في تطور درامي يهز أركان القلعة البيضاء، يواجه الزمالك اليوم مباراة مصيرية أمام حرس الحدود بعد الانهيار الكارثي من تقدم 3-0 إلى تعادل مؤلم 3-3 أمام كهرباء الإسماعيلية. أحمد عبد الرؤوف يحمل على عاتقه مهمة شبه مستحيلة: إعادة بناء ثقة فريق محطم نفسياً خلال ساعات قليلة، في لحظة قد تحدد مصير الموسم بأكمله.
داخل أروقة النادي الصامتة، عقد عبد الرؤوف جلسة طارئة مع لاعبيه، وفق ما كشفه مصدر من الجهاز الفني لموقع القاهرة 24. "مثل هذه الأخطاء يجب عدم تكرارها مرة أخرى"، كانت كلمات المدرب تقطع صمت غرفة الملابس كالسكين. محمد، اللاعب الشاب الذي عاش كابوس الانهيار لأول مرة، يروي لمقربيه: "رأيت الأحلام تتحطم أمام عيني في 30 دقيقة فقط". الأرقام تصرخ بالمأساة: صفر انتصارات في البطولة حتى الآن، وتقدم بثلاثة أهداف نظيفة يتحول إلى صفعة مدوية.
خلف هذا الانهيار المدوي تكمن أزمة أعمق من مجرد نتيجة كروية. الاعتماد المفرط على لاعبين شباب دون خبرة كافية، غياب النجوم المؤثرين، والضغط النفسي الرهيب - كلها عوامل تراكمت لتخلق العاصفة المثالية. د. محمود الطاهر، خبير كرة القدم، يؤكد: "الانهيار النفسي أخطر من الهزيمة الفنية، والزمالك يعيش أزمة ثقة حقيقية". هذا الانهيار يذكرنا بسقوط الإمبراطوريات - من القمة إلى الهاوية في لحظات، كما لو أن قطار الفوز انطلق أمام أعين اللاعبين ثم تحطم في آخر لحظة.
في شوارع القاهرة وأحياء الجيزة، تسود حالة إحباط واضحة بين جماهير الزمالك. أبو محمد، المشجع الزملكاوي منذ 30 عاماً، يقف في المقهى الشعبي مهزوز الرأس: "لم أر انهياراً مثل هذا في تاريخ النادي". مباراة اليوم أمام حرس الحدود على ملعب ستاد المقاولون العرب ليست مجرد مواجهة عادية - إنها محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. كابتن أحمد، لاعب الخبرة في الفريق، يحمل على عاتقه مسؤولية ضخمة: أن يكون المنقذ في أحلك اللحظات. السؤال الذي يقض مضاجع كل زملكاوي: هل سيستطيع الفريق الوقوف على قدميه مرة أخرى، أم أن رحلة الانهيار ستكتمل فصولها المؤلمة؟
بينما تدق ساعة الصفر، يقف الزمالك على مفترق طرق حاسم. إما انتفاضة قوية تستعيد هيبة القلعة البيضاء، أو مزيد من التردي في نفق مظلم قد يمتد لأشهر. عبد الرؤوف راهن على عنصر الخبرة لاحتواء الشباب، وعلى قوة التاريخ لاستنهاض الهمم. اليوم، أمام حرس الحدود، سيكتب الزمالك فصلاً جديداً من تاريخه - إما فصل الخلاص والعودة للمجد، أو فصل الانهيار المكتمل. والسؤال الأخير يبقى معلقاً في الهواء: هل سيقف العملاق الأبيض على قدميه اليوم، أم أن كابوس الانهيار سيتحول إلى حقيقة مؤلمة لا تُحتمل؟