناة إلى ثوانٍ معدودة.
التحدي الوحيد المتبقي يتمثل في ضمان الأمان الرقمي والتغلب على مقاومة النظام التقليدي المتهالك. هذا التحول ليس مجرد تطوير تقني، بل إعادة تعريف جذرية لمعنى الكرامة الإنسانية في التعاملات الحكومية، مما يجعل السعودية منارة للعالم العربي ونموذجاً عالمياً يُحتذى.
