في أقل من 24 ساعة، حولت المملكة العربية السعودية التهديدات إلى حقائق ميدانية عبر ضربة جوية دقيقة استهدفت مواقع للمجلس الانتقالي الجنوبي في وادي برح بمحافظة حضرموت. هذا التحرك العسكري المفاجئ يمثل تصعيداً نوعياً في الملف اليمني، حيث نفذت القوات السعودية العملية أمس في مديرية غيل بن يمين.
كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "الشرق الأوسط" أن العملية العسكرية تحمل رسالة واضحة مفادها رفض فرض أي وقائع جديدة بالقوة، مع التأكيد على ضرورة احترام الأطر المؤسسية المتفق عليها لإدارة الملف الأمني في المحافظات الشرقية. وحذرت هذه المصادر من أن أي تصعيد إضافي سيواجه بإجراءات أكثر حزماً وصرامة.
رداً على هذا التطور، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان يوم الجمعة عن انفتاحه على التنسيق والترتيبات مع السعودية، واصفاً الضربة الجوية بالقصف المستغرب الذي لا يخدم مسارات التفاهم المنشودة.
من جانبهم، أوضح مراقبون سياسيون للصحيفة أن الرياض ستتقبل أي تنسيق أو ترتيبات شريطة أن تصب في إنهاء التصعيد الراهن، وضمان انسحاب قوات الانتقالي من مواقعها، مقابل تسليم قوات درع الوطن الجنوبية والسلطة المحلية زمام المعسكرات والأمن في محافظتي حضرموت والمهرة.
وفقاً لمصادر مطلعة، فإن أي تسوية مستقبلية ستعتمد على إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل التصعيد الأخير، بهدف الحفاظ على تماسك ووحدة الصف اليمني في مواجهة التحديات المشتركة.